حذر المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الطبيب منير البرش، من تفاقم الكارثة الصحية التي وصفها بأنها "الأشدّ وطأة" في تاريخ القطاع، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق.
وقال البرش، خلال حديثه لـ"المملكة" الاثنين، إن المستشفيات تعاني من نقص حادٍ في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، مشيرًا إلى أن أكثر من 47% من الأدوية وأكثر من 65% من المستلزمات الطبية أصبحت غير متوفرة، بالإضافة إلى الغياب شبه الكامل لوحدات الدم في المستشفيات.
وأشاد البرش بمبادرة الأردن ونقابة الأطباء الأردنية الذين قدموا مؤخرًا وحدات دم لقطاع غزة، في وقت تعجز فيه المختبرات الطبية عن أداء عملها بسبب نقص الأدوات والمواد الأساسية.
وأضاف، "نواجه مشكلة حقيقية في دعوة الفلسطينيين للتبرع بالدم، إذ يعاني معظمهم من فقر الدم وسوء التغذية، ومن كل عشرة أشخاص بالكاد نجد اثنين يمكنهم التبرع بكميات بسيطة".
وأشار البرش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يمارس هندسة ممنهجة للتجويع"، خاصة بعد إعلان الأمم المتحدة دخول غزة المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للمجاعة، وهي المرحلة الأعلى والأكثر خطورة.
وأكّد البرش أن الواقع الغذائي المتدهور بدأ ينعكس بشكل خطير على الصحة العامة، إذ استشهد 19 فلسطينيا خلال الساعات الماضية بسبب سوء التغذية، في حصيلة وصفها بـ"غير المسبوقة".
وأوضح أن عدد الشهداء نتيجة سوء التغذية بلغ حتى الآن 87 حالة، بينهم 77 طفلا و10 بالغين، ما يشير إلى تطور خطير في حجم الكارثة الصحية التي تعصف بالقطاع.
المملكة