تعتزم الولايات المتحدة تقديم تمويلات إضافية خلال مؤتمر المناخ العالمي للأمم المتحدة (كوب 27) في مصر المقرر عقده الشهر المقبل، لتسريع تحول الطاقة في العالم.

وطالب المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري، خلال إحاطة صحفية هاتفية حضرتها "المملكة"، الأربعاء، العالم المتقدم باتخاذ دور قيادي تجاه العالم النامي لمساعدتهم على تحمل أعباء المناخ ولإيجاد طاقة بديلة.

وسيعقد المؤتمر 27 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في شرم الشيخ بين 6 و18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقال كيري إن العلماء جمعوا كل الأدلة التي تشير لوجوب أن "نقوم بكل ما في وسعنا" للحد من ارتفاع درجات الحرارة، وأضاف: "إذا لم نقم بذلك فإننا سنجلب الكثير من الدمار على أنفسنا وعلى الكوكب وسنخلق ظروفا تستحيل الحياة معها ...".

الشهر الماضي دعا ممثلون عن 24 دولة إفريقية الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها المالية لمساعدة القارة على التكيف مع تغير المناخ قبل مؤتمر (كوب 27).

كيري رأى خلال الإحاطة أن من حق القادة الأفارقة الغضب، وقال إنه غاضب أيضا، وتحدث عن ضرورة أن يتخذ العالم المتقدم دورا قياديا تجاه العالم النامي لمساعدتهم على تحمل أعباء المناخ ولإيجاد طاقة بديلة.

وأشار كيري إلى أهمية إيجاد آلية جديدة للتمويل وأساليب جديدة للحصول على التمويل لمساعدة البلدان للانتقال إلى الطاقة البديلة، وقال إن الولايات المتحدة تدفع بقوة لمضاعفة التمويل ولخلق برامج طوارئ جديدة.

ويهدف (كوب 27) إلى "إيصال صوت الزعماء الأفارقة لحشد المزيد من الدعم الدولي من أجل التعافي البيئي لإفريقيا"، وفقًا للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة. كما يجب أن ينظر هذا المؤتمر في التمويل الهادف إلى مساعدة البلدان الأكثر ضعفا على الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

كيري تطرق لاتفاق باريس الذي يؤكد على ضرورة معالجة الضرر الناجم عن أزمة المناخ، وهو ما تطرق إليه أيضا (كوب 26) في غلاسكو.

ويشمل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ 3 عناصر رئيسية، وهي الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، واستعراض التزامات الدول بخفض الانبعاثات كل خمس سنوات، وتوفير التمويل المتعلق بالمناخ للدول النامية.

وحذرت هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، من أن الالتزامات الدولية الأخيرة بشأن المناخ ما زالت "بعيدة جدًا" عن تلبية هدف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.

ويمثل اتفاق باريس بداية تحول نحو عالم منخفض الكربون، ويعد تنفيذ الاتفاق أمراً ضرورياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لأنه يوفر خارطة طريق للإجراءات المناخية التي من شأنها تقليل الانبعاثات وبناء القدرة على الصمود مع تغير المناخ.

التزامات أميركية جديدة

وتحدث المبعوث الأميركي عن عزم بلاده دفع بتمويلات إضافية خلال مؤتمر (كوب 27) لتسريع تحول الطاقة في العالم، وقال إن واشنطن "تعمل مع البنوك ومع دول لإيجاد التمويلات لمختلف المبادرات وللتعامل مع استخدام وقود الميثان ...".

وستقوم الولايات المتحدة بفعالية في مصر بالتعاون مع الحكومة المصرية لدعم أفريقيا، بشأن التحول المناخي.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الحالي، العالم في إطار ما وصفها "معركة حياة أو موت من أجل سلامتنا اليوم وبقائنا على قيد الحياة غدا".

وقال غوتيريش: "غمرت الفيضانات ثلث مساحة باكستان. شهدت أوروبا صيفا كان الأشد حرارة منذ 500 عام. تأثرت الفيليبين بشدة. الطاقة مقطوعة عن كوبا بأكملها. وهنا في الولايات المتحدة، أوصل الإعصار إيان رسالة تذكير قاسية مفادها أن أي دولة أو اقتصاد لن يكونا محصنين بمواجهة أزمة المناخ".

وأكد المبعوث الأميركي على عدم إمكانية تجنب الواقع العلمي وزيادة الانبعاثات، وشدد على ضرورة خفض الانبعاثات، وقال: "يجب على كل دول العالم أن تطلب بكل وضوح حقها بالهواء النقي النظيف".

وقال إن العلماء أوضحوا أن الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة والتقلبات المناخية والفيضانات والحرائق والتأثير الخارق للعادة على نمط الحياة سيزداد سوءا إلا إذا أننا واجه العالم أزمة المناخ بجهد موحد.

وتقول الأمم المتحدة إن تغير المناخ حالة طوارئ عالمية تتجاوز الحدود الوطنية، وقضية تتطلب حلولاً منسقة على جميع المستويات وتعاوناً دولياً لمساعدة الدول على التحرك نحو اقتصاد منخفض الكربون، وتسعى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف إلى تجديد التضامن بين البلدان لتنفيذ اتفاق باريس.

المملكة