استعدادات مواطنين لشهر رمضان الذي بدأ الاثنين، بدت واضحة في يوم تحري الهلال؛ إذ ازدحمت الشوارع بالسيارات، وامتلأت الأسواق بمشتري المواد التموينية رغم "الظروف الاقتصادية الصعبة"، في وقت عزا فيه البعض سبب الإقبال إلى تسليم الرواتب، ودعم الخبز قبل حلول الشهر.

متسوقون قالوا لـ "المملكة" إنهم وجدوا ما يحتاجون من سلع غذائية أساسية بوفرة، وبأسعار "مناسبة" لا تختلف عن أسعار العام الماضي، لافتين إلى أن مشترياتهم تنوعت بين اللحوم والأسماك والدواجن، والسكر والأرز والعصائر والتمور.

واختار مواطنون أسواقا توفر غالبية السلع الغذائية بسعر أرخص، إذ تقول ربة المنزل عبير الحجوج "أفضل التسوق في منطقة وادي الرمم في عمّان بدلاً من منطقة سكني في طبربور؛ لأنني أتمكن من الحصول على مواد تموينية بسعر أوفر".

"أشتري المواد الغذائية الأساسية، ومواد التنظيف التي تكفي لمدة شهر تحسباً للازدحامات المرورية، وضيق الوقت خلال شهر رمضان، لكن أسعار المواد التموينية قريبة من أسعار العام الماضي"، تضيف الحجوج.

حركة تجارية "نشطة"

يصف أصحاب محال في منطقتي وسط البلد ووادي الرمم الحركة التجارية استعدادا لرمضان بـ"النشطة"، حيث يرى خلدون البواعنة، وهو أحد تجار المواد الغذائية في منطقة وسط البلد، أن "صرف دعم الخبز وتسلم الرواتب قبل شهر رمضان وراء انتعاش حركة الأسواق".

ويضيف "ينصب تركيز المتسوقين خلال الأيام التي تسبق حلول شهر رمضان على شراء مواد غذائية أساسية تشمل السكر والأرز والعصائر والتمور والعدس والحليب وغيرها".

يتفق المتسوق صهيب الضامن مع البواعنة بأن "صرف دعم الخبز وتسلم الرواتب قبل شهر رمضان ساعداني على التسوق قبل حلول الشهر".

يتجول الضامن مع عائلته في أحد المحال التجارية الكبرى في منطقة الشميساني في عمّان، وتقول زوجته "يبحث المواطن الأردني عن عروض ترويجية لشراء احتياجاته بأقل الأسعار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".

ممثل قطاع المواد الغذائية في غرفة تجارة الأردن رائد حمادة قال في تصريح صحفي سابق إن "أسعار المواد الغذائية خلال رمضان ستكون عند مستوياتها في الموسم الماضي، إضافة لتوفرها بكميات تلبي احتياجات السكان".

رئيس غرفة تجارة عمّان ونقيب تجار المواد الغذائية خليل الحاج توفيق قال أيضا، إن "الحركة التجارية على الأسواق المحلية اشتدت قبل أسبوعين بالتزامن مع استلام المواطنين لدعم الخبز والرواتب، وإن أفضل يومين شهدتهما الأسواق السبت والأحد".

وأضاف الحاج توفيق لـ "المملكة" أن "مبيعات التجار ارتفعت بنسبة 60% مقارنة بالأيام السابقة؛ بسبب بيع تجار لبضائعهم بسعر أقل من التكلفة بهدف توفير سيولة، كما أن تكلفة السلة الغذائية الرمضانية على المواطن انخفضت بنسبة 15% مقارنة بالموسم الماضي"، من دون أن يذكر قيمة مبيعات التجار، أو كلفة السلة الغذائية.

لكن لؤي الحياري الذي يمتلك محلا تجاريا صغيرا في منطقة وادي الرمم يرى أن الطلب على شراء المواد الغذائية من محله "شبه اعتيادي؛ لأن المتسوقين يفضلون التوجه للمحلات التجارية الكبرى لقدرتها على المنافسة، وتقديم سلع منخفضة السعر لأنها تحصل على خصومات بسبب شرائها كميات كبيرة من السلع".

