أكد ممثلو المجتمع المدني الأردني المشارك في مؤتمر مستقبل سوريا والمنطقة المنعقد في بروكسل ،أهمية استمرار اهتمام المجتمع الدولي ودعمه اللاجئين السوريين، وأن أي تراجع في ذلك على المستوى الدولي سيؤدي إلى خلق مشكلة إنسانية كبيرة، وسيخلق تحديات إضافية للاجئين أنفسهم وللدول المستضيفة.

وقال مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية عضو هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم"، أحمد عوض، إن ممثلي منظمات المجتمع المدني الأردنيين المشاركين في المؤتمر ركزوا على تداعيات اللجوء السوري والتحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون في الأردن.

وأشار إلى أنه "بدا ملاحظا أن هناك تراجعا في دعم المجتمع الدولي للحكومة الأردنية ومنظمات المجتمع المدني العاملة والداعمة للاجئين، وأن الدعم المقدم من المجتمع الدولي لا يكفي لسد احتياجات اللاجئين المتنامية، ولا يعزز قدرة الأردن الرسمي والمدني على الاستمرار بتقديم الخدمات لهم بذات المستوى".

وتأتي مشاركة منظمات المجتمع المدني الأردنية في الاجتماعات التي تسبق الاجتماع الرسمي الذي يعقد اليوم الخميس إلى جانب ممثلين عن المجتمعات المدنية من مختلف مناطق اللجوء، حسب عوض "لتأكيد الأولويات الملحة التي يواجهها اللاجئون السوريون في الأردن ومناطق اللجوء الأخرى في لبنان وتركيا ومناطق شمال سوريا، ولتأكيد أهمية استمرار تقديم الدعم لهم ليتمكنوا من العيش بكرامة حتى عودتهم الطوعية إلى بلدهم بإرادتهم الطوعية".

وشارك في المؤتمر العشرات من ممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية العاملة في مختلف مناطق اللجوء لتأكيد الجوانب الإنسانية للجوء، ولوضع الحاجات الإنسانية للاجئين السوريين على رأس سلم أولويات المجتمع الدولي من جهة والاجتماع الرسمي من جهة أخرى.

وقال أحمد عوض "إن ممثلي المجتمع المدني الأردني يدعمون الموقف الرسمي المتعلق بالالتزام بالعودة الطوعية للاجئين وعدم إجبارهم على ذلك". هذا إلى جانب التأكيد أن مسؤولية تقديم الدعم إلى اللاجئين السوريين هي مسؤولية دولية وليست مسؤولية أردنية، والمجتمع الدولي ملزم بتقديم الدعم والمساعدة لهم وللمجتمعات المستضيفة.

وأضاف أن الأردن شكل قصة نجاح في التعامل مع اللاجئين من حيث الاستضافة ومن حيث عدم وجود ثقافة كراهية تجاههم، إلا أن هذا الموقف الإيجابي لم يلق الدعم الكافي من المجتمع الدولي.

قالت منسقة هيئة المجتمع المدني هديل عبدالعزيز، إنه من الضروري الاستمرار بنقل صوت اللاجئين ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية والسياسية.

وأضافت إننا كمجتمع مدني أردني فخورون بسياسة الأردن تجاه اللاجئين السوريين رغم قلة الموارد، ونحن داخليا نطالب الأردن بتحسين إدارة الموارد والاستجابة وتبني السياسات لتكون متوافقة مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، لكن هذا لا يتعارض مع دورنا في الضغط من أجل مساعدة حكومة الأردن لتحمل الأعباء التي نحملها.

وأوضحت أن المجتمع المدني الأردني أبدى قلقه تجاه تصميم أجندة المؤتمر التي ركزت بشكل كامل على العمل داخل سوريا رغم المؤشرات الصارخة التي تشير إلى أن أزمة اللاجئين السوريين هي أزمة ممتدة ومن الأهمية الاستمرار بدعم الدول المستضيفة.

وقد شارك عدد كبير من منظمات المجتمع المدني الأردنية والدولية العاملة في الأردن.

وألقى معد ومقدم برنامج "سوريون بيننا" في راديو البلد، أغيد أبو زايد، كلمة خلال يوم الحوار، قال فيها إن غالبية اللاجئين في الأردن لن يعودوا إلى بلادهم في الوقت الحالي بسبب استمرار عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي في بلادهم.

وطالب المجتمع الدولي الاستمرار في تحسين وضع اللاجئين السوريين والمجتمع المحلي في الأردن خاصة في مجال دعم العلاج الطبي للحالات الصعبة مثل غسيل الكلى ومعالجة حالات السرطان وغيرها من الحالات الصعبة.

وتابع أبو زايد "رغم أن 4600 لاجئ سوري عادوا من الأردن إلا أن هذا الرقم يشكل نسبة ضئيلة جدا من اللاجئين السورين المقيمين في الأردن".

ودعا الجهات المانحة إلى دعم مشاركة القدرات المؤسسية للمنظمات المحلية، للتعامل مع الحواجز التشغيلية، ودعم إدارة البرامج، والاستدامة المالية، وإدارة المخاطر والتطوير المهني للموظفين وتزويدهم بما يلزم لتصميم أنشطة ذات أهداف طويلة الأمد.

وهدف مؤتمر بروكسل منذ عام 2017، إلى إعادة تأكيد دعم المجتمع الدولي المستمر للشعب السوري المتضرّر من الصراع الدائر ولجهود الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص من أجل التوصّل إلى حلّ سياسي تفاوضي، بما ينسجم وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

ويساعد المؤتمر أيضًا في حشد الدعم المالي الذي تشتدّ الحاجة إليه لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات المُضيفة في بلدان الجوار، وإبقاء سوريا على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي، ومتابعة حوار شامل مع المجتمع المدني وتعميقه.

المملكة