قد تبدو عناوين العمل العربي المشترك والتعاون والتعاضد، وبنود البيانات وطبيعة الاجتماعات، وحتى الخلافات مألوفة، في القمم العربية، لكن قمة الجزائر تخرج عن المألوف بخلوها من الورق.

وبحسب موفد "المملكة" في الجزائر، بدا لافتا في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، أن شاشات الحواسيب تغطي جزءا كبيرا من وجوه الوزراء والمندوبين الذين احتفظوا ببعض الأوراق بين أيديهم.

أرادت الجزائر من القمة العربية التي لم تقم منذ 3 سنوات بفعل جائحة كورونا التي عطلت العالم، وأجبرتهم على التواصل الافتراضي والاعتماد على الإنترنت، أن تكون قمة "بلا ورق" مواكبة للتطور التقني الذي يشهده العالم.

يتحدث المدير العام للمركز الدولي للصحافة في الجزائر عبد الرؤوف المعمري لـ"موفد المملكة" بحماسة عن رغبة جزائرية في التميز ونقل تجربة بلاده في الدفع نحو رقمنة معاملاتها، إلى التجمع العربي الحالي.

"وفرنا إمكانيات وتجهيزات كبيرة لوضعها تحت تصرف وسائل الإعلام المختلفة"، بحسب المعمري الذي قال إن المركز حقق أكثر مما اشترط اتحاد إذاعات الدول العربية بشأن التغطية الإعلامية للمؤتمر.

تفادي الورق

جُهز المركز الإعلامي في المركز الدولي للمؤتمرات الذي يحمل اسم الدبلوماسي الراحل عبد اللطيف رحال في العاصمة الجزائرية، بتقنيات حديثة وتطبيقات رقمية لـ"تفادي كل ما هو ورقي"، حسب تعبير المعمري.

الصحفيون يتجولون بين أروقة المركز مستندين إلى معلومات حصلوا عليها من شاشات رقمية قابلة للمس توجه الصحفيين بالمعلومات المطلوبة، عدا عن استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد.

ويحصل الصحفيون على ملفات رقمية مخزنة على حواسيب لتزويد الصحفيين بتفاصيل القمة، الذين ينجزون مراسلاتهم وتعاملاتهم عبر إنترنت "عالي التدفق" متوافر في المركز، بحسب المعمري.

وعبر مدير المركز الدولي للصحافة عن أمله في أن يحذو منظمو القمم اللاحقة حذو التجربة الجزائرية وحتى التفوق عليها.

وزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني قال عبر التلفزيون الجزائري إن تنظيم الجزائر لـ"قمة بدون ورق" للمرة الأولى يجعل منها "قمة متميزة''، وتمكن الصحفيين أيضا من "متابعة مجريات القمة العربية على المباشر انطلاقا من شاشات عملاقة".

"نحتاج إلى إبراز الصورة الحقيقية المشرفة للجزائر في الخارج"، يقول بوسليماني.

وتنعقد أعمال القمة الدورية على مستوى زعماء الدول في 1 و2 تشرين الثاني/نوفمبر.

استديوهات وبلاتوهات

وخصص في المركز الإعلامي، استديوهين تلفزيونيين اثنين يتوفران على تجهيزات مخصصة للتقنيات المرئية والسمعية، ووضعته تحت تصرف اتحاد إذاعات الدول العربية، وفق المعمري.

وجُهزت 6 بلاتوهات (بهو مفتوح مخصص للتصوير التلفزيوني) مجهزة بتقنيات حديثة تتعلق بالإضاءة والصوت والبث السمعي والبصري تحت تصرف وسائل الإعلام المختلفة.

ويُمكن لصحفيي وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية استخدام قاعتين مجهزتين بأجهزة آلية حديثة وشاشة كبيرة لبث أعمال القمة.

أما البث الإذاعي فأوجد المنظمون له 6 استديوهات مخصصة للبث الإذاعي، فيما يتوفر مركز مخصص لتحرير الفيديو ورسوم الإنفوجراف.

المملكة