وقع الأردن والولايات المتحدة الأميركية، الجمعة، في واشنطن، مذكرة تفاهم بشأن الشراكة الاستراتيجية الأردنية الأميركية التي تؤطر المساعدات المالية التي تعتزم الولايات المتحدة تقديمها للأردن للسنوات السبع المقبلة.

وتتضمن مذكرة التفاهم تقديم الولايات المتحدة نحو 10.15 مليار دولار على مدار 7 سنوات مقبلة للمملكة، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، وقال بيانٌ مشتركٌ صدر عقب توقيع المذكرة في مبنى وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن إن مذكرة التفاهم، باعتبارها صكاً ثنائياً فريداً من نوعه، تمثل التزاماً أميركياً بدعم استقرار الأردن وتعكس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وأكد البيان "إن الالتزام الأميركي بأمن الأردن وازدهاره هو التزام راسخ".

وستقدم الولايات المتحدة وفق المذكرة مساعداتٍ بقيمة 1.45 مليار دولار أميركي سنوياً ابتداءً من السنة المالية 2023 وانتهاءً بالسنة المالية 2029، بعد محادثاتٍ موسعةٍ أجراها الوزيران حول سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهم.

حسب البيان "ستساعد مذكرة التفاهم هذه الأردن على مواجهة التحديات الاستثنائية، والتخفيف من التداعيات الشديدة للتحديات الإقليمية، ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني، وتعزز الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة والأردن على المدى الطويل". وقال البيان "تأتي مذكرة التفاهم هذه في وقت تنفذ فيه الحكومة الأردنية إصلاحاتٍ تستهدف تقوية الاقتصاد وتحسين الخدمات للمواطنين".

وأكد الأردن في البيان تثمينه الكبير لشراكته مع الولايات المتحدة الأميركية، وامتنانه للولايات المتحدة على دعمها "المتواصل الذي يسهم في عملية التنمية الاقتصادية، ويدعم جهود المملكة في توفير حياة كريمة لملايين اللاجئين".

وأكدت الولايات المتحدة التزامها "بمساعدة الأردن على المضي قدماً في تنمية الاقتصاد، وتعزيز منعته". وأكد البلدان أنهما سيعملان "معاً على مواجهة أزمة المناخ، ومواجهة شح المياه" وأن الشراكة بينهما "ستعزز التعاون والاستثمار في البنية التحتية والطاقة والمياه والأمن الغذائي والمناخ، وبما يسهم في تعزيز التكامل الإقليمي".

وحسب البيان المشترك أكد البلدان أن مذكرة التفاهم "ستعزز السلام والازدهار للأردنيين والأميركيين، ونتطلع إلى المزيد من تطوير الصداقة العميقة والدائمة بين شعبينا".

وسبق مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم، الجمعة، محادثات ثنائية بين نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونظيره وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن تلاها مؤتمر صحفي مشترك.

وكان البيان المشترك الصادر عقب لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة جدة في تموز/يوليو عن عزم الولايات المتحدة توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع الأردن، والتي تعتزم الولايات المتحدة عبرها توفير مساعدات سنوية للأردن لا تقل عن 1.45 مليار دولار سنوياً خلال الفترة الممتدة بين الأعوام 2023 و2029.

وتعد المذكرة الجديدة الأكبر من حيث حجم المساعدات المقدمة للأردن، والأطول من حيث المدة الزمنية، وتبنى على أكثر من 7 عقود من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وتعكس مذكرة التفاهم التزام الولايات المتحدة السياسي بدعم الأردن واستقراره ومتانة الشراكة بين البلدين، وتستهدف تلبية احتياجات الأردن ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أعلنه جلالة الملك عبدالله الثاني.

وأعاد الرئيس بايدن تأكيده دعم الولايات المتحدة المطلق للأردن كحليف رئيس للولايات المتحدة وقوة للسلام في المنطقة، ولقيادة الملك عبدالله الثاني.

تعد مذكرة التفاهم التي سيجري توقيعها الجمعة المقبلة مذكرة التفاهم الرابعة بشأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث جرى توقيع المذكرة الأولى في العام 2008 وشملت مساعدات بقيمة 660 مليون دولار سنوياً ولمدة 5 أعوام اعتباراً من 2010.

فيما جرى توقيع مذكرة التفاهم الثانية في 2015 وبقيمة مليار دولار أميركي سنوياً ولمدة 3 أعوام.

ووقع مذكرة التفاهم الثالثة في 2018 وبقيمة 1,275 مليار دولار سنوياً ولمدة 5 أعوام، حيث ستحل المذكرة التي ستوقع الجمعة محل مذكرة التفاهم الحالية التي ينتهي العمل بها في أيلول/سبتمبر 2022.

المملكة