أحرق مستوطنون، فجر الجمعة، مساكن تجمع عرب المليحات في منطقة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا، وأجبروهم على الرحيل عن المنطقة مجددا بعد أن عادوا إليها الخميس إثر نزوح قسري استمر قرابة الشهر نتيجة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن المستوطنين أحرقوا 6 بركسات للسكن تقطن فيها 20 عائلة من عرب المليحات الذين أصرّوا على الرجوع إلى أرضهم رغم كافة محاولات المنع والضغوط من قبل الاحتلال.

وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات في بيان صحفي، إن المستوطنين أحرقوا بركسات سكنية تعود ملكيتها لفلسطينيين.

وأضاف مليحات، أن إحراق المستوطنين للبيوت ومهاجمة الفلسطينيين دفعتهم للنزوح من جديد.

وأشار إلى أن الاعتداء بدأ عند الساعة 1:00 فجرا، حين اقتحم عشرات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال المنطقة وأضرموا النيران في البركسات التي كانت تؤوي العائلات ومواشيهم، مما أدى إلى تدمير الممتلكات بالكامل، وتعريض حياة السكان لخطر جسيم.

ولفت مليحات إلى أن هذا الاعتداء يشكّل حلقة جديدة في سلسلة الجرائم المنظمة التي تستهدف الوجود الفلسطيني البدوي في الأغوار، مؤكدا أن سلطات الاحتلال أطلقت العنان للمستوطنين تنفيذ عمليات تطهير عرقي شامل، دون رادع قانوني أو إنساني، في ظل صمت دولي مخزٍ وفشل ممنهج في توفير الحماية للسكان المدنيين.

وطالب بتحقيق دولي عاجل وشفاف في هذه الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها، بمن فيهم من وفر لهم الحماية من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

كما دعا، إلى تدخل فوري من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومؤسسات حقوق الإنسان، لإرسال بعثات مراقبة إلى المنطقة، وتوفير حماية دولية عاجلة لتجمعات البدو المهددة في الضفة الغربية.

بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن إجبار العائلات في تجمع عرب المليحات على النزوح قسرا عن مناطق سكناهم للمرة الثانية خلال شهر، يأتي ضمن خطة استيطانية أوسع، تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلي وزراء إسرائيليون، لتهويد منطقة المعرجات التي تعد منطقة استراتيجية، كونها الطريق الرئيسي بين أريحا والمحافظات الأخرى.

وأضاف، أن اضطرار العائلات للنزوح قسرا جاء تحت ضغط وإرهاب المستوطنين المسلحين وبحماية من جيش الاحتلال، خاصة أن الاعتداءات بحق التجمع تصاعدت بشكل كبير.

وتابع شعبان "سبق أن حذرنا مرارا، ونؤكد اليوم أن على الجميع من فصائل ومؤسسات وعائلات، التحرك العاجل وعدم ترك التجمعات البدوية وحدها، وقد ارتفع منسوب الخطر على حياة المواطنين بفعل إطلاق النار والاعتداءات المتكررة".

ونفذ المستوطنون منذ بداية العام الحالي، 2153 اعتداء، تسببت في استشهاد 4 فلسطينيين على يد المستوطنين، تراوحت اعتداءات المستوطنين بين الهجوم على القرى الفلسطينية والاعتداء على الآمنين فيها، وإشعال المنازل على رؤوس أصحابها، وإطلاق النار على الفلسطينيين، وإقامة البؤر الاستيطانية، والسيطرة على الأراضي، والاعتداء على الشوارع والمركبات، وشن هجمات منظمة وخطيرة تميزت بها هذه الاعتداءات في الفترة الأخيرة مثلما حدث في قرى كفر مالك والمغير وبيتا وسنجل وغيرها.

وتركزت هذه الاعتداءات في محافظات: رام الله بواقع 491 اعتداءً، والخليل بـ409، ونابلس بـ396.

وفا