نفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر عُقد السبت، في القاهرة اتهامات بالفساد، وجهها مقاول مصري إليه والى الجيش، مؤكدا أنه "شريف وأمين ومخلص".
وقال السيسي في مؤتمر للشباب، تم تخصيصه لمناقشة موضوع تأثير نشر الأكاذيب والشائعات الإلكترونية على الدولة وبثته قنوات التلفزيون المحلية مباشرة، إن الاتهامات التي وجهها إليه المقاول المصري محمد علي "كذب وافتراء"، بدون أن يشير صراحة للمقاول.
وأضاف نافيا ما أُثير من اتهامات ضده وضد الجيش "ابنكم (السيسي) إن شاء الله شريف وأمين ومخلص".
وعلى مدى الأسبوعيين الماضيين، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي سلسلة من الفيديوهات التي يتهم فيها محمد علي الرئيس والجيش المصريين بتبديد المال العام في مشروعات لا طائل منها وفي تشييد قصور رئاسية.
وزعم علي (45 عاما)، وهو مقاول وممثل غير معروف يعيش حاليا في إسبانيا، أن الجيش المصري مدين له بملايين الجنيهات مقابل مشروعات نفذتها شركة "أملاك للمقاولات" التي كان يملكها.
ورغم أن علي لم يقدم أي دليل على مزاعمه حول تبديد السلطات المصرية لملايين الجنيهات من المال العام، إلا أن مقاطعه شُوهدت ملايين المرات ولاقت تفاعلات كثيرة من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في مصر.
وتحدث علي في مقاطع فيديو تراوح مدة الواحد منها بين 20 و30 دقيقة عن مشروعات اعتبر أن لا لزوم لها بينها استراحات وقصور رئاسية في مناطق في القاهرة والاسكندرية.
وخاطب علي السيسي في أحد المقاطع قائلا "إن المصريين فقراء للغاية وإنه ينبغي ربط الحزام ولكنك ترمي على الأرض مليارات ورجالك يهدرون الملايين".
وكان السيسي قال في كانون الثاني/يناير 2017 "نحن (المصريين) فقراء جدا"، في سياق حديث عن محدودية إمكانات الدولة المصرية.
وأكد السيسي السبت أنه قرر الرد على الاتهامات رغم أن "جميع أجهزة الدولة طلبوا منه عدم الرد ... وكادوا يقبّلون يدي حتى لا أتكلم".
وقال الرئيس المصري إن هذه الاتهامات "الهدف منها تحطيم إرادتكم (إرادة المصريين) وفقدانكم الأمل والثقة".
وعن بناء القصور الرئاسية، قال السيسي بالعامية المصرية "نعم أنا عامل (شيدت) قصور رئاسية وهعمل (سأشيد) ... أنا ابني دولة جديدة ليست باسمي وانما باسم مصر".
وعلّق مازحا "هو مفيش في مصر إلا قصور محمد علي؟!" متعمدا على ما يبدو الخلط بين اسم المقاول الذي يوجه اليه اتهامات الفساد ومحمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة ما بين عامي 1805 و1848 والذي ظلت أسرته تعتلي عرش مصر الى أن أطاح الجيش الملكية في العام 1952.
وشدّد السيسي على أنه حتى إذا كان بين ما قيل في الفيديوهات "معلومات بعضها صحيح"، فهذا لا يعني "هدم كيان" الجيش بأكمله.
وقال "إنه جيش وطني شريف وصلابته نابعة من شرفه".
من ناحيته، كان علي وعد بأنه سيواصل نشر مزيد من مقاطع الفيديو حتى ترد عليه السلطات بشكل رسمي.
أ ف ب