قالت مديرة منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية غريتشن بيري، إن الأردن يتمتع بإمكانات هائلة في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث تعتبر هذه الاستثمارات مهمة للاقتصاد الأردني ولتوليد فرص العمل.

وأشارت في حديثها لـ "المملكة"، إلى أن البنك الأوروبي يتشارك مع وزارة الطاقة لجمع المطورين لإجراء حوار مفتوح ومشترط لتحقيق مزيد من التقدم في مجال الهيدروجين الأخضر، معربة عن أملها بشدة أن تكون هذه بداية المناقشات لتحقيق قطاع حيوي وقابل للاستثمار في الأردن في المستقبل القريب.

وأوضحت بيري، على هامش لقاء المائدة المستديرة الأول للمستثمرين بالهيدروجين الأخضر الذي نظمته وزارة الطاقة والثروة المعدنية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يتمتع بخبرة كبيرة في استثمارات الطاقة المتجددة وتطوير الهيدروجين الأخضر، ويهدف إلى تعزيز بيئة التواصل والتعاون لمواجهة التحديات بهدف تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في المملكة.

وبينت أن الأردن يتمتع بمكانة جيدة للعب دور رئيسي في سوق الهيدروجين، وأن يصبح مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، كونه بلد رائد في نشر الطاقة المتجددة، سواء الشمسية أو طاقة الرياح، وجذب الاستثمارات الخاصة لمصادر الطاقة البديلة والنظيفة، في حديثها لـ "المملكة".

وأشارت بيري إلى أن لدى الأردن "إمكانات كبيرة" لتطوير الطاقة المتجددة والقدرة مستقبلا على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأسعار تنافسية، موضحة أن ذلك سيدعم الحكومة في تحقيق خططها لتخفيض الكربون بأهداف طموحة وزيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 50% وتحقيق خفض بنسبة 31% في انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030.

ولفتت النظر إلى أن الأردن يتمتع بثروات معدنية غنية، إضافة إلى أن سوق الفوسفات يوفر إمكانات كبيرة لاستبدال واردات الأمونيا المعتمدة على الوقود الأحفوري بالأمونيا الخضراء المنتجة محليا.

وأكدت بيري على أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للأردن من حيث قرب ميناء العقبة من قناة السويس ووصله بالقارة الأوروبية يسهل تصدير الأمونيا الخضراء أو الهيدروجين الأخضر إلى العديد من الأسواق كمركز إقليمي.

ودعت إلى مناقشة قضايا مهمة ومعالجتها على المدى القريب لتطوير الهيدروجين الأخضر في الأردن؛ أبرزها اللوائح، وندرة المياه، والبنية التحتية المشتركة، والقدرة التنافسية لتكاليف الهيدروجين الأخضر، وحوافز تحول الطاقة، والتفاوت في الموقع بين إمكانات الطاقة المتجددة الكبيرة ومحطات تحلية المياه.

وأشارت بيري إلى أن الحكومة استجابت بالفعل من خلال وضع خطط للاستثمار في البنية التحتية الاستراتيجية المطلوبة؛ إطلاق حوافز مالية جذابة ولكن متناسبة وغير مشوهة ومناخ استثماري ملائم؛ والمصادقة على استراتيجية الهيدروجين مع خارطة طريق وأهداف واضحة.

وقالت المديرة الإقليمية إن البنك يشارك بشكل وثيق في تطوير الهيدروجين الأخضر في بلدان عملياته، بما في ذلك البلدان الأخرى في المنطقة، من خلال أعمال المساعدة الفنية وحوار السياسات وتمويل المشاريع، كما يعمل على تشجيع إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر والوقود المتجدد لإزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيفها، مثل الأسمدة والصلب والنقل البحري.

المملكة