يشارك الأردن دول العالم في 9 تشرين الأول من كل عام، احتفالات اليوم العالمي للبريد الذي يمثل الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي، والذي جاء هذا العام تحت شعار "البريد في خدمة الإنسان: خدمة محلية، ونطاق عالمي".
وأكدت رئيسة مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات لارا الخطيب، أن الاحتفال بهذا اليوم يمثل مناسبة سنوية تتجاوز الطابع الاحتفالي التقليدي، لتكون محطة عالمية لإعادة التأمل في جوهر قطاع البريد ودوره المتجدد في حياة الإنسان، ففي ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي تعيد رسم ملامح التواصل والخدمات في العالم، تبرز الحاجة إلى الفهم الدقيق لمدى قدرة المجتمعات والدول على مواكبة هذا التحول، ومدى استعدادها لتسخير أدوات العصر الرقمي لخدمة الإنسان.
وقالت إن شعار هذا العام "البريد في خدمة الإنسان: خدمة محلية، ونطاق عالمي" يأتي ليجسد فلسفة البريد الحديثة، لا بوصفه مجرد وسيط لنقل الرسائل والطرود، بل شبكة مجتمعية متجذرة وجسرا يربط بين الإنسان وأدوات العصر، ويمنح المجتمعات لا سيما في المناطق النائية، منفذا حيويا إلى الاقتصاد الرقمي والخدمات الحكومية والمالية، وبذلك يسلط الضوء على أحد التحديات التي تواجه العالم اليوم والمتمثل في القدرة على تعميم الأثر الإيجابي للتقنية، وضمان ألا يبقى أحد خارج دائرة الاستفادة من التحول الرقمي.
وأضافت إنه على المستوى الوطني، ظلت الخدمات البريدية في صميم أولويات الدولة الأردنية منذ نشأتها؛ إذ بادرت الحكومة مع تأسيس الإمارة إلى إنشاء أول دائرة للبرق والبريد عام 1921، واضعة بذلك الأساس لتنظيم هذا القطاع الحيوي وتطويره بما يواكب تطلعات المجتمع الأردني، ومنذ ذلك الوقت واصل البريد الأردني مسيرته في التحديث والتطوير، حتى غدا اليوم نموذجا في القدرة على التكيف والابتكار.
وتابعت "يبرز الدور التنظيمي الذي تنهض به هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، بوصفها الجهة المعنية بضمان توفير بيئة داعمة لتطور قطاع البريد ونموه؛ إذ تحرص الهيئة على تهيئة المناخ الملائم للاستثمار والابتكار في الخدمات البريدية، وتشجيع المبادرات التي تدعم الشمول الرقمي وتوسع نطاق الاستفادة من الخدمات البريدية الحديثة ورفع جودتها".
وأشارت الخطيب، إلى أن الهيئة أطلقت مبادرة رائدة إقليميا تهدف إلى تحفيز الشباب الجامعي على الابتكار في تقديم خدمات بريدية متطورة وتعزيز وعيهم بدور أهمية قطاع البريد، وفتح آفاق جديدة أمامهم في مجالات الريادة والابتكار، وذلك من خلال برامج تدريبية تفاعلية وزيارات ميدانية ولقاءات مع خبراء الصناعة البريدية، بالإضافة إلى تعزيز الريادة والابتكار لخدمات البريد (التوصيل) المقدمة، وخلق فرص عمل ناشئة في القطاع البريدي وبخاصة في ظل النمو المتسارع لقطاع التجارة الإلكترونية، وكذلك تعزيز الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة في نماذج الأعمال المبتكرة في قطاع البريد من أجل تمكين الطلبة من استكشاف الفرص المهنية والريادية في القطاع البريدي وتحفيزهم على إطلاق مشاريع خضراء مستدامة في القطاع البريدي، وذلك من خلال تنفيذ برامج عدة في الجامعات الأردنية وهي: برنامج "اسأل الخبير البريدي"، وبرنامج مشروعي الريادي، وبرنامج اليوم الوظيفي.
المملكة