- السفير الحراحشة: لا تنمية مستدامة بدون إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967
- الأردن يجدد دعمه الكامل لولاية الأونكتاد ويؤكد أهمية التعاون الدولي لنقل التكنولوجيا والتجارة العادلة
أكّد المندوب الدائم للأردن لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير أكرم الحراحشة، خلال الاجتماع الوزاري السادس عشر لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية المنعقد في جنيف، أن الأردن يرى في شعار المؤتمر "تشكيل المستقبل: دفع التحول الاقتصادي نحو تنمية عادلة وشاملة ومستدامة" تجسيداً لنهجه الوطني في بناء اقتصاد مرن يضمن النمو المستدام والعدالة الاجتماعية، رغم التحديات الإقليمية الراهنة.
وأشار الحراحشة إلى أن المؤتمر ينعقد في مرحلة حاسمة تتطلب استجابات سياسية واقتصادية شاملة تراعي القدرات الوطنية وتُسهم في تحقيق التعافي العادل والمستدام، داعياً إلى "تفكير خارج الصندوق" والمضي قدماً في "الشراكات الذكية" لتنشيط العولمة من أجل التنمية.
وأوضح أن الأردن يلتزم بهذه المنهجية من خلال رؤية التحديث الاقتصادي 2023-2033 التي تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام بنسبة 5.6% سنوياً وخلق أكثر من مليون فرصة عمل وزيادة الدخل الفردي بنسبة 3% سنوياً.
وأضاف الحراحشة أن الاقتصاد الأردني سجل نمواً بنسبة 2.7% في الربع الأول من العام 2025 ارتفع إلى 2.8% في الربع الثاني، مع بقاء التضخم عند مستوى منخفض يقارب 2%، ما يعزز الاستقرار المالي وفقاً لتقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأكد المندوب الدائم للأردن أن الرؤية الاقتصادية ترتكز على النمو القائم على التصدير والابتكار وتحسين جودة الحياة للمواطنين، عبر ثمانية محركات نمو تشمل الصناعات ذات القيمة العالية والخدمات المستقبلية والموارد المستدامة، مشيراً إلى أن الأردن جذب استثمارات أجنبية مباشرة بلغت 1.6 مليار دولار عام 2024 مع توقعات بزيادتها في 2025.
وفي إطار العدالة الاجتماعية، قال إن الأردن يعمل على دمج الشباب والنساء في سوق العمل ومضاعفة مشاركة المرأة في القوى العاملة، وتقليل بطالة الشباب من خلال التدريب المهني والتعليم الرقمي، إلى جانب توسيع الوصول إلى التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية، ما انعكس بانخفاض معدلات البطالة.
وأوضح الحراحشة أن الإصلاحات الأردنية تتماشى مع اتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة، وتدعم الانتقال نحو اقتصاد أخضر يوفر وظائف خضراء ويحد من الانبعاثات، مع التركيز على الرقمنة ومحو الأمية الرقمية وتوسيع نطاق خدمات الحكومة الإلكترونية.
ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي لسد الفجوة الرقمية، مطالباً الأونكتاد والدول الأعضاء بدعم مبادرات بناء القدرات ونقل التكنولوجيا لتمكين الجميع من الوصول العادل إلى المنصات الرقمية.
وأكد الحراحشة أن الأردن يدافع بقوة عن نظام تجاري متعدّد الأطراف قائم على القواعد العادلة، مشيراً إلى أن الدول النامية ما تزال تواجه عقبات أمام الانخراط في سلاسل القيمة العالمية، داعياً إلى تعزيز تدابير تيسير التجارة لتحسين القدرة التنافسية.
وحول التحديات البيئية، أشار إلى أن الأردن يتعامل مع ندرة المياه والتصحر والتدهور البيئي من خلال استراتيجيات وطنية طموحة تشمل الطاقة المتجددة وإدارة الموارد المائية، مبيناً أن الطاقة المتجددة تشكّل حالياً 26% من إنتاج الكهرباء، وأن مشروع نقل مياه البحر من العقبة إلى عمّان يمثل استثماراً استراتيجياً لمواجهة شح الموارد.
ودعا إلى تعبئة تمويل مناخي كافٍ وقابل للتنبؤ لتلبية احتياجات الدول النامية، وتسريع نقل التكنولوجيا وبناء القدرات لمواجهة آثار التغير المناخي.
أكد الحراحشة أنه لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الاحتلال وقيوده يشكّلان عائقاً أمام التنمية في فلسطين. وجدد الدعوة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.
وأكد أيضا التزام الأردن الكامل بدعم ولاية الأونكتاد كمركز تنسيق أممي للتجارة والتنمية، قائلاً إن "التحول الاقتصادي العالمي يجب أن يُبنى على التعاون والتضامن"، داعياً إلى تعزيز التجارة العادلة ونقل التكنولوجيا ودعم الدول النامية في بناء قدراتها المستدامة.
وأضاف: "الأردن، وكما هو دوما، على استعداد دائم للمشاركة في هذه الجهود، مستفيداً من موقعه الاستراتيجي ومهارات شعبه المؤهل"، مؤكداً أن العمل المشترك هو الطريق لتشكيل مستقبل أفضل للجميع.
المملكة