قال وزير الدولة الياباني للاقتصاد والتجارة والصناعة شيني شي ناكاتاني، الأربعاء، إنّ الأردن سيشارك في معرض (أوساكا كانساي/ اكسبو 2025) في اليابان، موضحا أن هذه المشاركة فرصة مهمة للتشبيك والعلاقات بين البلدين وتعزز التبادلات التجارية.

وأضاف ناكاتاني خلال منتدى الأعمال الأردني الياباني في عمّان، أن المنتدى سيوفر فرصة للتشبيك بين الشركات اليابانية والأردنية والتعارف وبحث فرص التعاون بمختلف المجالات، مشيرا إلى وجود شركات يابانية شاركت في مشاريع أردنية ناشئة، وداعيا لتقوية العمل في مجالات الرعاية الصحة والعمل.

وأكد على أهمية رؤية التحديث الاقتصادي وما تتضمنه من مشروعات تفتح المجال أمام الاستثمارات الاجنبية وتعزيز فرص التنمية وتطوير العلاقات بين البلدين، قائلا إن هذا المنتدى يشكل فرصة لاكتشاف الفرص الاستثمارية في الأردن ويفتح المجال امام زيادة النشاطات الاقتصادية اليابانية في المملكة ويسهم في زيادة التعاون في مختلف المجالات لاسيما الاستثمارية والتجارية.

وأضاف ناكاتاني أن الجانب الياباني لديه خطط مهمة لتعزيز انخراط الشركات اليابانية في العديد من المشروعات الناشئة، معربا عن أمله، من خلال المنتدى، التعرف بشكل أفضل على عدد من القطاعات الصناعية والخدمية وبدء أعمال تجارية جديدة.

رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني، الشريف فارس شرف، قال إن انعقاد المنتدى يعد علامة فارقة في تاريخ علاقات التعاون الاقتصادي بين الأردن واليابان، نتوج بها سبعون عاما من علاقات الصداقة المتينة، ونكتشف فرصا جديدة لتعزيز هذه العلاقات والوصول بها إلى مستويات متقدمة، لاسيما في مجالات السياحة والبنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والتعليم، والبناء على قصص النجاح التي تحققت في هذه المجالات.

ودعا الشريف شرف رجال الأعمال الأردنيين إلى الانخراط في الاجتماعات مع نظرائهم اليابانيين لاكتشاف الفرص الاستثمارية الممكنة والتي تقود إلى مشروعات مشتركة تعكس حرص القيادة في البلدين الصديقين على تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات خصوصا الاقتصادية والاستثمارية.

وأشاد السفير الياباني في عمّان، جيرو أوكوياما، بالمستوى الذي وصلت له العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، حيث حققت اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار التي تم توقيعها في العام 2018 جزءا من الطموحات في تعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها.

وأشار إلى أن الاتفاقية أسهمت في ارتفاع عدد فروع الشركات اليابانية العاملة في المملكة إلى 20 شركة استثمارية، تعمل في مجالات الطاقة ومشاريع البنية التحتية والصناعات التحويلية.

وقال إن المشاركة الفاعلة لرجال الأعمال من البلدين تعد حاسمة ليس فقط لنجاح المنتدى بل ايضا لتنمية العلاقات الاقتصادية والفاعلة بين اليابان والأردن.

وأكد السفير الياباني على أن الأهمية الجيوسياسية للأردن، والعلاقات الثنائية المميزة بين البلدين وتوفير بيئة مناسبة للمستثمرين الأجانب، ستقود إلى العديد من الفرص لاستكشاف فرص التعاون التنموي والاقتصادي بين الأردن واليابان.

ولفت النظر إلى أن العام المقبل سيشهد ذكرى مرور سبعين عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وخمسين عاماً لتبادل تأسيس السفارات في عمان وطوكيو.

