أكد الاتحاد من أجل المتوسط الحاجة المُلِحّة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة التهديدات المتزايدة الناجمة عن التلوث البلاستيكي في المنطقة، تزامنا مع يوم البيئة العالمي، الذي يصادف 5 حزيران من كل عام.

وأضاف الاتحاد في بيان أنه "على الرغم من أن البحر الأبيض المتوسط يمثل أقل من 1% من مساحة المحيطات العالمية، إلا أنه يؤوي قرابة 20% من جميع الأنواع البحرية المعروفة، مما يجعله أحد أبرز النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي البحري عالميا".

وتابع "مع ذلك، فهو موطن أيضا لأحد أكبر تجمعات التلوث البلاستيكي البحري في العالم، مع تسرب قرابة 730 طنا من النفايات البلاستيكية إلى مياهه يوميا".

واليوم العالمي للبيئة هو مناسبة عالمية تقودها الأمم المتحدة للبيئة، ويُحتفى بها في الخامس من حزيران من كل عام منذ عام 1973. وتُعد هذه المناسبة أضخم منصة عالمية للتوعية البيئية، يشارك فيها الملايين من الأفراد حول العالم.

وتشير التقديرات إلى أنه إذا استمر إنتاج البلاستيك في النمو بمعدل 4% سنويا، ولم يتم تحسين إدارة النفايات جذريا، فقد يتضاعف تسرب البلاستيك إلى البحر بحلول عام 2040، مع احتمال أن يفوق وزن البلاستيك وزن الأسماك بحلول عام 2050.

ووفق الاتحاد، ينتج تراكم التلوث في البحر الأبيض المتوسط عن عوامل عدة، منها الكثافة السكانية الساحلية العالية، والسياحة الجماعية، ومحدودية تبادل المياه بسبب طبيعته شبه المغلقة. ويسبب هذا التلوث مخاطر بيئية وصحية واجتماعية واقتصادية جسيمة لا تزال آثارها قيد الدراسة.

ودعا أن تركز الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة على تعزيز سياسات الاقتصاد الدائري، للحد من استهلاك البلاستيك وتشجيع استخدام بدائل قابلة للتحلل وأكثر استدامة.

الاتحاد من أجل المتوسط، أكد دعمه القوي لمبادرات الاقتصاد الأزرق المستدام. ومن أبرز هذه المبادرات الشراكة المتوسطية الزرقاء، وهي صندوق متعدد المانحين أُنشئ بمبادرة من الاتحاد لحشد الاستثمارات في مشاريع الاقتصاد الأزرق المستدامة في جنوب البحر الأبيض المتوسط ومنطقة البحر الأحمر.

ومن المتوقع الإعلان عن مستجدات مهمة لهذه الشراكة الأسبوع المقبل خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة نيس.

وتشمل مجالات العمل ذات الأولوية الأخرى للاتحاد من أجل المتوسط: التجمعات البحرية، إزالة الكربون، التنوع البيولوجي البحري، الوظائف الزرقاء، والطاقة المتجددة، حيث تم حشد أكثر من 500 مليون يورو منذ الإعلان الوزاري الأول للاتحاد بشأن الاقتصاد الأزرق المستدام في عام 2015.

وقال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كامل "مع احتفالنا بيوم البيئة العالمي، من الأهمية بمكان أن ندرك أن المد المتزايد للنفايات البلاستيكية لا يمثل قضية بيئية فحسب، بل قضية تؤثر بشكل مباشر على رفاه مجتمعاتنا واقتصاداتنا".

وأشار إلى أن "التحديات العابرة للحدود مثل التلوث البلاستيكي تتطلب حلولا عبر الحدود. وسيظل الاتحاد من أجل المتوسط داعما لمبادرات التعاون الإقليمي التي تعزز التنمية المستدامة وتحمي بحرنا الثمين للأجيال المقبلة".

ووفق الأمم المتحدة، يُنتَج في العالم سنويا أكثر من 400 مليون طن من البلاستيك، يُخصص نصفها تقريبا للاستخدام لمرة واحدة فقط. ومن هذه الكمية الهائلة، لا يُعاد تدوير سوى أقل من عشرة في المائة.

ويُقدَّر أن ما يقارب 11 مليون طن من البلاستيك ينتهي به المطاف كل عام في البحيرات والأنهار والمحيطات، وهي كمية تعادل تقريبا وزن 2,200 برج إيفل مجتمعة. أما الجسيمات البلاستيكية الدقيقة — وهي جسيمات لا يتجاوز قطرها 5 مليمترات — تتسلل إلى طعامنا وشرابنا وهوائنا، وتُشير التقديرات إلى أن الإنسان يبتلع سنويا ما يزيد على 50,000 جسيم بلاستيكي، ويرتفع هذا الرقم بشكل ملحوظ عند احتساب ما يُستنشق منها.

المملكة