قال الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد إن بلاده تتطلع إلى بناء علاقات إيجابية ومستدامة مع جواره الإقليمي، قائمة على الاندماج الاقتصادي والترابط الإقليمي.

وفي كلمته أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، قال رشيد إن العراق أثبت بعد عام 2003 وطيلة العقدين السابقين موقفه المبدئي القائم على احترام حسن الجوار مع دولة الكويت، وتعزيز العلاقات الثنائية معها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعزمه وتفانيه على إنهاء كافة المسائل العالقة مع الكويت.

وعن العلاقة مع دول الجوار الأخرى فيما يتعلق بإدارة الموارد ومواجهة تأثير التغيرات المناخية، قال إن العراق يدعو الى تعاون دولي وتبني مقاربات شاملة "من أجل التوصل إلى تفاهمات واتفاقات ثابتة بين إيران وتركيا وسوريا والعراق لإدارة ملف المياه، لمنع الضرر عن الجميع، وتحقيق المنافع للجميع عبر تقاسم عادل ومنتظم لمياه نهري دجلة والفرات".

وقال إن بلاده استعادت وضعها الطبيعي في المجتمع الدولي وفي علاقاته مع جيرانه.

وأكد أن العراق يتطلع إلى التعاطي الإيجابي مع مبادرة الأمم المتحدة 80، "ويعلن انفتاحه لمناقشة استضافة مقار أممية إقليمية أو دولية في العراق، لا سيما تلك المستهدفة بخطة ضغط النفقات بموجب حق الانتفاع أو بدلات الإيجار الرمزية".

وأشار إلى تمكن بلاده من الانتصار على أخطر تهديد إرهابي شهده العالم. وأن العراق يواصل جهوده لإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية بعد تحريرها من سيطرة الجماعات الإرهابية، "وهو ما يحتاج إلى دعم دولي وتضافر للجهود في مجالات عديدة".

وعن قضايا المنطقة، قال الرئيس العراقي إن "ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من قتل وتجويع وتهجير وهدم للبنى التحتية وتدمير لمؤسساتهم هو وضع لا يليق بنا كبشر، وحالة مخزية للإنسانية جمعاء، ولذلك يجب العمل على إيقافه فورا".

وأدان الهجمات الإسرائيلية على دول المنطقة، في سوريا ولبنان وقطر، داعيا إلى جهود دولية شاملة وسريعة لوقف جميع هذه الاعتداءات، ومنع الانحدار مجددا إلى حالة العدوان على إيران وإيقاف الاعتداء على المنشآت المدنية والبنى التحتية في اليمن.

ونبه إلى أنه "في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة، يطالب العراق بموقف دولي رافض لاستهداف المنشآت النووية في الهجمات العسكرية لما يشكله ذلك من تهديد خطير وطويل الأمد على جميع دول وشعوب المنطقة والعالم".

وأعلن كذلك رفض العراق بشكل قاطع الاستخدام غير المشروع لأجوائه في العمليات العسكرية بين الأطراف المتصارعة في المنطقة.

ورحب بالجهود الدبلوماسية لاستئناف وإنجاح الحوار بين إيران والمجتمع الدولي من أجل التوصل الى تفاهم يضمن حقوق إيران في تطوير برنامج نووي سلمي بما يتوافق مع المعاهدات والالتزامات الدولية.

وفي الشأن السوري، أكد رشيد "التزام العراق بدعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها ومنع أي اعتداءات على سيادتها"، معربا عن تطلعه لتعاون مثمر بين البلدين في مختلف القطاعات وزيادة الشراكة في جهود مواجهة الإرهاب.

المملكة