أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أنه لم يتخذ قرارا بعد في شأن مشاركة الولايات المتحدة في الضربات على إيران، وقال في تصريح لصحافيين "قد أفعل ذلك وقد لا أفعل".

وعقد ترامب اجتماعه الثاني في غرفة العمليات خلال يومين مع فريقه للأمن القومي، في حين ترك العالم في حيرة بشأن مشاركة الولايات المتحدة في الضربات على إيران.

في تصريحات أدلى بها في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض قال ترامب ردا على سؤاله عمّا إذا قرر توجيه ضربات أميركية إلى إيران "لا أحد يعلم ما سأقوم به".

ووسط تكهّنات حول مشاركة مباشرة محتملة للولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران قال ترامب "لم أتخذ (قرارا) نهائيا بعد".

وتابع "أحب أن أتخذ قرارا نهائيا في الثانية الأخيرة من الموعد النهائي".

وإذ أشار إلى أنه لا يسعى للقتال، قال "إذا كان الخيار هو القتال أو حيازتهم قنبلة نووية، يجب أن أفعل ما يلزم. وربما لا نحتاج إلى القتال".

وقال ترامب للصحافيين في البيت الابيض إن تغييرا للنظام الايراني "قد يحصل".

وتابع "يمكنني أن أقول لكم إن إيران تواجه مشاكل كثيرة وهم (الإيرانيون) يريدون التفاوض".

وقال إن طهران اقترحت إيفاد مسؤولين إلى البيت الأبيض للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني في مسعى لوضع حد للهجوم الجوي الذي تشنه إسرائيل منذ الجمعة على إيران، لكنه وصف المقترح بأنه "متأخر جدا".

وتابع "قلت إنه فات الاوان للمباحثات... هناك فرق هائل بين (ان يتم ذلك) اليوم وقبل اسبوع. اليس كذلك؟". وتابع أن الإيرانيين "عرضوا المجيء إلى البيت الابيض"، واصفا الاقتراح بأنه "شجاع".

ولاحقا نفت إيران أن تكون عرضت إيفاد مسؤولين إلى واشنطن.

وجاء في منشور لبعثة إيران لدى الأمم المتحدة على إكس "لم يطلب أي مسؤول إيراني إطلاقا التذلل عند بوابات البيت الأبيض".

وتابعت البعثة "الشيء الوحيد الأكثر خساسة من أكاذيبه هو تهديده الجبان بـ+القضاء+ على المرشد الأعلى لإيران".

وكان ترامب أبدى تأييدا للمسار الدبلوماسي من أجل وضع حد للبرنامج النووي الإيراني، وسعى للتوصل إلى اتفاق بدلا من ذاك الذي أبرم في العام 2015 وانسحب منه في ولايته الرئاسية الأولى في العام 2018.

لكن منذ بدأت إسرائيل شن ضربات ضد إيران، يبدي ترامب دعما لحليفته وهو يدرس حاليا امكان اشراك الجيش الأميركي أيضا في توجيه ضربات إلى إيران.

والثلاثاء أطلق ترامب مجموعة مواقف متشدّدة عبر منصته تروث سوشال جاء فيها "نعرف بالتحديد أين يختبئ المدعو +المرشد الأعلى+. هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي".

وأضاف "لكننا لا نريد أن تُطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا يقترب من النفاد. شكرا لاهتمامكم بهذه المسألة"، قبل أن ينشر في وقت لاحق رسالة جاء فيها "استسلام غير مشروط!" من دون تفاصيل إضافية.

ولدى سؤاله الأربعاء عمّا قصده في منشوره الثلاثاء بشأن "استسلام غير مشروط" قال ترامب "بكل بساطة استسلام غير مشروط".

وتابع "يعني ذلك أن الكيل طفح"، وتابع "سنفجّر كل الأشياء النووية المنتشرة هناك في كل مكان".

وأبدى ترامب دعما لمواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو هجومه على إيران، وهو ما ترد عليه طهران بإطلاق دفعات من الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.

ولدى سؤاله عمّا قاله لنتانياهو في اتصال جرى بينهما الثلاثاء، أجاب ترامب بأنه قال له "استمر في ذلك. أتحدث إليه يوميا، إنه رجل صالح ويفعل الكثير".

ورفض ترامب عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسّط في النزاع بين إسرائيل وإيران، معتبرا أن على روسيا قبل ذلك وضع حد لحربها في أوكرانيا.

وقال ترامب "لقد عرض القيام بوساطة، فطلبت منه أن يسدي لي خدمة ويقوم بوساطة لنفسه. فلنهتم أولا بواسطة من اجل روسيا"، واضاف مخاطبا بوتين "يمكنك ان تهتم بذلك (النزاع في الشرق الاوسط) لاحقا".

والأربعاء قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن إيران "لن تخضع لأي إملاءات من أي جهة كانت".

ووصف خامنئي دعوة الرئيس الأميركي لإيران إلى "الاستسلام غير المشروط"، بأنّها "غير مقبولة".

وأضاف "على الأميركيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري من جانبهم سوف يسبب بالتأكيد أضرارا لا يمكن إصلاحها".

أ ف ب