قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأحد، إن الأردن وروسيا متفقان على أهمية عودة آمنة لنازحي مخيم الركبان، القريب من الحدود الأردنية داخل الجانب السوري، إلى مدنهم التي هجّروا منها.

وأضاف الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي التقى أيضا جلالة الملك عبد الله الثاني، أن "الركبان قضية سورية أممية والأردن قام بدوره الإنساني من خلال إيصال مساعدات".

واعاد الصفدي التأكيد على أن الحل الجذري لمسألة مخيم الركبان يكمن في عودة قاطنيه إلى مناطقهم، قائلا: "نحن في حوار مستمر مع واشنطن وموسكو حول ذلك."

"وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فإن 95% من قاطني مخيم الركبان يرغبون في العودة إلى مناطق سكنهم قبل الأزمة"، أضاف الصفدي.

تقول الأمم المتحدة إن نحو 40 ألف شخص يعيشون في مخيم الركبان، الذي يقع داخل الأراضي السورية قرب الحدود مع الأردن، يعيشون في ظروف صعبة أدت إلى وفاة 12 طفلاً منذ بداية العام الحالي. 

وأوضح وزير الخارجية أنه "لا يمكن التعامل مع أزمة مفتوحة في سوريا ويجري العمل مع المجتمع الدولي للوصول إلى حل سياسي".

وبحث الصفدي مع لافروف العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية، قائلاً : "زيارة لافروف مهمة للأردن في ظروف تواجه المنطقة فيها تحديات وأن العلاقات الأردنية الروسية تشهد مزيدا من التعاون وتقدما ملحوظا".

الصفدي أعرب عن قلقه بسبب غياب آفاق حل سلمي يحقق السلام الدائم والشامل في فلسطين، لافتاً إلى أن هذا السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967.

"نتابع تطورات مقلقة بما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، أضاف الصفدي، موضحاً أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن السيطرة على الضفة الغربية "تزيد من التصعيد في المنطقة".

وعن خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن"، كشف الصفدي عدم علمه بتفاصيلها، موضحاً أن موقف الأردن واضح وثابت بأن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

أوضاع إنسانية "غير مقبولة"

من جانبه، قال لافروف إن "روسيا تدين قرارات أميركية تخصّ القدس والجولان وما نسمعه حول صفقة القرن مقلق، ونحن نؤيد حل الدولتين"، داعياً المجتمع الدولي إلى الالتزام بمبادرة السلام العربية.

لافروف دعا إلى ضرورة إيجاد حل لعودة اللاجئين السوريين الذين يعيشون في الأردن إلى بلادهم، قائلاً "لا بد أن تهيء سوريا الأرضية المناسبة لعودتهم، والتخلص من مخيم الركبان".

"يرغب عدد كبير من النازحين العودة إلى مدنهم ونحن مستعدون لدعم عملية خروجهم"، أضاف لافروف.

وأشار لافروف إلى أن "الحلّ الأفضل هو التخلّص من الاحتلال الأميركي لمنطقة مخيم الركبان في سوريا ونعمل على وقف محاولة منع خروجهم منه"، لافتاً إلى أن "الأوضاع الإنسانية (في مخيم الركبان) غير مقبولة".

وأوضح أن مراقبين دوليين قالوا إن أغلبية سكان الركبان يرغبون بالعودة، إلا أن "الولايات المتحدة ترفض التخلّص من المخيم وتحاول تثبيت وجودهم في المنطقة بشكل غير رسمي وسنقف ضد هذه المحاولات"، بحسب قوله.

وأشار لافروف إلى أنه ناقش مع الصفدي عودة اللاجئين السوريين في الأردن، موضحاً أنه بلاده "هيأت 30 ألف موقعاً لاستقبال لاجئين عائدين (إلى سوريا)".

"روسيا تتفهم استضافة الأردن للاجئين السوريين والضغط الكبير على الاقتصاد الأردني والبنية التحتية مما يستدعي حل هذه القضية من خلال توفير ظروف ملائمة تهيئة مثل ظروف وبنية تحتية وصحة وتعليم وخدمات أساسية"، أضاف لافروف.

مباحثات "مثمرة"

وكشف المسؤول الروسي عن إجراء مباحثات مثمرة " خلال يومين مع الأردن بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاهتمام المشترك بتنشيطها، لافتاً إلى أن "التبادل التجاري بين البلدين شهد ازدياداً في العام الماضي"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ورحّب لافروف بعمل اللجنة الحكومية المشتركة وتكثيف الحوار فيما يخصّ التعاون الإنساني ودعم المنظمات الخيرية".

"عدد كبير من الحجاج الروس يزورون الأردن سنوياً وافتتح خلال العام الحالي فرع الجمعية الأرثوذكسية في الأردن"، أضاف لافروف.

لقاء الملك 

الملك استقبل لافروف في قصر الحسينية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الأحد، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وبحث معه التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية الراهنة.

لافروف نقل للملك "تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتقديره لمواقف الأردن بقيادة الملك من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة،" بحسب بيان من الديوان الملكي الهاشمي.

وتم خلال اللقاء، الذي عقد ، استعراض مجالات التعاون بين البلدين الصديقين، والتطورات الإقليمية الراهنة.

الملك أكد الحرص على إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، لجهة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتناول اللقاء عملية السلام، حيث أكد الملك ضرورة تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبخصوص الأزمة السورية، أكد الملك أهمية التوصل لحل سياسي للأزمة يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويضمن عودة آمنة للاجئين، مشددا على أن الجولان أرض سورية محتلة وفقا لجميع قرارات الشرعية الدولية.

اللقاء تطرق أيضا إلى الأزمات التي تمر بها المنطقة، وجهود الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية.

المملكة