ارتفع عدد شهداء بلدة دير الغصون شمال طولكرم إلى 5، في ظل عملية عسكرية يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على البلدة في الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت المصادر السبت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجز جثامين أربعة شهداء، ارتقوا داخل المنزل المستهدف في البلدة، وفقا لما تم إبلاغهم به، دون معرفة هوية الشهداء.

وكانت طواقم الهلال الأحمر انتشلت فور انسحاب قوات الاحتلال من البلدة بعد ظهر السبت، شهيدا من تحت الأنقاض، ونُقل إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بطولكرم، دون معرفة هويته، ليرتفع عدد الشهداء في البلدة إلى خمسة.

وكانت جرافة عسكرية إسرائيلية انتشلت جثمان شهيد، فجر السبت، أثناء هدم المنزل المحاصر في البلدة، دون معرفة هويته بعد، وقامت برميه على الأرض، ومنعت مركبة الإسعاف من الوصول إليه.

وفور انسحاب قوات الاحتلال من البلدة بعد اقتحام أكثر من 13 ساعة، هرع المواطنون ومركبات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني والبلدية إلى المنزل المدمر، وشرعوا بإزالة الأنقاض والبحث من مصابين أو شهداء ما زالوا تحت الركام.

وأظهر مقطع مصور في منصات التواصل الاجتماعي إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه شابين أثناء محاولتهما الخروج من تحت ركام المنزل المهدوم، ما أدى إلى استشهادهما، دون معرفة هوياتهما.

وأفادت وكالة وفا أن جنود الاحتلال اختطفت جثمان شهيد في البداية بعد التنكيل به، وإطلاق القنابل الدخانية في مكان استشهاده، في الوقت الذي أطلقت الأعيرة النارية بكثافة تجاه كل من يقترب من المكان.

ويتكون المنزل من طابقين يعود لعائلة المواطن بشير بدران المتوفى منذ سنوات، ويسكنهما نجلاه، وهو والد الشهيد فواز بدران الذي استشهد عام 2001.

كما اعتقلت قوات الاحتلال صاحب المنزل سلمة بشير بدران وهو أسير سابق، بعد خروجه من تحت الركام، وقامت بتقييده، وإخضاعه للتحقيق والاستجواب، واقتياده إلى جهة مجهولة.

وأفادت وكالة وفا، بأن جرافات الاحتلال شرعت فجر السبت بهدم المنزل بعد أربع ساعات من الحصار المشدد عليه، وتجريف أسواره الخارجية، وبعض الطرق في محيطه.

وكانت قوة إسرائيلية خاصة "مستعربون" تسللت إلى بلدة دير الغصون في ساعات الفجر الأولى، وحاصرت المنزل بعد اقتحامه، قبل الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، ترافقها جرافات ضخمة.

وفرضت قوات الاحتلال طوقا عسكريا مشددا في محيط المنزل، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة في المكان، قبل أن تستهدفه بوابل من الرصاص والعشرات من قذائف "الأنيرجا"، الأمر الذي تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في محيط المكان.

وجرفت آليات الاحتلال أشجارا وأسوار المنازل المجاورة للمنزل المحاصر، ودمرت عددا من المركبات، والبنية التحتية في الطرقات المحاذية له، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

وتدعي قوات الاحتلال أن شبانا تحصنوا داخل المنزل، تتهمهم بتنفيذ عملية إطلاق نار في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عند مدخل قرية بيت ليد شرق طولكرم، أدت إلى مقتل جندي.

وبالتزامن مع ذلك، أطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه مجموعة من الصحفيين، أثناء تواجدهم في أحد المباني المقابلة للمنزل المستهدف، وتغطيتهم للأحداث هناك، في الوقت الذي أطلق قناص الاحتلال الرصاص على كاميرا تلفزيون "العربي"، دون أن يبلغ عن إصابات.

ونعت القوى الوطنية والإسلامية في طولكرم شهداء مجزرة دير الغصون، وأعلنت الإضراب الشامل الأحد حدادا على أرواح الشهداء.

وبموازاة عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، صعّدت قوات الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، ما أسفر عن استشهاد 491 مواطنا وإصابة أكثر من 4950 آخرين.

وفا