أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، والمتواجد حالياً في معهد الطب العدلي "أبو كبير"، حيث يجري تشريح جثمان الشهيد فارس بارود، أن شرطة الاحتلال أبلغته رفض تسليم الجثمان بعد انتهاء التشريح، بالرغم من وجود قرار من المحكمة بتسليم الجثمان.

وأوضح عجوة أنه تفاجأ بقرار الشرطة، التي أبلغته أنه سيتم تقديم طلب لمحكمة بئر السبع المركزية للنظر في قرار القاضي حول الموافقة على تسليم الجثمان.

وأكد عجوة، أن محكمة بئر السبع وافقت في وقت سابق على طلب الهيئة بتشريح الجثمان، وبعد ذلك تسليمه فوراً، إلا أننا سنضطر لانتظار الرد على طلب شرطة الاحتلال للتراجع عن تسليم الجثمان.

يذكر أن الشهيد بارود (52 عاماً) من مخيم الشاطئ غرب غزة، اعتقل في مارس 1991 ومحكوم بالسجن المؤبد بتهمة قتل مستوطن، وعانى من حرمان الزيارات منذ عام 2000، وتوفيت والدته دون أن تراه، قبل أن يعلن عن استشهاده داخل معتقل ريمون في السادس من فبراير.

الهيئة قالت، إن نتائج تشريح جثمان الشهيد أظهرت تعرضه لإهمال طبي واضح على مدار السنوات الماضية، وإن السبب الرئيسي للوفاة إصابته باحتشاء حاد في عضلة القلب نتيجة انغلاق كامل في الشريان التاجي الأيسر الأمامي (جلطة قلبية)، وأمراض أخرى مزمنة وخطيرة.

ونقلت الهيئة عن مدير عام الطب الشرعي د. ريان العلي، الذي شارك في عملية تشريح جثمان الشهيد في معهد "أبو كبير" الثلاثاء، أن الشهيد بارود عانى من مرض التهاب الكبد الوبائي من النوع سي، وداء ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ومن قرحة في المعدة، حيث تعرض لنزيف حاد جداً في المعدة نتيجة القرحة أواخر العام الماضي.

ولفت العلي، إلى أن الحالة الصحية للشهيد بارود كانت سيئة للغاية خلال الأشهر الماضية؛ بسبب إصابته بتشمع في الكبد في مراحله الأخيرة نتيجة الإصابة بفايروس الكبد الوبائي، وأن الانتكاسة الصحية التي حصلت لدية قبيل استشهاده بتاريخ 5 فبراير، والتي أدخل إثرها إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.

وشخصت حالته بتجرثم الدم نتيجة انفجار قرحة المعدة، بالإضافة إلى وجود الاستسقاء، وتجمع السوائل داخل تجويف البطن نتيجة التشمع الكبدي، وأيضا إصابته بفشل كلوي مزمن.

وأكد العلي ضرورة الوقوف عند جميع حيثيات استشهاد بارود، لإبراز مدى الإهمال الطبي الذي تعرض له خلال الأعوام الماضية، وعلى وجود تشخيص طبي خاطئ لحالته الصحية عند إدخاله للمستشفى قبيل استشهاده.

وفا