قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة السبت، إن "موقف جلالة الملك ثابت على جبهة دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية كوريث لرسالة تاريخية وشرعية، يبعث في نفوسنا على الصمود ومواجهة كل التسويات الهادفة لمصادرة الحق الفلسطيني".

وأضاف في كلمة له خلال انطلاق أعمال الاجتماع الطارئ الـ 30 للاتحاد البرلماني العربي في عمّان "نحن بأمس الحاجة لعنوان يوحد الصفوف ولا شيء أفضل من فلسطين للتوحيد".

وفي حديثه عن صفقة القرن قال الطراونة "نسفت صفقة القرن الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعة الدولية، وصادرت حقوق الفلسطينيين، فلا عاصمة في القدس ولا عودة للاجئين، ولا أرض متصلة الضمير والبناء، فهي صفقة خاسرة لمن كتبها وتبناها أو وجد فيها بعض الحق وبعض الكرامة".

وأكد الطراونة أنه "لن يكون هناك فرص لأي حل لا يقبله الفلسطينيون، ولا حل قابل للحياة دون إعلان قيام دولة فلسطين على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، مع التمسك بقرارات الشرعية الدولية الناصة على حق العودة والتعويض للاجئين، وتجميد مشاريع السرطان الاستيطاني، والتمسك بالمقدسات الإسلامية والمسيحية مرجعية عربية، وبوصاية هاشمية، لتظل فلسطين حاضنة الزمان والموقف، والشاهدة على الحق".

فلسطين

رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون قال إن صفقة القرن تلغي حق 6.5 مليون لاجىء فلسطيني بالعودة.

وثمن الزعنون الدور الأردني بقيادة جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن جلالة الملك هو الوصي على المقدسات في القدس والداعم لصمود ورباط المقدسيين.

"خطة ترامب لم تبق سوى 11%‎ من مساحة فلسطين التاريخية لنا ... لن نقبل ما جاء في صفقة القرن ولن نقبل بغير القدس عاصمة لفلسطين" وفق الزعنون

وأكد الزعنون رفض مشاريع التوطين والوطن البديل بأي شكل.

وقال الزعنون "نحن على ثقة بأنكم قادرون على تعزيز صمودنا لا سيما في المدينة المقدسة".

واستعرض الزعنون خريطة فلسطين التاريخية وما يعرض منها ضمن صفقة القرن.

 

خرائط استعرضها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون خلال الاجتماع. 8/2/2020. المملكة 

وطالب الزعنون العرب بمضاعفة دعمهم المادي والسياسي والبرلماني للشعب الفلسطيني تعزيزا لصموده على أرضه، وإفشالا " لصفقة القرن" الأميركية-الإسرائيلية.

"ما اقترحته صفقة القرن المرفوضة جملة وتفصيلا، لا يقتصر خطرها على فلسطين فحسب، بل يطال مصالح الأمة العربية جمعاء، لذلك بات من الواجب علينا جمعيا إعلان رفضنا المطلق لها، ومواجهة كل من يحاول التعاطي معها أو الترويج لها" بحسب الزعنون

وقال: إن الشعب الفلسطيني وقيادته تعرضوا، وسيتعرضون في الأيام المقبلة للمزيد من الهجمات الشرسة، والابتزاز والضغوط والحصار المالي كوسيلةٍ لفرضٍ ما ورد في هذه الصفقة المشؤومة.

ودعا الزعنون البرلمانات العربية للعمل مع حكوماتها لتنفيذ شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمم العربية لدعم شعبنا ومؤسساته الشرعية، وتوفير الدعم المادي الكافي لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم، تنفيذا لقرارات القمم العربية، وقرارات الاتحاد البرلماني العربي.

كما دعاهم لرفض ومحاصرة كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال قبل انسحابه الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام1967، وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة وعاصمتها مدينة القدس، وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194. التزاما بقرارات القمم العربية المتتالية، ومبادرة السلام العربية.

وطالب الزعنون بالتحرك مع الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، وحثها على رفض تلك " الصفقة" كمرجعية للسلام، ومساءلة إسرائيل وإدارة ترامب على انتهاكاتها الجسيمة لقرارات الشرعية الدولية.

وقال " إننا لن نقبل ما جاءت به صفقة القرن، لأنها شكلّت عدوانا على الحقوق الفلسطينية والعربية، ولن نقبل بغير القدس عاصمة لدولتنا المستقلة كاملة السيادة، ولن نقبل إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم، ونرفض مشاريع التوطين أو الوطن البديل، فالقدس التي يريدها ترامب عاصمة لإسرائيل ليست للفلسطينيين وحدهم، بل لنا جميعا، ونحن حراسها.

تونس

وثمن رئيس مجلس النواب التونسي، راشد الغنوشي الموقف الأردني مع الفلسطينيين، والوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

وقال، إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، وهي قضية أحرار العالم، مشيرا إلى أنه في ظل القضية الفلسطينية ما يزال العالم بعيدا عن العدل، وبعيدا عن الحرية.

