قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، الثلاثاء، إن الحكومة اللبنانية ناقشت المقترحات التي قدمها المبعوث الأميركي توماس باراك، التي تهدف إلى معالجة الوضع في جنوب لبنان وتعزيز الاستقرار.

وأضاف سلام في مقابلة خاصة مع قناة "المملكة" ضمن برنامج "العاشرة"، أن الحكومة اللبنانية أدخلت تعديلات عليها من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، قبل أن تُقر في مجلس الوزراء، مشدداً على أن "القرار لبناني بحت، ولم يُفرض من أي جهة خارجية، سواء كانت الولايات المتحدة، أو فرنسا، أو إيران".

وأوضح أن الورقة التي تم التوصل إليها تتضمن التزامات على مختلف الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا، بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وخاصة النقاط الخمس الحدودية، وتلوّح بفرض عقوبات على أي طرف يخلّ بالتزاماته، إضافة إلى إدانة إسرائيل في مجلس الأمن – وهو ما اعتبره سلام "سابقة غير معهودة".

كما تنص الورقة على انسحاب إسرائيلي كامل، ووقف العمليات العدائية، وعودة المهجّرين اللبنانيين، والإفراج عن الأسرى، وعقد مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.

ورداً على المخاوف من صدام داخلي بسبب قرار حصر السلاح، أكد سلام أن الحكومة لا تسعى إلى أي صدام مع حزب الله أو أي مكوّن لبناني، مشدداً على أن "الطائفة الشيعية مكون أساسي من النسيج الوطني اللبناني، وحزب الله حزب كبير وله نواب في البرلمان"، ومضيفاً أن الغالبية الساحقة من اللبنانيين ترفض العودة إلى الحرب الأهلية التي دفعت البلاد ثمناً باهظاً لها.

وأوضح رئيس الحكومة أن لبنان بحاجة إلى دعم عربي ودولي للضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى دعم مالي لمساعدة البلاد على مواجهة التحديات.

ولفت إلى أن الحكومة نفذت حزمة إصلاحات مالية بهدف إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي، لوضع البلاد على طريق التعافي الاقتصادي، وهو ما يتطلب دعماً إضافياً.

وأكد سلام أن الجيش اللبناني ينتشر كما هو مطلوب منه في جنوب لبنان، تطبيقاً لقرار مجلس الأمن 1701، مشيراً إلى أن الجيش قام بتفكيك مئات المواقع العسكرية الخارجة عن الإطار الشرعي في المنطقة، ويواصل تنفيذ المهام الموكلة إليه بموجب الترتيبات المعتمدة.

المملكة