أعلنت شركة الطيران الهولندية "كي ال ام" الجمعة أن طائراتها لن تحلق بعد الآن فوق مضيق هرمز الواقع في المنطقة التي أسقطت فيها إيران طائرة مسيرة عسكرية أميركية.

وقالت الشركة في بيان إن السلامة هي "الأولوية المطلقة" للشركة.

وأضافت "نتابع عن كثب جميع التطورات التي قد تكون مرتبطة بسلامة المجال الجوي 24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع وننظم العملية بطريقة تضمن سلامة الرحلات".

وتابع البيان "الحادث مع الطائرة المسيرة هو سبب لعدم التحليق فوق مضيق هرمز حاليا. هذا إجراء وقائي".

وتسبب إسقاط الطائرة المسيرة -- التي تقول واشنطن إنها كانت فوق المياه الدولية فيما تقول إيران إنها اخترقت مجالها الجوي -- في تصاعد التوتر بين الجانبين بعد سلسلة من الهجمات على ناقلات وجهت فيها الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى طهران.

بريطانيا 

أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية الجمعة أنها ستلتزم بتوجيهات إدارة الطيران الاتحادية الأميركية وستتفادى أجزاء من المجال الجوي الإيراني على أن تواصل رحلاتها العمل عن طريق مسارات بديلة.

جاء الأمر الطارئ الذي أصدرته الإدارة الخميس بعدما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيرة من على ارتفاع شاهق بصاروخ سطح/جو مما أثار مخاوف من تهديد سلامة شركات الطيران التجارية.

وقالت متحدثة باسم شركة آي.إيه.جيه المالكة للخطوط الجوية البريطانية "فريقنا للأمن والسلامة على تواصل مستمر مع السلطات في أنحاء العالم في إطار تقييم شامل للمخاطر بشأن جميع المسارات التي نعمل بها".

الولايات المتحدة

ومنعت الولايات المتحدة، الخميس، "حتى إشعار آخر" شركات الطيران المدني الأميركية من التحليق في أجواء الخليج وخليج عُمان الخاضعة لسيطرة إيران، وذلك بعيد إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة استطلاع أميركية مسيّرة.

وقالت سلطة الطيران المدني الأميركية في بيان إنّ هذه القيود مردّها إلى "ازدياد الأنشطة العسكرية وتزايد التوترات السياسية في المنطقة، مما يشكّل خطراً غير مقصود على عمليات الطيران المدني الأميركي واحتمال حصول سوء تقدير أو سوء تعريف".

وأضاف البيان أنّ "الخطر الذي يتهدّد الطيران المدني الأميركي تجلّى في صاروخ أرض-جو الذي أطلقته إيران على طائرة أميركية بدون طيار" الخميس فوق مضيق هرمز، في حادث قرّب البلدين من نزاع مفتوح في واحد من أنشط خطوط شحن النفط في العالم. 

وأتى قرار الحظر بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ إيران ارتكبت "خطأ جسيماً" بإسقاطها الطائرة الأميركية المسيّرة في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز، في حين أكّدت طهران أنّ الطائرة انتهكت مجالها الجوي. 

وطوال نهار الخميس دارت بين واشنطن وطهران حرب بيانات وإحداثيات حاول من خلالها كلا الطرفين إثبات مزاعمه.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر إنّ طائرة الاستطلاع التابعة لسلاح البحرية الأميركية "انتهكت المجال الجوي الإيراني" ناشراً إحداثيات الموقع الذي أسقطت فيه.

وكتب ظريف أنّ الطائرة "أصيبت عند خط العرض 25 درجة و59 دقيقة و43 ثانية شمالاً وخط الطول 57 درجة و02 دقيقة و25 ثانية شرقاً".

وأضاف "عثرنا على بقايا الطائرة العسكرية الأميركية في مياهنا الإقليمية في الموقع الذي أسقطت فيه".

ولكنّ الردّ الأميركي لم يتأخّر، إذ نشر البنتاغون الخميس خريطة المسار الذي سلكته الطائرة قبيل إٍسقاطها. وبحسب هذه الخريطة فإنّ الطائرة حلّقت فوق المياه الدولية والعمانية ولكنها لم تحلّق بتاتاً فوق المياه الإيرانية.

وتظهر الخريطة أيضاً صورة لطائرة تحترق عند خط العرض 25 درجة و57 دقيقة و42 ثانية شمالاً وخط الطول 56 درجة و58 دقيقة و22 ثانية شرقاً.

وبمقارنة البيانات الأميركية بتلك الإيرانية يتبيّن وجود فارق مكاني وزماني، إذ إنّ الطائرة أصيبت بحسب ظريف قبل 4 دقائق من الساعة التي أعلنتها واشنطن وفي مكان مختلف.

الإمارات العربية المتحدة

قالت متحدثة باسم شركة طيران الإمارات إن الشركة التي يوجد مقرها في دبي تحول مسار رحلاتها بعيدا عن مناطق الصراع المحتملة بمنطقة الخليج وسط توتر متزايد بين إيران والولايات المتحدة بالمنطقة.

وأضافت "أثر تحويل المسارات على توقيتات وصول وإقلاع بعض الرحلات بدرجة محدودة" لكنها لم تذكر دولا أو مناطق بعينها تتفاداها طائرات الشركة.

ومضت قائلة "نتابع التطورات الجارية بعناية وسندخل المزيد من التعديلات على العمليات إذا دعت الحاجة".

أ ف ب