وأوضح أن فلسطين ليست بضاعة للبيع، والقدس ليست تجارة حتى يكون هناك صفقة، موضحا أن صفقة القرن هي تمليك من ليس له الحق بما يستملك، مضيفا أن الصفقة فتحت بابا جديدا في الشرق الأوسط للتوتر، حيث أنه لن ينعم بالاستقرار في ظل هذا الطرح.

ودعا الغنوشي إلى إجراء مصالحة فلسطينية بين أبناء الشعب الفلسطيني، لأن فلسطين اليوم بحاجة لها، وهذا هو الرد الأقوى على صفقة القرن، مطالبا بتوظيف الإمكانيات كافة لمواجهة هذه الصفقة، وأن تعبر الشعوب العربية عن رفضها لهذه الصفقة.

سوريا

وقال رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ، إن الصفقة هي مجرد خطة غايتها تصفية القضية، كما أنها تفتح الباب أمام مشروع شرق أوسط جديد، ضحيته العرب.

"الصفقة وصفت استسلام للكيان الصهيوني، وتصفية للقضية الفلسطينية التي هي قضيتنا، ونحن أمام امتحان كبير عنوانه تحويل التحدي ومواجهة الازدراء الأميركي لقرارات الشرعية الدولية" وفق الصباغ

وأكد الصباغ أهمية إقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، لافتا إلى أن "تهديد إسرائيل بضم الجولان السوري المحتل وغور الأردن وغيرها لا يؤكد عدوانية هذا الكيان فحسب وإنما يشير إلى أن القضايا العربية واحدة ومتفاعلة وهذا يؤكد قومية المعركة بكل مضامينها، والطريق باختصار هو تعزيز المقاومة بجميع صيغها".

الصومال


من جانبه قال رئيس مجلس النواب الصومالي محمد الشيخ عبدالرحمن، إن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير في ظل مخططات إسرائيلية، وهي قضية تختلف عن كل القضايا العنصرية فهي اقتلاع شعب من أرضه واستبداله بآخر، في ظل وعد بلفور الذي جردت من خلاله بريطانيا الشعب الفلسطيني من أرضه، وشردت معظمه.


ودان عملية استهداف الشعب الفلسطيني، وضرورة دعم صمود الشعب وتصديه لكل المخططات، وضرورة وحدة الشعب الفلسطينية، مشيرا إلى أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف مسؤولية تاريخية تشرف بها الأردن نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، والأردن سيتصدى لكل المحاولات والمخططات ضد المقدسات.

الكويت

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، إن صفقة القرن ولدت ميتة وأي خطاب غير ذلك مرفوض، مشيرا إلى أن الصفقة مرفوضة من أصحاب القضية "الشعب الفلسطيني" ومن العرب حكومات وقادة وشعوبا، ودول إسلامية بما في ظل الموقف الأوروبي.


وأشار إلى أن صفقة القرن لن تبرم، وأن السلام الحقيقي هو إقامة دولة فلسطينية على كامل ترابها، وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا إلى أننا نعرض عليهم أضعاف ما تم عرضه من أموال مقابل مغادرة الإسرائيليين أرضنا الفلسطينية ومقدساتنا.


وأكد أننا كعرب مع أي جهد للسلام، لكن سلام حقيقي يصون عروبة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وحق العودة، كما رفع الغانم وثيقة الصفقة، قائلا "هذه الوثائق مكانها مزبلة التاريخ، وألقى بها على الأرض".

 

البحرين


وأشارت رئيسة مجلس النواب البحريني فوزية بنت عبدالله إلى أن المرحلة تستوجب توحيد الصفوف، وأن تكون قرارتنا منسجمة مع مبادئنا مؤكدة موقف البحرين الثابت والراسخ في مساندة الفلسطينيين وقضيتهم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وضرورة دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تطلعاتهم وحقوقهم في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.


ودعت بنت عبدالله إلى استخدام الأدوات والعلاقات مع برلمانات العالم لرفض أي مشروع لا يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

 

العراق


وقال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي: نلتقي في عمان صاحبة الوصاية على المقدسات في القدس، وصاحبة المواقف الداعمة للفلسطينيين، مؤكدا تضامن العراق مع الشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس.

وأكد رفض صفقة القرن التي تتعارض مع حق الشعب الفلسطيني في العودة والتعويض، وكذلك التطبيع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن قوة الموقف اليوم تستمد من قوة الموقف العربي، ومؤكدا الحاجة لاستعادة روح الكفاح العربي.

سلطنة عمان


وأشار رئيس مجلس النواب في سلطنة عُمان خالد المعوري، إلى أن المسجد الأقصى من أهم المقدسات الإسلامية لأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأول مراحل الدفاع عنه وحدة الأمة وتجاوز التشتت.


ووصف المعوري صفقة القرن المقترحة بـ "غير العادلة"، ولا تحقق حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة، ما هو إلا الموقف الثابت لسلطنة عمان والذي تؤكد عليه السلطنة.


وأكد ضرورة الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتصدي لصفقة القرن من خلال كل برلمان من البرلمانات العربية والمؤسسات المختلفة في كل دولة من الدول.

