استشهد 16 شخصا الأربعاء بينهم مسؤول لبناني جراء غارة اسرائيلية استهدفت مقري بلدية النبطية واتحاد بلدياتها في جنوب لبنان، في إطار أكثر من 10 غارات متزامنة طالت المدينة ومحيطها، وفق مسؤولين.
وأفادت محافظة النبطية هويدا الترك عن "11 غارة إسرائيلية على المنطقة، طالت بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكلة ما يشبه حزاما ناريا".
وطالت غاره مقري بلدية النبطية واتحاد بلدياتها بينما كان رئيس البلدية أحمد كحيل مجتمعا مع خلية الأزمة التي تتابع يوميا شؤون السكان، وفق الترك.
وقالت الترك عبر الهاتف "استُشهد رئيس بلدية النبطية وأعضاء" من فريق عمله، مضيفة "إنها مجزرة".
وأحصت وزارة الصحة استشهاد 16 شخصا في الغارة على مبنيي البلدية واتحاد بلدياتها.
ونعى الدفاع المدني اللبناني أحد موظفيه في الغارة على بلدية النبطية "حيث كان يتواجد مع زملائه لتأدية واجبهم الوطني والانساني".
وبحسب الهيئة الصحية الإسلامية، فقد تم نقل عدد من الشهداء بينهم طبيبان يعملان في مركز طبي مجاور للبلدية.
وأوردت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية أن الغارات أدت إلى دمار مجمع تجاري في سوق النبطية ومبنى يضم مكتبة.
وأضافت ان الغارات أدّت كذلك إلى "تدمير جزئي" للمدخل الشرقي للسراي الحكومي في المدينة و"كافة مكاتب الدوائر فيها" والتي تضم مؤسسات أمنية مثل أمن الدولة ومخابرات الجيش بالإضافة إلى مؤسسات خدمية وتعليمية.
وأشارت إلى تضرر "عدد من السيارات العسكرية التابعة لامن الدولة"، مضيفة أن "نتيجة هذا العدوان وحفاظا على سلامة العناصر العسكرية التي كانت ما تزال تداوم في مراكزها، تقرر الاخلاء الشامل لأمن الدولة ومكتب مخابرات الجيش إلى خارج السراي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه نفّذ "سلسلة غارات استهدفت عشرات أهداف لحزب الله في منطقة النبطية" تشمل "بنى تحتية ومراكز قيادة لحزب الله ومخازن أسلحة واقعة بالقرب من بنى تحتية مدنية".
- "هجوم مدمر" -
وهذه ثاني مرة تُستهدف فيها النبطية منذ السبت، حين أدت غارة اسرائيلية إلى تدمير السوق التجارية الرئيسية.
ودان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللُبناني نجيب ميقاتي الغارات على النبطية، وقال إنها استهدفت عن "قصد" اجتماعا للمجلس البلدي.
وقالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة غينين هينيس-بلاسخارت من جهتها الأربعاء إنه يتعين "حماية المدنيين في جميع الأوقات" على خلفية سلسلة الغارات على النبطية.
وندّد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا في بيان بـ"هجوم مدمر" على بلدية النبطية.
وتقع مدينة النبطية، وهي مركز محافظة تحمل الاسم ذاته، على بعد قرابة 13 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية مع اسرائيل.
وتضمّ مؤسسات رسمية وتجارية كبرى ومستشفيات عامة وخاصة إضافة الى جامعات رسمية وخاصة. ولطالما شكلت مقصدا لسكان المناطق المجاورة.
وصعّدت اسرائيل منذ 23 ايلول/سبتمبر من وتيرة غاراتها على لبنان.
واستشهد منذ ذاك الحين 1373 شخصا على الأقل في لبنان، وفق حصيلة لفرانس برس استنادا الى بيانات رسمية. وأحصت السلطات فرار أكثر من مليون شخص من منازلهم على وقع التصعيد.
أ ف ب + المملكة
