قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، السبت، إن التغييرات في منطقة الشرق الأوسط تحدث بشكل مكثف يوميا وأسبوعيا وشهريا، والأردن قادر على التغلب عليها.
وأضاف المومني في كلمته خلال انطلاق أعمال ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال في نسخته الثالثة المنعقد في عمّان، أن الأردن داعم للاعتدال والاستقرار وممكّن للإعلاميين، مشيرا إلى أن الأردن يؤمن بأن حرية التعبير ليست من حقوق الإنسان فقط بل مصلحة للأمن الوطني الأردني وحق مصون يجب حمايته.
وأكّد المومني، أن الأردن يؤمن بأن حرية التعبير ركيزة للمجتمعات المزدهرة، مشددا على أن التضليل الإعلامي والأخبار المزيفة آفة يجب مكافحتها لما تشكله من خطر على أمن المجتمع.
وقال المومني، إنّ رؤية الدولة الأردنية لحرية الصحافة والتعبير تتلخص في كلمتين "الحرية المسؤولة"، وعلينا واجب تحصين مجتمعاتنا من خطاب الكراهية، ونؤمن بأن أفضل طريقة لمواجهة التضليل هي نشر المعلومات الدقيقة.
وتابع: " نحاول إدخال مفاهيم الدراية في الذكاء الاصطناعي لأنها ضرورة، ويتوجب على كل قلم وكل منبر أن يكون حصنا منيعا لمواجهة التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة، لما يشكلان من تهديد وتحدٍ على الأمن القومي والوحدة الوطنية".
الصحافة بين الخطر الرقمي والعدوان الميداني
أكد مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور، في كلمته الترحيبية، أثر العدوان على قطاع غزة وما تعرض له الصحفيون من مخاطر؛ إذ أصبح أكثر من 250 صحفيا وصحفية أهدافا مباشرة، ما أدى إلى استشهادهم.
وأشار منصور، إلى ما يحدث في دول الجوار مثل سوريا ولبنان، داعيا للتساؤل حول حرية الصحافة واستقلالها في ظل فشل المؤسسات الدولية في حمايتها. وأعرب عن أسفه لعدم حضور الوفد الفلسطيني للملتقى بسبب الظروف الراهنة.
وتحدث عن الإعلام والتطور التكنولوجي من ذكاء اصطناعي وربوتات وتهديد النزاهة الصحفية أمام "الترند".
واشتمل تنظيم الملتقى على 3 محاور وهي تمكين الصحفيين والحماية والسلامة المهنية والإعلام الجديد، والتي سيعقد من خلالها 33 جلسة بمشاركة 98 شخصية و32 ميسرا، حيث ستركز على أهمية الأمان المعيشي بالإضافة للتحديات الأخرى مثل التمويل.
وأعلن منصور عن إطلاق مبادرة بالتعاون مع قناة المملكة لطلبة الجامعات وصناع المحتوى لإنتاج محتوى رقمي وكذلك عقد برامج تدريبية.
الأردن يخوض معركة إعلامية
رحّب نائب نقيب الصحفيين الأردنيين، عوني الداوود، بالحضور والمشاركين من الأردن ومختلف الدول، ومن نقابة الصحفيين العرب واتحاد الصحفيين الدوليين، مؤكدا على التحديات الإقليمية، وخاصة في قطاع غزة، وما أسفر عنه العدوان من استشهاد الصحفيين والصحفيات.
وأكّد الداوود أن الأردن يخوض معركة إعلامية في المحافل الدولية بقيادة الملك عبد الله الثاني، مشددا على دور النقابة في مواجهة محاولات التشويه والتشكيك.
واستعرض استراتيجية النقابة 2026-2028 وخططها لحماية المهنة والتصدي لمنتحلي صفة الصحفي، لافتا إلى تحويل أكثر من 200 شخص للقضاء بسبب مزاولة المهنة دون ترخيص.
