طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير ممرات آمنة في قطاع غزة بشكل يتيح للمؤسسات الإنسانية الوصول وتقديم المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها، وذلك في ظل تعرض القطاع المحاصر إلى عدوان إسرائيلي.

وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن سجى عليوة لـ"المملكة"، إن الممرات الإنسانية – أو ما تشير إليه اللجنة الدولية بالممرات الآمنة – هي خيار يمكن أن يساعد في تخفيف المعاناة، ويمكنها السماح للمدنيين بالمغادرة إذا اختاروا ذلك أو بدخول الإغاثة الإنسانية مثل الغذاء والدواء.

ويتمتع المدنيون بالحماية أينما كانوا، سواء كان هناك اتفاق ممر آمن أم لا، وينطبق ذلك على أي شخص يختار البقاء أو لا يستطيع المغادرة، وفق عليوة.

وأكدت عليوة على ضرورة الاتفاق على التفاصيل الدقيقة للممرات الآمنة في حال إقرارها وبشكل واضح مثل الوقت، والطريق، والبضائع المسموح بدخولها، وأن أي حركة للمدنيين خارج المنطقة تكون طوعية.

ويتمتع المدنيون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي سواء كانوا في ما يسمى بالممر الآمن، أو في منازلهم، أو في سرير المستشفى، أو في الطريق؛ وينطبق هذا اليوم وقبل وأثناء وبعد إجراء أي عملية ممر آمن طالما كان هناك نزاع مسلح، بحسب الناطقة الإعلامية.

وضع "كارثي"

ووصفت عليوة الوضع في غزة بـ"الكارثي"، وقالت إن أوضاع المدنيين في غزة تزداد سوءًا في كل يوم.

ووصلت اللجنة الدولية رسائل من أطباء في المستشفيات في غزة يقولون فيها إن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وصلت أقصى حد لها، كما أن الأطباء يعملون على مدار الساعة بدون توقف.

ومع انقطاع الكهرباء في غزة، تفقد المستشفيات الطاقة، مما يعرض الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات والمرضى المسنين الذين يتلقون الأكسجين للخطر مما يعطّل غسيل الكلى وغيرها، بحسب عليوة.

"التحول إلى المشارح"

وأشارت إلى مواجهة المستشفيات بدون الكهرباء خطر التحول إلى المشارح، كما لا يعود ممكنًا ضخ المياه أو تحليتها، مما يترك الأسر دون إمكانية الحصول على مياه الشرب النظيفة، بدون الكهرباء أيضا التي ستؤدي إلى فقدان سكان غزة أيضًا وسائل الاتصال، مما يزيد من عزلتهم ويعمق التحديات التي يواجهونها في هذه الأوقات الصعبة للغاية.

وقالت إن معظم المستشفيات في غزة لم تعد تعمل بشكل صحيح مع انخفاض إمدادات الوقود، مما يؤثر على المولدات الإضافية، وأصبحت المستشفيات في وضع مقلق للغاية وستكون هناك كارثة إنسانية إذا ما انقطعت الكهرباء.

وقالت إن ثلاث محطات لمياه الصرف الصحي لم تعد تعمل، مما يعني أنه يتم ضخ مياه الصرف الصحي مباشرة إلى البحر، كما توقفت محطتان لتحلية المياه – وهما حيويتان لإزالة الملح من مياه البحر – عن العمل بسبب نقص الكهرباء، ونتيجة لذلك، تشير التقديرات إلى أنه كان هناك انخفاض بنسبة 40% في توفر المياه في غزة.

وبشأن محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي تهجير أكثر من مليون فلسطيني من شمال قطاع غزة نحو الجنوب، قالت إن الأوامر التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية لسكان مدينة غزة بمغادرة منازلهم على الفور، والحصار الكامل المفروض على القطاع الذي يحرم السكان بصريح العبارة من الغذاء والماء والكهرباء، وهي أوامر تخالف القانون الدولي الإنساني.

وأكدت أن على القوى العسكرية حين تأمر الناس بمغادرة منازلهم أن تتخذ كل التدابير اللازمة لتضمن حصول السكان على الضروريات الأساسية كالغذاء والماء، وعدم فصل أفراد العائلات.

وفي إغلاق قطاع غزة وصغر حجمه وموارده، أكدت على عدم وجود أماكن آمنة يمكن أن يلجأ إليها السكان، وسيتعذر على الكثيرين منهم مغادرة منازلهم، بما في ذلك الأشخاص من ذوي الإعاقة والمسنين والمرضى.

ويحمي القانون الدولي الإنساني جميع المدنيين، بمن فيهم المدنيون الذين لا يغادرون، ويستحيل على الغزيين معرفة المنطقة التالية التي ستتعرض للهجوم.

وأوضحت أن مكتب اللجنة الدولية في مدينة غزة تسلم التعليمات نفسها بالمغادرة، مثل المنظمات الدولية الأخرى، وعبرت عن قلقها الشديد على "الزملاء في غزة وعلى عائلاتهم".

ودعت عليوة إلى الإفراج الفوري عن الرهائن، وقالت إن ذلك مخالف للقانون الدولي الإنساني، وعبرت عن الاستعداد للقيام بزيارات إنسانية لهم.

المملكة