افتُتحت في مدينة البترا اليوم السبت، أعمال قمة عجائب الدنيا السبع الجديدة التي استمرت ثلاثة أيام، ضمن فعاليات يوم السياحة العالمي من الخامس والعشرين ولغاية السابع والعشرين من أيلول الحالي، برئاسة رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي فارس البريزات، وبمشاركة وفود رسمية ودبلوماسية رفيعة المستوى من عدد من الدول بينها الصين والبرازيل والمكسيك.

واستهل البريزات الجلسات بكلمة رحّب فيها بالمشاركين، معرباً عن اعتزاز الأردن باستضافة هذا الحدث العالمي في مدينة البترا باعتبارها إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة وملتقى للحضارات الإنسانية عبر العصور. وقال إن البترا ليست فقط موقعاً أثرياً مُدرجاً على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1985، بل هي أيضاً شاهدة على قيم التعايش والسلام ورسالة مفتوحة للعالم، وتعكس إرثاً حضارياً وإنسانياً يخص البشرية جمعاء.

وأكد أن انعقاد القمة في البترا يعكس المكانة التي تحظى بها المدينة الوردية على خارطة السياحة العالمية ودورها في بناء الجسور بين الشعوب من خلال الحوار الثقافي والتعاون الدولي.

وتناولت الجلسات، التي عقدت على مدار ثلاثة أيام، محاور متخصصة أبرزها "الممارسات المستدامة في الوجهات التراثية"، قدّم خلالها خبراء رؤى حول تحقيق التوازن بين نمو السياحة وحماية المواقع الأثرية وصون البيئة، إضافة إلى جلسة حوارية بعنوان "السياحة كجسر بين الأمم" ناقشت دور السياحة في تعزيز الحوار بين الثقافات وبناء السلام وتطوير الشراكات الدولية. وعرض البريزات خلال الجلسات خطط سلطة إقليم البترا في مجال السياحة المستدامة.

واختُتمت القمة مساء اليوم السبت بمراسم احتفالية أمام واجهة الخزنة الأثرية، شهدت توقيع اتفاقيات تعاون دولية بين مدينة البترا وتمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وتشيتشن إيتزا في المكسيك، بحضور ممثلين عن عجائب الدنيا السبع الجديدة إلى جانب الوفود الدبلوماسية وممثلي القطاع السياحي والمجتمعات المحلية.

وتنص الاتفاقيات على تبادل الزيارات الثقافية وتنظيم المؤتمرات وتطوير برامج مشتركة في مجالات السياحة والتعليم والرياضة والاستثمار، فضلاً عن التسويق والترويج المشترك للوجهات الثلاث. كما تنص على دعم المبادرات المجتمعية وتبادل الخبرات في الصناعات التقليدية والحرفية، وتنظيم فعاليات ومعارض مشتركة لتعزيز الحضور العالمي لهذه المدن في الأسواق السياحية.

وأكد البريزات خلال حفل التوقيع أن هذه الاتفاقيات تمثل تتويجاً لاحتفالات يوم السياحة العالمي في البترا، وتجسد رؤية السلطة في تعزيز التعاون الدولي والتسويق المباشر بين المواقع السياحية العالمية، مبيناً أن السلطة كانت قد وقّعت اتفاقيات مماثلة مع سور الصين العظيم، والكولوسيوم في إيطاليا، وقصر الحمراء وجنّة العريف في إسبانيا، وستعمل على استكمال توقيع اتفاقيات توأمة مع باقي عجائب الدنيا السبع الجديدة، بما يسهم في ترسيخ مكانة البترا على الخريطة السياحية العالمية.

وأضاف أن هذه المبادرات تفتح آفاقاً جديدة للتبادل الثقافي والفني، وتوفر فرصاً للتعاون في مجالات التدريب وتبادل الخبرات في إدارة المواقع التراثية، إلى جانب دعم جهود السياحة المستدامة وصون الهوية الحضارية لهذه المواقع للأجيال القادمة.

بترا