أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الثلاثاء، أن الحلفاء موحدون في مواجهة "الانتهاكات الروسية المتكررة" للأجواء الأوروبية، مشدداً على أن التزام الناتو بالدفاع الجماعي "راسخ وغير قابل للتزعزع"، وأن قوات الحلف "ستدافع عن كل شبر من أراضيه بهدوء وحزم".
جاءت تصريحات روته خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس شمال الأطلسي بموجب المادة الرابعة من معاهدة واشنطن، بناءً على طلب إستونيا بعد اختراق مجالها الجوي من قبل ثلاث مقاتلات روسية من طراز "ميغ-31" يوم الجمعة الماضي.
وقال إن الحلفاء أصدروا "بيانا قويا للتضامن والإصرار" أدانوا فيه الأفعال الروسية المتهورة، واعتبروها "تصعيدية تنطوي على مخاطر سوء تقدير وتهدد الأرواح".
وأوضح روته أن القوات الجوية التابعة للحلف تصرفت بسرعة وفعالية، حيث قامت طائرات سويدية وفنلندية وإيطالية باعتراض المقاتلات الروسية وإخراجها من الأجواء الإستونية "بدون تصعيد"، لافتا النظر إلى أن "القرار باستخدام القوة، بما في ذلك إسقاط الطائرات، يُتخذ في الوقت الحقيقي وفق تقييم مستوى التهديد والظروف الميدانية".
وفي رده على أسئلة الصحفيين، شدد روته على أن القرارات المتعلقة بإسقاط الطائرات الروسية تعتمد على تقييم النوايا والتسليح ومستوى التهديد المباشر، مؤكداً أن القائد الأعلى لقوات الحلف يمتلك كافة الصلاحيات لاتخاذ القرار المناسب.
وأوضح أن النظام الدفاعي للناتو مصمم للتصرف ليس فقط عند حدوث خرق مباشر، بل أيضاً عند وجود مؤشرات على تهديد وشيك.
وأكد أن مناورات "الحارس الشرقي" Eastern Sentry التي أُطلقت خلال أيلول تهدف لتعزيز الردع والجاهزية على الجناح الشرقي، خصوصا في مواجهة تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، مشيراً إلى أن الحلف يتعلم باستمرار من تجربة أوكرانيا ويطوّر أدواته الدفاعية.
وبخصوص تأثير أحداث مثل تفجير خط "نورد ستريم"، قال إن الناتو استخلص العبر عبر مناورات "حارس البلطيق"، ويطبق حالياً تقنيات جديدة تشمل الطائرات المسيرة تحت البحر لتعزيز حماية البنية التحتية. وعن تصريحات بولندا باستعدادها لإسقاط أي طائرة، أكد أن جميع الحلفاء يتفقون على الرد الحاسم عند أي خرق، وإن اختلفت التصريحات السياسية.
وردّاً على سؤال عن بقاء الطائرات الروسية 12 دقيقة فوق إستونيا، أوضح أن الرد كان سريعا وفعّالا بفضل الطيارين من السويد وفنلندا وإيطاليا، مشدداً على أن القرارات تُتخذ دوماً بشكل متناسب مع حجم التهديد.
أما بشأن الحوادث الأخيرة للطائرات المسيّرة في الدنمارك والنرويج، فأكد أن الاتصالات جارية مع قادة تلك الدول لتقييم الموقف، وأن الناتو مستعد لتقديم الدعم الكامل عند الحاجة.
وختم الأمين العام بالتأكيد أن ما تفعله روسيا "متهور ويجب أن يتوقف"، سواء أكان متعمداً أم نتيجة "إهمال صارخ"، مضيفاً: "الناتو أثبت أن أنظمته الدفاعية تعمل، ورسالتنا واضحة: سندافع عن أراضينا وشعوبنا وبنيتنا التحتية بلا تردد".
المملكة