أكد رئيس الوزراء جعفر حسّان "إن الواقع لا يشير إلى وهم إسرائيل الكبرى بل إلى إسرائيل المنبوذة المعزولة المحاربة المحاصرة في المنطقة والعالم؛ بسبب سياسات التوحش والتطرف التي تنتهجها".

وأضاف رئيس الوزراء خلال مباحثات أجراها في عمان اليوم الثلاثاء مع رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية الدكتور نواف سلام: نسمع عن رؤى وطروحات مغزاها هو استدامة الحرب بلا نهاية مثل الأوهام عن إسرائيل الكبرى لدى الساسة المتطرفين في إسرائيل، مؤكدا أن "الواقع كله يشير إلى سياسات تعمق الكراهية والحقد نتيجة الاستمرار بالمجازر، ولن تغفر لها شعوب العالم والمنطقة".

وأشار حسّان إلى أننا أمام مشروعين، الأول نسعى إليه مبني على أساس بسط سيادة الدول وتثبيت الاستقرار وتمكين الشعوب من العمل باتجاه الازدهار والمنعة، والثاني يبحث عن استدامة وتوسعة وتعميق الصراعات واستدامة الحروب التي تعمق الكراهية.

وفي هذا الصدد، جدد رئيس الوزراء التأكيد على أن استمرارالاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية أمر مدان، مشددا على ضرورة إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار بالكامل ووقف الاعتداءات المستمرة على الأراضي اللبنانية.

كما أشار حسّان إلى توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني التي تؤكد دائما على وقوف الأردن إلى جانب لبنان الشقيق ودعم سيادته وأمنه واستقراره وازدهاره وبسط مؤسساته لسلطاتها وسيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، والتعاون مع مؤسساته، مؤكدا أن الأردن يؤمن تماما بلبنان الشقيق وقدرات شعبه ولن يتوانى في دعمه.

وفي هذا الصدد أكد على ضرورة بذل كل الجهود لوقف الحرب على غزة والاعتداءات في الضفة الغربية والتصعيد الخطير في المنطقة، مشددا على أن إسرائيل تتحمل وحدها كامل المسؤولية الإنسانية والقانونية عن انهيار النظام الإغاثي في غزة.

وأضاف: نحن أمام مأساة نشاهدها كل يوم في غزة حيث التجويع والقتل والمجازر، مشددا على ضرورة فتح كل المعابر لإيصال المساعدات المطلوبة لإنقاذ أهلنا وأطفال غزة.

وأشار حسّان إلى أننا في الأردن نسير في مشروعنا الداخلي ومسارات التحديث الشامل بثقة عالية، وفي الوقت ذاته، نواصل دعم أشقائنا في لبنان وسوريا ومساعيهم لبسط سيادتهم على أراضيهم، وبناء مؤسساتهم، وتمتين جبهتهم الداخلية، مؤكدا أن هذا هو الطريق لتعزيز التعاون العربي وتوسيع إمكانات شعوبنا.

وفي هذا الصدد، أكد الجانبان أهمية دعم سوريا "والوقوف إلى جانبها لتحقيق أمنها واستقرارها والازدهار لشعبها، باعتباره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها وتنميتها.

وبشأن التعاون الثنائي، أكد حسّان ضرورة استمرار التواصل بين الجانبين، وإعادة تفعيل عمل اللجنة العليا الأردنية – اللبنانية المشتركة التي توقفت اجتماعاتها منذ ما يقارب عشر سنوات، مؤكدا أن الاجتماعات القادمة تستطيع البحث في الكثير من القضايا الثنائية وتطوير اتفاقيات عديدة، وتوسيع مجالات التعاون بين البلدين.

بدوره، ثمن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام الدعم والإسناد الذي يقدمه الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للبنان ومؤسساته الوطنية، مؤكدا أن مواقف الأردن تاريخية واستراتيجية وهي محل تقدير القيادة والحكومة والشعب اللبناني.

وأعرب سلام عن تقدير بلاده لدعم الأردن للمؤسسات اللبنانية والجيش اللبناني، مؤكدا أن الأردن كان إلى جانب لبنان في مختلف الازمات التي مر بها.

وأكد أن صوت الأردن مسموع في العالم، وأن لبنان يحتاج هذا الجهد والإسناد الأردني في هذه المرحلة التي يمر بها .

وشدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني على العلاقات الاستراتيجية بين لبنان والأردن وعلى التقارب الكبير بين البلدين والشعبين والشقيقين في الرؤى والمواقف تجاه مختلف قضايا المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية.

ولفت النظر في هذا الصدد إلى التحديات التي تمر بها المنطقة في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ما يسمى "إسرائيل الكبرى" والتصعيد في الضفة الغربية مؤكدا أن "إسرائيل من عزلة إلى عزلة في العالم"، في ظل ما تقوم به من إجراءات في الضفة الغربية المحتلة ومجازر في قطاع غزة.

وقال إن الدول العربية تقدمت بمبادرة السلام العربية لحل الازمات في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وعلى أساس حل الدولتين مؤكدا انه وبعد مرور عقدين من الزمن، لا يوجد حل آخر واقعي سوى هذا المسار.
وحضر اللقاء عن الجانب الأردني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء عبداللطيف النجداوي، وعن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ووزير الدفاع الوطني ميشال منسي.

وجرت للضيف لدى وصوله دار رئاسة الوزراء مراسم استقبال رسمية، استعرض خلالها حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والجمهوري اللبناني.

المملكة