أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، أن الرئيس طلب من رئيس الوزراء المستقيل سيباستيان لوكورنو إجراء محادثات نهائية بحلول مساء الأربعاء مع الأحزاب السياسية لتحقيق الاستقرار في البلاد.
كان لوكورنو قد قدم استقالته واستقالة حكومته الجديدة في وقت سابق اليوم بعد أن هدد حلفاؤه وخصومه على حد سواء بإسقاط الحكومة.
ولم يتضح بعد ما الذي تتضمنه مهمة لوكورنو. ويسمح الدستور الفرنسي لماكرون بإعادة تعيين لوكورنو رئيسا للوزراء إذا أراد.
وأمهل ماكرون رئيس الوزراء المستقيل 48 ساعة لإجراء المحادثات.
وقال قصر الإليزيه في بيان "كلف الرئيس السيد سيباستيان لوكورنو رئيس الوزراء المستقيل والمسؤول عن إدارة الشؤون اليومية، بإجراء مفاوضات نهائية حتى حلول مساء الأربعاء لتحديد برنامج للعمل ولتحقيق الاستقرار في البلاد".
وتعرّض لوكورنو، وهو وزير سابق للجيوش، لانتقادات المعارضين واليمين بعدما كشف مساء الأحد تشكيلة حكومته، وهي الثالثة في البلاد في غضون سنة.
وكان ماكرون كلّف لوكورنو في التاسع من أيلول، تأليف حكومة جديدة، عقب حجب الجمعية الوطنية الثقة عن حكومة فرنسوا بايرو على خلفية طرحه مشروع ميزانية تقشف لقي معارضة واسعة في البرلمان المنقسم بين التيارات السياسية الفرنسية، من دون أن يحظى أي طرف منها بغالبية صريحة.
وسبق للخلافات بشأن الحكومة أن أطاحت بايرو وكذلك سلفه ميشال بارنييه.
وبلغ الدين العام الفرنسي مستويات قياسية، بحسب ما أظهرت بيانات رسمية الأسبوع الماضي. وأصبحت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا ثالث أعلى معدل في أوروبا بعد اليونان وإيطاليا، وتناهز ضعف نسبة 60%، وهي الحد الأقصى المسموح بها بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي.
وشهدت التشكيلة الحكومية التي أعلنها الإليزيه الأحد، عودة برونو لومير كوزير للجيوش، بعدما تولى منصب وزير الاقتصاد بين العامين 2017 و2024.
وعين رولان لوسكور وزيرا للاقتصاد، وكان من المفترض أن تقع على عاتقه المهمة الشاقة المتمثلة في وضع مشروع الميزانية.
واحتفظ الكثير من وزراء الحكومة السابقة بحقائبهم مثل وزير الخارجية جان نويل بارو، ووزير الداخلية برونو روتايو الذي تعهد مكافحة الهجرة غير النظامية، ووزير العدل جيرالد دارمانان. كذلك بقيت رشيدة داتي التي ستحاكم العام المقبل بتهمة الفساد، في الحكومة في منصب وزيرة الثقافة.
وتعاني فرنسا من أزمة سياسية عميقة منذ جازف ماكرون بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة العام الماضي في مسعى لتعزيز سلطته.
إلا أن هذه الخطوة نتج عنها برلمان مشرذم بين ثلاث كتل نيابية متخاصمة.
رويترز + أ ف ب