قال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة خلال مؤتمر مانحين لمساعدة اليمن، إن المانحين الدوليين تعهدوا الثلاثاء بتقديم 1.35 مليار دولار مساعدات إنسانية لليمن.

واستضافت السعودية مؤتمرا افتراضيا للأمم المتحدة للمساعدة في جمع 2.4 مليار دولار لمعالجة أوجه النقص في تمويل عمليات الإغاثة في اليمن

السعودية أعلنت تقديم حزمة مساعدات لليمن بـ 500 مليون دولار دعما لخطة الاستجابة الإنسانية في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.

جاء ذلك خلال مؤتمر افتراضي للمانحين لدعم اليمن الذي تنظمه السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة.

"نعلن عن التزام المملكة مبلغ 500 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، وخطة مواجهة (كوفيد ـ19)، يُخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأمم المتحدة وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة ... بقية المنحة البالغة 200 مليون دولار تُنفذ من خلال المركز بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية".

اتهام الحوثيين

وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، اتهم، الثلاثاء، الحوثيين بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي اليمنية كافة.

وقال إن "المليشيات الحوثية تقوم بالاستحواذ والنهب وفرض الرسوم على المساعدات الإنسانية وإعاقة وصولها إلى كافة الأراضي اليمنية".

ويسعى المؤتمر الذي تنظمه السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة، إلى جمع 2.3 مليار دولار، في وقت يواجه فيه البلد الفقير الذي مزقته الحرب خطر تفشي فيروس كورونا المستجد.

بن فرحان أشار إلى أن الحوثيين مستمرون "بعدم قبول الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث والقرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذ اتفاق ستوكهولم 2018، وعدم قبول وقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف ودعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن للانخراط في مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية".

ويعيش اليمن حربا منذ عام 2014 تسببت في مقتل آلاف المدنيين، وأفقر بلدان شبه الجزيرة العربية يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.

وتحذر منظمات إغاثة أممية من أن وصول فيروس كورونا ينذر بكارثة بسبب القطاع الصحي المنهار بفعل سنوات الحرب.

وزير الخارجية السعودي دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين "للسماح لموظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع بالوصول لموقع خزان النفط العائم (صافر) والمهدد بالانفجار منذ سيطرتهم على ميناء الحديدة في 2015، لتفادي حدوث أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر حال تسرب النفط".

وأوضح أن السعودية قدمت لليمن منذ بداية الأزمة في أيلول/سبتمبر 2014، مساعدات بمبلغ إجمالي وصل إلى أكثر من 16.9 مليار دولار.

بن فرحان طالب جميع الدول والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية للوفاء بتعهداتها لليمن، التي أُعلن عنها العام الماضي، بمبلغ 2.14 مليار دولار، لتمويل عمليات الإغاثة وسيخصص منها 180 مليون دولار لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

وقال بيان حكومي سعودي، إنه سيتم السعي إلى جمع نحو 2.3 مليار دولار "لتغطية احتياجات الطوارئ في اليمن في العديد من القطاعات الإنسانية بما في ذلك المساعدات الطبية والغذائية والإيوائية".

مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أكد أنه يتعين جمع 2.4 مليار دولار بحلول نهاية العام لليمن، بما في ذلك 180 مليون دولار لمكافحة جائحة كوفيد 19.

وأعلنت بريطانيا الثلاثاء، عن حزمة مساعدات جديدة لليمن بقيمة 200 مليون دولار.

ونقل بيان عن وزير الخارجية دومينيك راب قوله، إن "الحزمة ستعني الفرق بين الحياة والموت لآلاف من اليمنيين الذين يواجهون الآن تهديد فيروس كورونا المستجد".

وأضاف راب "سيساعد دعمنا الأسر على ضمان إطعام نفسها، والحصول على مياه نظيفة ورعاية صحية".

وأكدت وزيرة التنمية الدولية البريطانية آن-ماري تريفيلان أن الأموال تهدف لدعم 300 ألف شخص على الأقل في كل شهر.

وحذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من وقف مجموعة من برامج المساعدات في اليمن خلال الأسابيع المقبلة بسبب نقص التمويل.

ومن جانبه، اعتبر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن "اللجوء إلى تنظيم مؤتمر للمانحين في ظل استمرار العدوان والحصار هروب من أصل المشكلة"، بحسب ما نقلت عنه قناة المسيرة المتحدثة باسم المتمردين.

 "كارثة" جائحة

ودعا مسؤولون كبار من منظمات أممية مختلفة في اليمن إلى مساعدات دولية عاجلة.

وقال بيان مشترك صادر عن "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية "نحن قلقون بشكل متزايد من الوضع في اليمن" مؤكدين "الوقت يداهمنا".

وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" حذرت الشهر الماضي من "كارثة" في اليمن؛ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وبحسب الأمم المتحدة، فإنه من المرجح أن يكون فيروس كورونا المستجد تفشى في غالبية أنحاء اليمن. بينما أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عن تسجيل بضع مئات من الإصابات رسميا.

المملكة + أ ف ب + رويترز