هاجمت القوات البحرية الإسرائيلية مساء الأربعاء، أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، الذي يحمل ناشطين ومساعدات إلى قطاع غزة، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها طلبت من الأسطول تغيير مساره لاقترابه من "منطقة قتال نشطة".

وأعلن أسطول الصمود العالمي أن مصير النشطاء وأفراد الطاقم لا يزال "مجهولا" بعد قيام قوات بحرية بمداهمة السفينة "سيريوس" وبعض القوارب الأخرى.

وقال الأسطول، إنه في "حوالي الساعة 20:30 بتوقيت غزة (17:30 بتوقيت غرينتش)، تم اعتراض عدة سفن من أسطول الصمود بشكل غير قانوني، والاعتداء عليها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في المياه الدولية، بما في ذلك ألما وسيريوس".

اعتراض غير قانوني

ناشطون على متن "أسطول الصمود" قالوا، إن السفن تتعرض لاعتراض غير قانوني، وتعطيل للكاميرات، بالإضافة إلى صعود عسكريين على متن السفن.

وأضاف الناشطون في بيان أن "السفن الحربية تحاصر وتتقدم لاعتراض الأسطول، بينما يواصل الأسطول تقدمه بثبات نحو غزة" مضيفين: "لم يتبق سوى 81 ميلا بحريًا على كسر الحصار" مشيرين إلى أنهم محاصرون بسفن حربية إسرائيلية، وتجري عملية اعتراض السفن الرئيسية، وفقا لبيانات عدة وتصريحات على إنستغرام.

وأعلنت كل من النائبة الفرنسية ماري ميسمير والنائبة الأوروبية الفرنسية-الفلسطينية ريما حسن اعتراض قواربهما، التي تُعد من بين القوارب الرئيسية للأسطول.

وقرابة الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش، أفادت ميسمير عبر "واتساب" لوكالة فرانس برس بأن "ما لا يقل عن 12 قاربًا تم رصدها كانت في طريقها للوصول إلى السفينة سيريوس لاعتراضها".

وأضافت: "الكلمات الأخيرة: فكروا وتحدثوا عن غزة". وأعلنت ريما حسن على إنستغرام أن البحرية الإسرائيلية بدأت باعتراض السفن الكبيرة.

فرنسا

وكان قد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أن "السلطات الإسرائيلية بصدد اعتراض" سفن "أسطول الصمود العالمي" المتجهة إلى غزة، والتي كانت مساء الأربعاء قبالة الساحل المصري.

وقال بارو عبر منصة "إكس" إن "فرنسا تدعو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان سلامة المشاركين، وأن تكفل لهم حق الحماية القنصلية، وتسمح بعودتهم إلى فرنسا في أقرب وقت".

إيطاليا

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن نظيره الإسرائيلي طمأنه بأن القوات الإسرائيلية لن تستخدم العنف ضد الناشطين على متن أسطول المساعدات المتجه إلى غزة.

وأوضح تاياني لقناة إيطالية قائلًا: "مسألة اعتلاء السفن مقررة، وناقشنا هذا الأمر مع الوزير ساعر؛ لضمان عدم استخدام القوات الإسرائيلية أي عنف، وقد طمأنني بهذا الشأن".

تغيير المسار

وكان سلاح البحرية الإسرائيلي قد وجه تعليمات إلى "أسطول الصمود العالمي" بتغيير مساره لاقترابه من "منطقة قتال نشطة" وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقالت الوزارة، إن سلاح البحرية "تواصل مع أسطول الصمود، وطلب منه تغيير مساره. وأبلغت إسرائيل الأسطول بأنه يقترب من منطقة قتال نشطة، وينتهك حصارًا بحريًا قانونيًا".

ويضم "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق في مطلع أيلول من إسبانيا نحو 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة. وينقل حليبا للأطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية، ويؤكد أنه في "مهمة سلمية وغير عنيفة".

وأرسلت كل من إيطاليا وإسبانيا سفنا عسكرية؛ لضمان حماية الأسطول، بعد هجمات بواسطة مسيّرات واستعمال قنابل حارقة استهدفته ليلة 23 و24 أيلول الفائت، وهو ما نددت به الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كما أعلن الأسطول في وقت سابق تعرضه لهجومين بمسيّرات عندما كان راسيًا في ميناء سيدي بوسعيد بالقرب من العاصمة تونس في 9 أيلول.

وطالبت الحكومة الإسبانية، الأربعاء، الأسطول بـ"عدم الدخول إلى المياه التي حددتها إسرائيل كمنطقة محظورة" (على بُعد 150 ميلاً بحريا من غزة)، وأكدت أن السفينة الإسبانية المرسلة لتقديم المساعدة "لن تتجاوز هذه الحدود".

أ ف ب + رويترز