أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد أنه وجّه "إنذارا أخيرا" لحماس بشأن إعادة الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، فيما قالت الحركة الفلسطينية إنها مستعدة للتفاوض على أساس مقترحات أميركية جديدة.

وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال "لقد قبل الإسرائيليون شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذرت حماس من عواقب عدم القبول"، وتابع "هذا هو إنذاري الأخير".

ولم يقدم البيت الأبيض تفاصيل بشأن تلك الشروط.

لكن بحسب موقع أكسيوس الإخباري، فإن المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب ستيف ويتكوف أرسل اقتراحا جديدا الأسبوع الماضي إلى حماس بشأن صفقة شاملة لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار مع إسرائيل، عبر ناشط سلام إسرائيلي.

وبعد ساعات، قالت حماس في بيان الأحد، إنها "جاهزة فورا" للانخراط في مفاوضات بعد تلقيها مقترحا جديدا من واشنطن.

وأشارت حماس في بيانها إلى "تسلمها عبر الوسطاء لبعض الأفكار من الطرف الأميركي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار" وأضافت أنها ترحب "بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا".

وأكدت أنها "جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع المحتجزين في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فورا".

وفي إسرائيل، اعتبر منتدى عائلات المحتجزين أن ذلك يمثل "تقدما حقيقيا".

وقال في بيان "إن الضمان الذي يقدمه رئيس الولايات المتحدة شخصيا يعدّ خطوة تاريخية غير مسبوقة. من شأن هذا الاتفاق أن يعزز تسوية إقليمية أوسع، ويضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين، ويسمح للجنود وجنود الاحتياط بالعودة إلى ديارهم".

وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 محتجزا في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم.

وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن استشهاد 64455 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث أرقام أوردتها وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

- مدينة غزة تتعرض لضربات جديدة -

ويأتي هذا التركيز المتجدد على قضية المحتجزين فيما تتكثف العمليات الميدانية. ودمّر الجيش الإسرائيلي الأحد برجا سكنيا في مدينة غزة هو الثالث في غضون ثلاثة أيام.

من جهته، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، بأن 48 شخصا استشهدوا في ضربات جوية إسرائيلية على القطاع الأحد.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق، أن إسرائيل "تعمّق" هجومها في كبرى مدن القطاع الفلسطيني المحاصر، مع تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه أصبح يسيطر على 40% من مدينة غزة.

ووفق الأمم المتحدة، يعيش قرابة مليون شخص في مدينة غزة ومحيطها. ويؤكد كثيرون أنهم لن يتركوا لعدم وجود أماكن "آمنة" في القطاع حيث يسود دمار هائل وأزمة انسانية.

ولم تعلن إسرائيل رسميا بدء هجوم واسع للسيطرة على غزة، لكن المدينة الأكبر في القطاع، تشهد منذ أسابيع تكثيفا للقصف والعمليات العسكرية. وبدأ الجيش هذا الأسبوع توجيه إنذارات بإخلاء مبانٍ عالية في المدينة، متهما حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

واضطرّت الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة.

وطلب الجيش السبت من السكان إخلاء مدينة غزة والتوجه الى "منطقة إنسانية" في المواصي (جنوب) والتي قال إنها تشمل "بنية تحتية إنسانية" ويتم تزويدها الغذاء والدواء.

وأثارت الظروف الانسانية التي بلغت حد إعلان الأمم المتحدة رسميا المجاعة في غزة، ضغوطا دولية على إسرائيل لوضع حد للحرب. وأعربت دول غربية عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الحالي.

والأحد، حذّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من هذه الخطوة.

وقال "الدول التي دفعت نحو ما يسمى الاعتراف بدولة فلسطين مثل فرنسا والمملكة المتحدة، ارتكبت خطأ جسيما"، مضيفا "لا يمكن فصل مسألة الدولة عن السلام، لأن ذلك سيجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة... لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام في المستقبل إلا في سياق ثنائي".

وحذّر من أن الاعتراف "سيدفع إسرائيل أيضا إلى اتخاذ قرارات أحادية، الأمر الذي سيكون خطأ جسيما".

ولم يوضح ساعر الخطوات التي قد تتخذها إسرائيل، لكن تصريحاته تأتي مع تزايد تلميحات مسؤولين إلى احتمال ضمّ مساحات من الضفة الغربية المحتلة.

المملكة + أ ف ب