قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، الثلاثاء، إن الحكومة تتطلع للوصول إلى نسبة 20% من استهلاك الكهرباء من الطاقة المتجددة خلال العامين المقبلين، لتكون لاعبا رئيسيا يرسم المستقبل في هذا القطاع، لافتة إلى أن "الاردن يحتل المرتبة الثالثة عالميا في استقطاب الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة".

جاء ذلك خلال افتتاحها مشروع محطتي (المفرق 1 وامباير) لتوليد الكهرباء من طاقة الشمس، المملوكتين لشركة سعودية باستطاعة توليدية مقدارها 50 ميجا واط لكل منها، بكلفة تبلغ 180 مليون دولار.

وأكدت زواتي، خلال افتتاحها المشروع مندوبة عن رئيس الوزراء عمر الرزاز، أهمية هذه المشاريع التي أثمرت ببدء الأردن الاعتماد على الذات وتحقيق أمن التزود بالطاقة، عملاً بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، بالتوجه نحو طاقة محلية تحقق الاعتماد على الذات وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقالت: "اليوم نحن في المفرق لافتتاح محطتين للطاقة الشمسية وقبل أسبوع كنا في معان لافتتاح مشروع للرياح، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، نسعى جاهدين لتوليد طاقة محلية تسهم في تحقيق ما نصبو إليه في استراتيجيتنا من أجل الوصول إلى طاقة آمنة، مستدامة، موثوقة وبكلف مناسبة".

"اليوم بافتتاح محطتي الطاقة الشمسية أصبحنا أقرب للوصول إلى ما تحدينا به أنفسنا بالوصول إلى 20% من الطاقة المتجددة في عام 2020"، وفق زواتي.

زواتي قالت إن إنجاز مشروع محطتي (المفرق 1 وامباير) المملوك لشركة (آف.آر.في) السعودية في منطقة الملك الحسين بن طلال التنموية هو أيضا ثمرة جهد هذه المنطقة، التي عملت بجد على توفير البنية التحتية بأعلى المستويات، مما ساهم في جذب المستثمرين إليها، فأصبحت أحد أهم المحركات الاقتصادية في الأردن.

وأضافت "الوقت أصبح ملائما بعدم الاكتفاء بالتفكير بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح فقط كمصدر لتوليد الكهرباء، وإنما التفكير بشكل جدي نحو تعظيم استغلالها لإنتاج الطاقة الحرارية سواء للصناعات أو المباني".

ودعت زواتي القطاع الخاص للاستثمار في هذه المجالات التي من شأنها تخفيف الكلف بشكل كبير على مختلف القطاعات الصناعية والتجارية وتحقق لمطوري المشاريع العائد المناسب الذي يطمحون لتحقيقه، دون الاصطدام بالمحددات الفنية لإنتاج المزيد من  الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة ذات الطبيعة المتذبذبة و تصديرها إلى الشبكة والتي بات حتماً علينا أن ندعمها بالتكنولوجيات المساندة اللازمة لدعم استقراريتها، إضافة إلى العمل الجاد نحو ربط الشبكة الكهربائية في الأردن بشبكات الدول المجاورة.

"شراكاتنا جميعا (حكومة وقطاع خاص) في إنجاز مثل هذه المشاريع منحت الأردن الفرصة لتكون على قائمة الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، فالأردن يحتل اليوم المرتبة الثالثة عالمياً في استقطاب الاستثمار في هذا القطاع المهم"، وفق زواتي.

وأضافت أنها "تأمل أن لا تكون هذه المحطات فقط مصانع لتوليد الطاقة الكهربائية وإنما مصنعاً للخبرات وبناء القدرات لأبنائنا في المفرق الذين احتضنوا مشاريعكم في محافظتهم، وداعماً لتنمية وتطوير البيئة المحلية لتترك بصمةً إيجابية في المجتمعات المحلية".

مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة، قال إن التعاقد على إنشاء هذه المشاريع في نهاية عام 2015 وهو من المشاريع الملتزم بها والتي تحرص شركة الكهرباء الوطنية على إدماجها في النظام الكهربائي في الوقت الزمني المتفق عليه ودون أي تأخير.

وأضاف أن "شركة الكهرباء الوطنية استطاعت إدماج وتشغيل 20 مشروعا من الطاقة المتجددة لغاية الآن والعمل جار على استكمال 12 مشروعا من الطاقه الشمسية وطاقة الرياح ستدخل في التشغيل خلال العامين المقبلين ووفق البرنامج المزمني المحدد لها. وذلك ضمن سياسة الحكومة الراميه إلى تعزيز مساهمة الطاقة المحلية بما يحقق أمن التزود بالطاقة والذي يأتي منسجما مع الرؤى الملكية في دعم الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة".

وأكد الرواشدة سعي الكهرباء الوطني الدؤوب لإدخال آخر التكنولوجيات في إدارة وتشغيل النظام الكهربائي بالإضافة إلى تعزيز منظومة الربط مع دول الجوار ليساهم ذلك في إدارة مثلى لمصادر الطاقة المتجددة وتقليل الكلف التشغيلية وزيادة موثوقية واعتمادية الشبكة الكهربائية.

وقال مدير العمليات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة فوتواتيو رينيوابل فينتشرز تريستان هيغيرو، "إن افتتاح محطتي المفرق 1 وامباير يعد إنجازاً مهمها للشركة دون أدنى شك. وبالإضافة إلى أن ذلك يمثل نجاحاً لمشاريعنا في الأردن، فإنه يؤكد كذلك على أن المملكة تحرز تقدماً كبيراً في الانتقال إلى توليد الطاقة النظيفة والمتجددة. إن التزامنا واضح وقوي، وسنستمر في دعم الأردن من خلال استثمارات طويلة المدى ضمن مراحل انتقال البلاد إلى نموذج طاقة أكثر استدامة".

المدير العام التنفيذي، لتطوير الأعمال في عبداللطيف جميل، رعد السعدي، قال: "هناك ضرورة ملحة لإيجاد بدائل مستدامة لمنتجات الطاقة التقليدية في ظل ارتفاع الطلب على الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا بحوالي 7٪ سنوياً. وتفتخر عبداللطيف جميل لإطلاقها محطتي المفرق 1 وامباير، وتكاتفها مع فوتواتيو رينيوابل فينتشرز ووزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية للعمل على تطوير قطاع الطاقة الشمسية في الأردن".

وأكدت سفيرة إسبانيا لدى الأردن ارانثاثو بانيون دافالوس أهمية المشروع لمنطقة المفرق، التي تحتضن أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، مشيدة بالتعاون الطاقي بين الأردن وإسبانيا، ومؤكدة التزامها بتعزيز هذا التعاون وتعظيم أثره الاقتصادي والبيئي.
واطلعت الوزيرة زواتي والمشاركون في الحفل على عناصر المشروع. 

المملكة