يعاني سكان مدينة المجد، التي أنشأتها الحكومة شرقي محافظة الزرقاء لتوفير شقق لذوي الدخل المحدود، من انعدام خدمات أساسية، كالمدارس والمراكز الصحية ووسائل النقل.

ويقطن في هذه المدينة مئات الأسر، التي تعيش في وحدات سكنية تتراوح مساحاتها بين 70-120 مترا، وجد فيها مواطنون ملاذا آمنا من ارتفاع أسعار الإيجارات في مناطق أخرى من المحافظة، ليكتشفوا بعد ذلك رداءة البناء.

المدينة هي إحدى المشاريع التي تتبع للمؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري، وجدت بأسعار تفضيلية خدمة لمحدودي الدخل، وبما لا يزيد عن 20 ألف دينار للشقة.

وناشد سكان المدينة مرات عدة، كما قالوا لـ "المملكة"، المسؤولين، عبر زيارات وكتابة عرائض، للمطالبة "بأهم الخدمات التي تحتاجها أي منطقة". 

سامي الحمايدة وهو أحد القاطنين قال: "نحن نعاني بشكل كبير؛ فأنا أقطن هنا بسبب دخلي المتدني، فهذه المنطقة مناسبة لي بالنسبة لأسعار الشقق، لكن لا يوجد فيها أدنى مقومات الخدمة التي يحتاجها المواطن، وأنا أطالب ببناء جسر على الشارع الرئيسي الذي يربط الزرقاء بالمفرق، ليتسنى لطلبة المدارس قطع الشارع إلى الجهة الأخرى، والذهاب للمدارس بجبل طارق دون الخوف عليهم".

محفوظ الخوالدة، وهو متقاعد، أكد "حاجة المنطقة لمركز صحي يخدم مئات المواطنين، إضافة إلى حاجتهم لمسجد يؤدون فيه صلاة الجمعة"، مشيرا إلى "خوفه الدائم من ذهاب أبنائه إلى المدرسة عبر الشارع الرئيسي" الذي وصفه بـ "الحيوي والمليء بالمركبات".

فؤاد العريفي، وهو أحد السكان قال إن المنطقة "تفتقد لجميع الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن"، وأضاف "أنا أقطن هنا منذ 3 سنوات لا يوجد إنارة في الشوارع، ولا حاويات تكفي لرمي النفايات. العديد من أصحاب المحلات وأصحاب القلابات اتخذوا منها مكانا للتخلص من النفايات والأنقاض".

وتساءل "هل ستبقى قرابة 700 أسرة بلا مدارس ووسائل للنقل ومركز صحي شامل؟".

رئيس مجلس محافظة الزرقاء، أحمد العليمات، قال إن "المنطقة جديدة المنشأ، ولا يستطيع أحد التنصل من المسؤولية تجاهها في تقديم خدمات أساسية يحتاجها المواطنون، وحالها كحال جميع مناطق المحافظة، يجب أن تقدم لها الخدمة اللازمة".

وأوضح العليمات لـ "المملكة"، أن "الخدمات تقدم وفق شروط وأنظمة معمول بها، حيث يتم دراسة الحالة بناء على الكثافة السكانية والخدمات القريبة من المنطقة"، مضيفا أن مجلس المحافظة "سيعمل على دراسة طلباتهم بالشراكة مع المجلس التنفيذي ليتسنى لهم تقديم خدمات يحتاجها الأهالي".

محافظ الزرقاء، محمد السميران، قال إن المنطقة "قريبة من مدينة الشرق التي تتوافر فيها جميع الخدمات". وأضاف أنه "لم يصله أي طلب من قبل المواطنين يتعلق بنقص الخدمات في ضاحيتهم"، مشيرا إلى أنه "سيعمل على دراسة واقع الحال لديهم، والسعي لإيجاد خدمات وفق أنظمة وتعليمات معمول بها، وحاجة المنطقة لها، والإمكانيات المتوفرة".

وذكر السميران أن الزرقاء "تشهد توسعا في المناطق المفتوحة، ويعمل المجلس التنفيذي إلى جانب مجلس المحافظة على تقديم الخدمات الأساسية كافة فيها". 

في حين قال رئيس بلدية الزرقاء، عماد المومني، إن "ملف مدينتي المجد والشرق يجب أن يبحث بعقلية أخرى حتى لا تكون النتيجة كما نشاهد اليوم من نقص في الخدمات". 

وأضاف المومني لـ "المملكة": "لا يجوز ونحن نتوجة لمشروع الحكم المحلي والإداراة المحلية الحقيقة أن تدار هذه المناطق (المجد والشرق) من خلال شركة ... يجب أن تتشكل بلديات مستقلة (لهذه المناطق) أو تضم لبلدية الزرقاء حكما لأنه الامتداد الشرقي وعلى أرض معسكرات الجيش نشأت هذه التجمعات". 

وتابع: "كل تجمع سكاني يستحق أن ينضوي تحت إطار بلدي ... العمل البلدي يستوجب مشاركة الأهالي في صنع القرار والرقابة على البلدية ... بلدية الزرقاء تقدم خدمات نظافة و خدمات تصل إلى 40 واجبا أساسيا للمواطنين ... للبلدية دور مستقبلي في قطاع النقل وصيانة المدارس". 

المملكة