أكد مختصون في القطاع السياحي أهمية دعم السياحة الداخلية في ظل تراجع أعداد الأردنيين المغادرين لغايات السياحة حيث بلغ عدد الأردنيين المغادرين خلال النصف الأول من العام الحالي 806,970 أردنيا بتراجع نسبته 5.8 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقا لبيانات رسمية أولية نشرتها وزارة السياحة والآثار وتستند للبنك المركزي.

وأكد المختصون في حديثهم لـ "المملكة" على ضرورة توفير بنية تحتية سياحية مناسبة تحفز الأردنيين على السياحة الداخلية، إضافة لتوسيع عمل برنامج "أردننا جنة" ليشمل وجهات سياحية جديدة تضم فنادق بفئات مختلفة منخفضة التكاليف، إضافة لتوفير عروض من قبل الفنادق للسائح الأردني.

وبحسب البيانات التي اطلعت عليها "المملكة" بلغ مجموع الأردنيين المغادرين في كانون الثاني الماضي 159,085 وفي شباط 129,749 وشهر آذار 126,032 وشهر نيسان 113,692 وأيار 118,957 وحزيران 159,455 ما مجموعه 806,970 أردنيا.

وفيما يخص النصف الأول من العام 2024 فقد بلغ مجموع الأردنيين المغادرين في كانون الثاني 136,538 وفي شباط 132,495 وشهر آذار 116,756 ونيسان 125,535 وأيار 118,152 بينما في حزيران 227,300 ما مجموعه 856,776.

وأما بشأن أسباب تراجع أعداد السياح فقد أجمع المختصون على أن تقليص رحلات الطيران منخفض التكاليف القادم إلى الأردن في ظل التوترات الإقليمية أدى لتراجع المسافرين الأردنيين من خلاله، إضافة لوجود ارتفاع بتكاليف السفر في الوجهات السياحية المعتادة للأردنيين مثل تركيا.

الطيران منخفض التكاليف

عضو جمعية الفنادق الأردنية المختص بالقطاع السياحي محمد القاسم قال إن تقليص عدد رحلات الطيران منخفض التكاليف أدى لانخفاض عدد الأردنيين المسافرين لغايات السياحة إضافة للتطورات الإقليمية وارتفاع تكاليف السفر لدى الوجهات المعتادة للأردنيين مثل تركيا.

ولفت القاسم إلى أن الانخفاض بنسبة 5.8% لا يعدّ كبيرا ولكنه مؤشر على ضرورة دعم السياحة المحلية وتحفيز الأردنيين على التعرف على الأماكن السياحية داخل البلاد.

ويرى القاسم بأن السفر لغايات السياحة لا يمكن منعه أو تقليصه بشكل كبير، موضحا بأن السفر يُمكن الأردني من التعرف على ثقافات جديدة واكتساب ذكريات وفرصة للتعرف على بلدان أخرى، مما يوسع المدارك ويوفر فرصة للتعلم من البلدان الأخرى.

كما أوضح القاسم بأن تراجع القدرة الاقتصادية وتآكل الدخل أدى لإحجام الكثيرين عن السفر.

وقال القاسم إن تطوير البنية التحتية في الشمال وتوفير فنادق بفئات غير مكلفة سيحفز المواطن على خوض تجربة سياحية جديدة خاصة بفصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في البحر الميت والعقبة فيكون البديل هو التوجه للشمال وزيارة الأماكن الأثرية مثل قلعة عجلون وأم قيس وجرش وغيرها.

وشدد على أهمية توفير برنامج متكامل لرحلة السائح بحيث يستطيع بعد زيارة الأماكن السياحية زيارة بيوت مخصصة من المجتمع المحلي وخوض تجربة تناول الطعام الريفي والتراثي الذي تمتاز به المنطقة، مما يسهم أيضا بتعزيز الأوضاع الاقتصادية للمجتمع المحلي.

وأوضح القاسم بأن برنامج "أردننا جنة" بحاجة لتوسيع عمله مع أهمية ما يقدمه حاليا، ولكنه يحتاج لمزيد من التطوير عبر إضافة وجهات سياحية جديدة وتحويل فترة عمله على مدار الأسبوع بحيث لا تقتصر على نهاية الأسبوع.

