أكدت كايا كالاس، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية ونائبة رئيسة المفوضية، أن موسكو لا تُظهر أي بوادر للتهدئة أو قبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وفي تصريحات صحفية أدلت بها قبيل مشاركتها في اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل، قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يزال يمارس الألعاب السياسية"، فيما تتجه أوروبا إلى زيادة الضغط من خلال إعداد حزمة العقوبات الثامنة عشرة.
وشددت كالاس على أن الحزمة الجديدة من العقوبات "تُعد حاسمة"، لكونها بدأت تؤثر فعليا على سلاسل الإمداد الروسية، ما من شأنه أن يُضاعف الأثر الاقتصادي ويدفع الكرملين نحو قبول مسار السلام.
كالاس رحبت أيضا بتوسيع حلف الناتو لأهداف القدرات الدفاعية، واعتبرت أن هذه الأهداف ضرورية لتعزيز الدفاع الأوروبي على المدى الطويل.
وأشارت إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تُظهر تجاوبا فعليا مع استخدام التمويل المتاح من الاتحاد لزيادة إنفاقها الدفاعي، لافتة النظر إلى أن إسبانيا وصلت هذا العام إلى مستوى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن دولا أخرى كلوكسمبورغ بدأت خطوات مماثلة.
وفي ما يتعلق بصياغة البيان الختامي المرتقب لقمة الناتو، أعربت كالاس عن أملها في أن يتضمن توصيفا واضحا لروسيا كـ "جهة معتدية"، محذّرة من أن التغاضي عن ذلك "يضفي شرعية على العدوان وينتهك القانون الدولي"، وهو أمر "لا يمكن القبول به"، على حد تعبيرها.
وبشأن الدعم لأوكرانيا، شددت كالاس على أن الدفاع الأوكراني هو "دفاع أوروبي"، محذّرة من طمس الحدود بين الإنفاق الدفاعي الحقيقي والمشاريع غير المرتبطة بالأمن. ولفتت النظر إلى أن احتساب هذا الدعم ضمن نسب الإنفاق الدفاعي يبقى من صلاحية حلف الناتو، لكن الأهم هو ضمان أن يتم توجيه التمويل نحو القدرات العسكرية الفعلية.
وفي ردّها على التهديدات الروسية بالرد على الهجمات الأوكرانية، قالت كالاس إن روسيا تواصل استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل ممنهج، مؤكدة أن ذلك يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. واعتبرت أن الردّ الأوروبي لا يجب أن يكون بالتراجع، بل بتصعيد الضغط السياسي والاقتصادي لإجبار موسكو على اختيار طريق السلام.
المملكة