وتناول مدير عام جيترو تيوكازو فوكوياما نتائج المسح السنوي الذي تجريه جيترو بهدف الكشف عن الوضع الحالي للأعمال التجارية اليابانية في الخارج، ويتضمن توقعات الأرباح، والرؤية المستقبلية للأعمال، والبيئة الاستثمارية، والمجالات الواعدة للأعمال في المستقبل، حيث شمل 224 شركة من الشركات اليابانية التي تعمل في الشرق الأوسط، منها 12 شركة في الأردن.

وحسب نتائج المسح، بين فوكوياما أن عام 2022 كان صعبًا على الشركات اليابانية في الشرق الأوسط، حيث تراجعت الشركات التي تتوقع الربح فيما حافظت 36.4% من الشركات على توقعات بزيادة الربح، منوها إلى أن الشركات اليابانية العاملة في الأردن لا تتوقع الخسائر.

وفقًا للمسح، فإن الشركات اليابانية في الأردن أظهرت أداءً أفضل في العام 2022 بالمقارنة مع العام 2021، ومن المتوقع أن يظل أداؤها مستقرا في العام 2023.

وفيما يتعلق بأسباب التحسن المتوقع في الأداء، أكدت الشركات اليابانية في الأردن تخفيض التكاليف الإدارية وتكاليف الطاقة بشكل ملموس، بينما كانت تداعيات تأثير جائحة كورونا هي السبب الأكثر تاثيرا على الشركات اليابانية في الشرق الأوسط.

وانعقد المنتدى استكمالاً للجهود الملكية السامية، والتي تمثلت بزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين لإمبراطورية اليابان في نيسان الماضي، وبهدف إبراز الإمكانات الاقتصادية والفرص الاستثمارية في المملكة وقدرة المستثمرين في الأردن من الوصول إلى أبرز التجمعات الاستهلاكية في العالم لارتباط المملكة بالعديد من الاتفاقيات الدولية لاسيما السوق الأميركية والأوروبية.

وانطلق بالتعاون مع وزارة الاستثمار، ومؤسسة ولي العهد، وجمعية رجال الأعمال الأردنيين، وغرف الصناعة والتجارة، والجمعيات المتخصصة (إنتاج وإدامة)، وبالتنسيق مع السفارة الأردنية في طوكيو، وبحضور عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة، والعديد من كبار المسؤولين وسيدات ورجال الأعمال من كلا البلدين.

وبحث المنتدى، سبل تعزيز التعاون في المجال الاستثماري وإقامة المشروعات المشتركة والتعاون التجاري، فيما يستعرض المشاركون أهم الفرص الاستثماريّة والتصديرية في القطاعات الاقتصادية الواعدة في المملكة.

وعلى هامش فعاليات المنتدى، جرى عقد لقاءات ثنائيّة بين رجال الأعمال الأردنيين واليابانيين بهدف إقامة مشروعات مشتركة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري في العديد من المجالات، بما فيها الصناعات التحويلية، والتقنيات الحديثة في مجالي الطاقة والمياه، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والموارد الطبيعية من المعادن، وغيرها من القطاعات الواعدة.

ويتبع فعاليات المنتدى في اليوم التالي، مجموعة من الزيارات الميدانية لاطلاع وفد رجال الأعمال اليابانيين على نماذج من الشركات الأردنية الرائدة، والمؤسسات التعليمية المتميزة في بناء قدرات ومهارات الشباب الأردني، يليها لقاء موسع مع وزير الصناعة والتجارة والتموين، للاطلاع على آفاق التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين.

حجم الاستثمارات اليابانية في الأردن وصل نحو ملياري دولار حتى عام 2022، فيما بلغت قيمة الصادرات الاردنية إلى اليابان87 مليون دولار بنمو نسبته 170% في عام 2022 مقارنة مع 2021.

وتجاوز حجم المساعدات التنموية التي قدمتها اليابان للأردن منذ 1974 ولنهاية العام الماضي 4 مليارات دولار على شكل قروض ومنح وتعاون فني في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية.

المملكة