كما أكد ضرورة مراجعة قانون نقابة الصحفيين، مع تشكيل لجنة لوضع مشروع قانون متوافق مع التطورات، وتوسيع التعاون مع المؤسسات والاتحادات المحلية والدولية في مجالات التدريب ورفع كفاءة الصحفيين، خاصة في الإعلام الرقمي.
الملتقى فرصة للحوار وعرض الحقائق
عبر سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، بيير كريستوف تشاتزيسافاس، عن موقف الاتحاد الثابت تجاه الأردن وفلسطين، مؤكدا دعم المؤسسات الفلسطينية ووكالة الغوث وتشغير اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وأشار تشاتزيسافاس، إلى أن إعلان 5 دول أوروبية اعترافها بدولة فلسطين، سيترتب عليها آثار اقتصادية وسياسية إيجابية.
ودعا إلى محاسبة مرتكبي الجرائم في قطاع غزة، لافتا إلى فرض عقوبات ستدخل حيز التنفيذ فورا، مع إعادة النظر في التعاون مع إسرائيل.
وشدد تشاتزيسافاس، على أن الملتقى يمثل فرصة للحوار وعرض الحقائق، مثنيًا على جهود القائمين عليه.
الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي غائبة عند العرب
نوّه رئيس اتحاد الصحفيين العرب، مؤيد اللامي، إلى أهمية محاور الملتقى، مشيرا إلى أن موضوعات مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي تُدرس عالميا لكنها غائبة في الوطن العربي، وأن مخاطر الذكاء الاصطناعي أكبر من أن تُعتبر قضية إعلامية فقط، بل هي قضية شاملة.
وأشاد اللامي، بجهودهم لنقل الحقيقة رغم الصعوبات والمخاطر الكبيرة التي يواجهونها.
الإعلام الحرّ مرآة المجتمع
قال مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان للشرق الأوسط وشمال إفريقيا محمد النسور، إنّ الإعلام الحر هو مرآة المجتمع وصوته، وبدونه تغيب الحقيقة، وتستحيل المحاسبة، ويبتعد تحقيق العدالة.
وأوضح النسور، أن تقارير مؤسسات دولية موثوقة مثل "مراسلون بلا حدود" و"اللجنة الدولية لحماية الصحفيين" تظهر أن المنطقة العربية ما زالت تسجل أدنى المراتب عالميا في مؤشرات حرية الصحافة، وأن الصحفيين العرب يدفعون ثمنا باهظا في سبيل كشف الحقيقة من خلال الملاحقات والتضييق والاستهداف، خاصة في مناطق النزاع، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.
وشدد على أن للشعوب الحق في معرفة الحقيقة، مؤكدا التزام المفوضية بدعم حرية الإعلام وحماية الصحفيين.
حرية الصحافة لا تتحقق من دون حماية الصحفيين
أوضح الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي، أن الصحافة ليست مجرد وسيلة للتنبؤ، بل تقوم على الحقائق ونقلها بدقة.
وأكد بيلانجي، وقوفه ضد الطغيان والمجازر، مشيرا إلى المأساة التي تعرض لها الصحفيون في غزة.
ودعا المؤسسات والحكومات إلى التحرك لمواجهة هذا الواقع، مشددا على أن حرية الصحافة لا تتحقق من دون حماية الصحفيين، معربا عن أسفه لمقتل 225 صحفيا في غزة.
ويُعقد الملتقى في نسخته الثالثة بمشاركة أكثر من 750 إعلاميا وإعلامية وناشطا وصانع محتوى وخبيرا، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات دولية من مختلف أنحاء العالم.
وعلى مدار يومين، يناقش المشاركون قضايا محورية تتعلق بحماية الصحفيين وواقع الحريات الإعلامية، والتحديات التي تواجه المهنة في ظل النزاعات والأزمات، إلى جانب سبل بناء القدرات والارتقاء بالاحتراف المهني في زمن أصبحت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي عنصرا رئيسيا في صناعة الإعلام، مع التوقف عند تحولات المشهد السياسي في المنطقة وانعكاساتها على الساحة الإعلامية.
المملكة