ويضم قطاع المواد الغذائية 50 ألف منشأة، ويشكل ما نسبته 30% من حجم القطاع التجاري، وفق معلومات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية بترا.

"يستورد الأردن غذاء قيمته 4.2 مليارات دولار سنويا، يتضمن مواد أولية للصناعة والآخر جاهز للاستهلاك"، تضيف الوكالة.

وزير الصناعة والتجارة محمد الحموري قال خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد في أبريل الماضي، إن السلع الأساسية متوافرة لمدة كافية، إذ يتوفر "السكر لمدة 4 شهور، والأرز لمدة شهرين، والحمص لمدة 9 أشهر، والعدس لمدة 11 شهراً، والذرة لمدة 23 شهراً".

كما لفت إلى "انخفاض أسعار سلع في رمضان مثل لحم العجل المستورد والليمون، في حين استقر سعر 54 سلعة أخرى مثل الحبوب والرز والبقوليات".

الحموري قال، إن انخفاض بعض السلع يعود لتخفيض ضريبة المبيعات عليها، في حين قال رئيس الوزراء عمر الرزاز، إن "ما نلمسه من تخفيض أسعار مواد عدة سيلمسه المواطن في الشهر الفضيل".

"رقابة على الأسواق"

"بعض التجار يرفعون أسعار مواد تموينية مستغلين ضعف الرقابة من الجهات المختصة خاصة في حال لم تكن أسعار هذه المواد معروفة لعدد من المواطنين"، يقول الضامن.

وزير الصناعة والتجارة والتموين طارق الحموري قال في اجتماع عقد لبحث الاستعدادات لشهر رمضان في أبريل، إن "الحكومة أعدت خطة ضمن 3 محاور لشهر رمضان، لافتاً إلى تكثيف الرقابة على المخابز والمطاعم، والمتاجر الكبرى (المولات) خلال الشهر".

وأضاف الوزير أن "المحور الأول تمثل بعقد اجتماعات ورصد المخزون الاستراتيجي قبل بدء الشهر، والمحور الثاني لمراقبة الأسواق، وأما المحور الثالث فهو للتوعية والمخالفات".

الناطق باسم الوزارة ينال البرماوي أوضح أن "خطة مراقبة الأسواق خلال رمضان تهتم بمراقبة التقيد بالتعليمات الناظمة للعروض الخاصة، والتنزيلات والترويج، ومراقبة التزام المطاعم الشعبية بقائمة الأسعار المصدقة من دائرة ضريبة الدخل والمبيعات ... وتحديد سقف سعري لسلع أساسية".

الخبز والقطائف

نقيب أصحاب المخابز عبد الإله الحموي قال، إنه "تم التوافق مع أصحاب المخابز على تثبيت أسعار القطائف بحيث يكون سعر كيلو (القطائف العادي) دينارا و 10 قروش، والقطائف الصغيرة (العصافيري) دينارا و 40 قرشاً".

وقال الحموي، إن "تثبيت الأسعار جاء من أجل التخفيف على المواطنين".

وفي وقت يقبل فيه الناس على شراء القطائف لصناعة الحلويات "الشهيرة" في رمضان، ينخفض الإقبال على شراء الخبز بنسبة 25% مقارنة في الأيام العادية، كما يقول الحموي من دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل.

 ويوضح الحموي أن "المخابز تستهلك في الأيام الاعتيادية نحو 2000 طن طحين ...".

"الإقبال على شراء الخبز يزداد قبل السحور، في حين تفضل الغالبية شراء الخبز المعروف باسم (خبز رمضان)"، يضيف الحموي.

"منافسة غير مسبوقة وشرسة يشهدها السوق المحلي؛ إذ يحاول تجار ومستوردون مواجهة الركود في شهر رمضان، وبيع سلعهم للحصول على سيولة، ومنعاً من تكدسها"، كما يقول الحاج توفيق.

المملكة