أفاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الأربعاء، بأن الولايات المتحدة "ملتزمة تماما" بالمادة الخامسة الواردة في ميثاق الناتو والقائمة على الدفاع المشترك، بعدما بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشككا فيها.
وقال روته للصحفيين قبيل قمة قادة الحلف: "بالنسبة إلي، هناك وضوح كامل بأن الولايات المتحدة ملتزمة تماما حيال الناتو، وملتزمة تماما بالمادة الخامسة".
وقال روته إن هذه القمة ستكون "تحولية"، مشددًا على أهمية ضمان امتلاك الحلف "المال والقدرات" لمواجهة التهديدات المتزايدة، وعلى رأسها التهديد الروسي على المدى الطويل، والتوسع العسكري الهائل للصين، إضافة إلى دعم كوريا الشمالية والصين وإيران للحرب الروسية في أوكرانيا.
وأضاف: "من الضروري أن ننفق أكثر... هذا سيكون البند الأول على جدول أعمال القمة، ضمن خطة جديدة للسنوات المقبلة".
كما سلط روته الضوء على النقص في الإنتاج الصناعي الدفاعي داخل الحلف، مشيرًا إلى أن الشركات القائمة "رائعة"، لكنها بحاجة إلى خطوط إنتاج إضافية ووردِيّات عمل أكثر لتوفير الذخائر والمعدات العسكرية الضرورية. وقال: "نحن نفتقر إلى قاعدة صناعية دفاعية تنتج بما فيه الكفاية".
وبشأن أوكرانيا، أكد روته أن الملف سيحظى باهتمام كبير في القمة، قائلاً: "نريد ضمان استمرار دعم أوكرانيا خلال السنوات المقبلة، ليس فقط لمواصلة القتال، بل لتحقيق سلام دائم ومستقر".
ورداً على أسئلة الصحفيين حول الدول التي لا تزال دون نسبة الـ2% من الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للدفاع، أوضح روته أن "سبع أو ثماني دول كانت دون هذه النسبة مطلع العام، لكنها ستصل إليها هذا العام"، مشيرًا إلى أن ذلك كان يُتوقع حدوثه في ثلاثينيات هذا القرن، لكن "الالتزام السياسي تغيّر بسرعة".
وأضاف: "منذ عام 2016، أضفنا تريليون دولار، والآن سنضيف تريليونات إضافية بموجب الخطة الجديدة... نعم، الدول عليها إيجاد التمويل، وهذه قرارات سياسية صعبة، لكن لا بد منها".
وعند سؤاله عمّا إذا كانت مواقف بعض الدول، كإسبانيا، قد تُعرقل مسار القمة، أكد روته أنه غير قلق، قائلاً: "أدرك تمامًا صعوبة اتخاذ هذه القرارات، لكن مع التهديد الروسي والوضع الأمني الدولي، لا يوجد بديل. علينا أن نفعل ذلك، وبالفعل سنفعل".
وفي ما يتعلق بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعي، قال روته: "بالنسبة لي، هناك وضوح تام بأن الولايات المتحدة ملتزمة كليًا بالناتو وبالمادة الخامسة".
وأضاف: "هناك أيضًا توقع سيتحقق اليوم، بأن تُسرّع كندا والدول الأوروبية من وتيرة إنفاقها، ليس فقط للدفاع ضد روسيا وغيرها، بل أيضًا لتحقيق عدالة في تقاسم الأعباء مع الولايات المتحدة".
وعن الهجمات الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، أكد روته دعم الناتو للجهود الأميركية، واصفًا إسقاط 14 قنبلة ضخمة على منشآت نووية إيرانية بأنه "عمل حاسم"، مشيرًا إلى أن "ناتو كان دائمًا واضحًا بأن إيران لا يجب أن تمتلك سلاحًا نوويًا، وهذا التدخل كان ضروريًا".
ورداً على سؤال حول استمرار ترامب في التشكيك بالمادة الخامسة، قال روته: "عليكم النظر إلى ما تفعله الولايات المتحدة، وما يفعله ترامب. هم ينفقون ما يقرب من تريليون على الدفاع، ويوفرون القدرات الأساسية للناتو، وهم أكبر مساهم في الحلف. لكننا نعمل على نقل العبء تدريجيًا من الولايات المتحدة إلى الأوروبيين والكنديين، وهذا ما نعتبره عادلاً".
المملكة