قال مدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، مهند مبيضين، إن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بـ توجيهات ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بشأن كتابة السردية الأردنية، والتي تأتي ضمن جهود الدولة لتوثيق الرواية الوطنية وصياغة تاريخ الدولة بشكل علمي.

وأوضح مبيضين خلال حديثه لـ برنامج "صوت المملكة"، أن الرواية علم ملتصق بعلم التاريخ وله أصوله وقواعده، مشيرًا إلى أن علماء التاريخ يرون أن هذا العلم نما في ظل المظلة الكبرى علم الجرح والتعديل، وبالتالي أصبح هناك السند والمتن في التاريخ المكتوب.

وأضاف أن مصطلح السردية أقرب للطابع الثقافي، مرتبط بآليات وبنيات الأجناس الثقافية والقصص، ولذلك لا يفضّل المؤرخون استخدامه، ويميلون إلى مصطلح الرواية، إلا أن الدولة اهتمت بالسردية بناءً على توجيهات ولي العهد لتكون جزءًا من المشهد التاريخي والثقافي الوطني.

وتناول مبيضين تاريخ الدولة الأردنية، مؤكدًا أن أعظم ما أنجز الأردنيون في روايتهم الكبرى خلال القرن العشرين هو بناء الدولة منذ أيلول 1920، عندما أعلن الأردنيون رغبتهم في دولة ذات طابع عربي، ثم جاء الأمير عبدالله إلى معان بطلب من العرب، وشكّل وأدار هذا المكان الجغرافي بأبسط الإمكانيات وبأندر الموارد، ليبني دولة استطاعت عبور العواصف والأعاصير في ظل القيادة الهاشمية.

وأشار إلى أن هذا التاريخ موثق بشكل واسع عبر الجامعات والمؤرخين واللجان والمؤسسات، وأن المدرسة التاريخية الأردنية تميّزت بعدم الانجرار وراء الاستقطاب الأيديولوجي الذي شهدته دول عربية أخرى، مثمنًا الجهود الهاشمية في مشاريع التوثيق مثل وثائق الهاشميين، ولجنة تاريخ الأردن، ومركز التوثيق الملكي، بالإضافة إلى مساهمات المؤرخين الأردنيين في الحفاظ على الموضوعية والرصانة في السرد التاريخي.

المملكة