وُضعت إسرائيل في حالة تأهب الجمعة، تخوفا من توعد إيران بالانتقام لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في هجوم أميركي في بغداد، وكانت إسرائيل تتهمه بالتخطيط لشن هجمات ضدها.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أيد الجمعة الضربة الأميركية التي قتلت قاسم سليماني وقطع زيارته الرسمية لليونان وعاد لإسرائيل بشكل عاجل بعد الضربة التي أثارت مخاوف من تصعيد آخر في الشرق الأوسط.

وقال عند مغادرته اليونان "مثلما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها يحق للولايات المتحدة الدفاع عن نفسها، قاسم سليماني مسؤول عن مقتل مواطنين أميركيين وغيرهم من الأبرياء وكان يخطط لهجمات جديدة".

وأشاد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصرف "بسرعة وبقوة وبحزم" عبر شن ضربة أدت إلى مقتل سليماني في العراق.

وتحدث نتنياهو خلال هذا الأسبوع مرتين مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمطالبته "بزيادة الضغط" على إيران التي يتهمها بالسعي للحصول على أسلحة نووية تهدد إسرائيل.

ومساء الجمعة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن منتجع التزلج في جبل الشيخ في الجولان المحتل سيفتح السبت كالمعتاد، بعدما أُغلق الجمعة تخوفا من هجوم لمجموعات موالية لإيران في سوريا ولبنان.

وكان صحافي من وكالة فرانس برس شاهد الجمعة تحركات الدبابات وجنود الاحتلال الإسرائيلي تسد الطريق وتنتشر على سفح جبل الشيخ في الجولان المحتل وحيث نصبت صواريخ القبة الحديدية المضادة للصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي لفرانس برس "لا توجد تعزيزات عسكرية في شمال البلاد ولم يتغير شيء على السكان المحليين".

وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بنيت، الجمعة، اجتماعا لتقييم الوضع في وزارة الدفاع في تل أبيب مع رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي ورئيس الموساد وغيرهم من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، وفقاً لبيان صدر عن مكتبه.

الانتقام

وتوعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "بانتقام قاس" لمقتل سليماني وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام.

وقال خامنئي "إن شاء الله لن يتوقف عمله وطريقه هنا ... انتقام قاس ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه ودماء الشهداء الآخرين".

من جهته، دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الجمعة إلى "القصاص العادل" من قتلة الجنرال سليماني "بضربة دقيقة من طائرة مسيرة" أميركية في بغداد.

و تربط إسرائيل سليماني بشكل خاص بالهجوم القاتل على مركز ثقافي يهودي "المركز التعاضدي الإسرائيلي" (اميا) في بوينوس آيرس أسفر عن سقوط 85 قتيلا و300 جريح في 1994.

واتهمته بالتخطيط لهجمات بطائرات بدون طيار من سوريا ونقل الصواريخ الدقيقة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، والتي يمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة لإسرائيل.

وأطلق حزب الله في الأول من أيلول/سبتمبر على قاعدة عسكرية إسرائيلية ثلاثة صواريخ مضادّة للدبّابات في ما عُد أخطر مواجهة مباشرة بين الخصمين منذ حربهما في عام 2006.

وقال يوسي منشارف من معهد القدس للاستراتيجية والأمن المتخصص في شؤون حزب الله "إن حزب الله مشغول للغاية بالاحتجاجات في لبنان. لكن يمكن لحزب الله العمل من الجانب السوري ضد إسرائيل، فلن يجرؤوا على جر لبنان إلى تصعيد عسكري مع إسرائيل".

وأضاف منشارف "وفي سوريا لا يوجد فقط حزب الله وفيلق القدس، بل هناك أيضا العديد من الميليشيات التي دربها سليماني".

ودانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "العربدة والجرائم الأميركية" بعد مقتل سليماني محملة الولايات المتحدة مسؤولية "الدماء التي تسيل في المنطقة العربية".

وتقدمت الحركة التي خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل منذ عام 2008 "بخالص التعزية والمواساة للقيادة الإيرانية والشعب الإيراني باستشهاد اللواء قاسم سليماني (...) الذي كان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات".

أ ف ب + المملكة