وختم القاسم قوله إن السياحة تحتاج لبنية تحتية متطورة ومنتج سياحي متكامل وشراكة مع القطاع الخاص توفر له إمكانية إدارة الأماكن السياحية وتطويرها دون المساس بالمكان الأثري.

التأثيرات الجيوسياسية

المختص بالقطاع السياحي نضال ملو العين قال إن تراجع عدد الأردنيين المغادرين لغايات السياحة يعود لأسباب عدة أهمها هو توقف الطيران منخفض التكاليف والذي يستخدمه الأردنيون للسياحة إلى أوروبا.

وعزا ملو العين التراجع لارتفاع تكاليف السفر للوجهات السياحة المعتادة مثل تركيا، إضافة للظروف الاقتصادية وتراجع الدخل والتأثيرات الجيوسياسية بالمنطقة.

ويرى ملو العين بأن نسبة كبيرة من الأردنيين يرغبون بالسياحة الداخلية ويفضلون استثمار أيام الإجازة في الأردن، مما يتطلب توفير منشآت سياحية منخفضة التكاليف لتقديم الخدمات السياحية بمختلف أشكالها.

ودعا ملو العين لتحقيق مفهوم "السياحة الشعبية" التي تقوم على توفير خدمات سياحية متكاملة بتكلفة معقولة تراعي الشرائح الاقتصادية من الطبقة المتوسطة.

وشدد على أن السياحة تحتاج إلى منشآت منخفضة التكاليف.

ودعا لتوسيع برنامج "أردننا جنة" أو تقديم برنامج جديد يستهدف السياحة الداخلية عبر تقديم عروض تشجع على السياحة الداخلية.

كما دعا ملو العين لتوجيه الدعم للمنشآت السياحية القائمة لتقدم عروضا مميزة وتخفض التكاليف عبر دعم تكاليف ومصاريف التشغيل مثل مصاريف الطاقة وتأجيل الالتزامات المالية على المنشآت السياحية.

وأشار لأهمية العروض السياحية مثل قيام الفنادق بمنح أيام مجانية عند الحجز لديها.

أردننا جنة

المختص بالقطاع السياحي محمود الخصاونة قال إن هنالك عزوفا عن السفر بسبب الأوضاع الإقليمية بشكل رئيسي.

وأوضح الخصاونة بأن السياحة الداخلية بحاجة لتطوير حتى نقلل أعداد السياح الأردنيين المغادرين.

ولفت الخصاونة إلى أن برنامج "أردننا جنة" الحكومي بحاجة لبرنامج رديف يقوم عليه القطاع الخاص، لخلق حالة من التوأمة لجذب الأردنيين عبر برامج وأسعار تفضيلية للأردنيين خاصة للمغتربين بفترة الصيف.

بلغ عدد المشاركين في برنامج "أردننا جنة" منذ بداية العام وحتى تموز الحالي 79,017 مشاركا، وفقا لبيانات وزارة السياحة والآثار.

وكان البرنامج قد جرى تعليقه مؤقتا في كانون الأول 2024، ثم تم استئنافه في شهر نيسان 2025. وتشير الأرقام أعلاه إلى أعداد المشاركين منذ استئناف البرنامج في نيسان وحتى تموز، حيث لم تُسجل الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي (كانون الثاني، شباط، آذار) أي مشارك، إذ بدأت الأرقام في نيسان حيث سجل 5,193 مشاركا.

كما سجل شهر أيار 36,991 مشاركا، بينما سجل شهر حزيران 13,681 مشاركا، في حين سجل شهر تموز الحالي وحتى تاريخه 23,152 مشاركا، وفقا لبيانات الوزارة التي اطلعت عليها "المملكة".

وكانت جمعية وكلاء السياحة والسفر قالت في وقت سابق لـ"المملكة" إن الوجهات المفضلة للأردنيين للسفر هي مدن تركيا (أنتاليا، طرابزون، اسطنبول) إضافة إلى مصر وتحديدا مدينة شرم الشيخ.

المملكة