لبنان


وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن صفقة القرن عبارة عن مشروع حرب وليس مشروع سلام، ويأخذ المنطقة إلى المجهول والتشتت.


وأضاف، أن الصفقة تتحدث عن فلسطين جديدة لا تتجاوز مساحتها 4 كيلومتر مربع، ومهرها 50 مليار دولار أميركي، موضحا أن الصفقة تريد دولة فلسطينية بدون أظافر وهي عبارة عن دعوة صريحة للاقتتال الفلسطيني الفلسطيني.


ودعا بري "العرب إلى عدم الهرولة لطلب ود الجلاد، ففلسطين تحتاج السيوف معها لا عليها".

وقال إن التسوية تشترط إسقاط حق العودة، مع رفض توطين اللاجئين في اماكن وجودهم، وضرورة الوحدة والمقاومة، لأنه إذا سقطت فلسطين سقطت الأمة كلها.

ليبيا

وأشار رئيس البرلمان في الجمهورية الليبية عقيل الصالح إلى أن أي صفقة أو مبادرة لا ترتكز على المبادرة العربية لا يمكن القبول بها، مؤكدا على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وقال، إن فلسطين ليست للبيع وقضية شعبها هي أم القضايا، مهما حاول البعض العبث بخرائطها ومصطلحاتها، مؤكدا أن قضية شعب فلسطين زادها الاستبداد والظلم والقساوة صمودا في الدفاع عن قضيته.


وطالب الصالح بوحدة الفلسطينيين، لافتا إلى أن هناك أكثر من "شعب عربي تتعرض بلاده لاحتلال جديد وتدخل خارجي ومحاولة سرقة ثرواته، وغزو أراضيه، ووجود مرتزقة وإرهابيين".

الإمارات

قال رئيس المجلس الوطني الإماراتي صقر غباش: إن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه القضية الفلسطينية يقوم على ثلاثة ركائز، هي مركزية حل الدولتين، وقرارات مجلس الأمن الدولي، ومبادرة السلام العربية في ظل توافق فلسطيني وصولا لانتهاء الاحتلال، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.


وثمن غباش مبادرة عقد الاجتماع الطارئ، والاستجابة السريعة من ممثلي الشعوب العربية، ما يؤكد مكانة القضية الفلسطينية في وجدان كل عربي.

قطر


وأوضح رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود، أن الإجراءات الإسرائيلية إحادية الجانب هي إحدى صور التصعيد ضد الشعب الفلسطيني الذي يسعى للسلام وإقامة دولته المستقلة، مؤكدا موقف قطر المناصر للشعب الفلسطيني التي تعد قضيته قضية العرب والمسلمين.


ووصف آل محمود الصفقة بأنها أحادية الجانب ولم تأخذ بالاعتبار قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.

مصر


وقال رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال: إن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل العرب، مؤكدا دعم مصر للفلسطينيين للحصول على دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار عبد العال إلى انتشار النزاعات والحروب وضرورة مواجهتها ووضع حد لها، لافتا إلى أنه يراد من الصفقة تصفية القضية الفلسطينية في وقت دعا إلى لم الشمل وتوحيد الجهود.

وأضاف، نحن مع الشعب الفلسطيني قلبا وقالبا، ومصر لا تعارض أي مبادرات لتحسين أوضاع الفلسطينيين شريطة وجود حلول لإنهاء مأساتهم، مشيرا إلى أنه تم طردهم وهدم منازلهم وفرض حصار عليهم.

اليمن


وأشار رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني إلى أن الموقف اليمني ثابت تجاه الشعب الفلسطيني وقضيتهم التي هي قضية الأمتين العربية والإسلامية، لافتا إلى أن الصفقة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي هي "صفعة القرن" يراد بها سرقة فلسطين منا، وذهاب القدس إلى غير رجعة.


ودعا البركاني إلى عقد اجتماعات طارئة للدول العربية والإسلامية، والتوجه إلى العالم من أجل إيقاف ما أسماه "تهورات الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو".


جيبوتي

وأكد نائب رئيس اللجنة السياسية في مجلس النواب الجيبوتي، رئيس الوفد، محمد موسى اسى، حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في قيام دولته المستقلة على كل ترابه الوطني، ورفض بلاده لصفقة القرن لأنها تهضم حق الشعب الفلسطيني وتسقط حق العودة.

المغرب
من جهته قال نائب رئيس مجلس النواب المغربي محمد التويمي بن جلون: إن صفقة القرن هي لتصفية القضية الفلسطينية، وما يتبع ذلك من تغييرات سياسية لها انعكاسات نرفضها، مؤكدا أنه لا يمكن أن تتحقق الصفقة على أرض الواقع فهناك شعب فلسطيني لا يمكن محوه.


وشدد بن جلون على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني وأهمية التحام الامتين العربية والإسلامية، فهناك مخاطر جسيمة تتهدد القضية الفلسطينية، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على مكاسب القضية الفلسطينية، حيث من خلال ذلك نضمن استقرار الشرق الاوسط.

جزر القمر

بدوره دعا رئيس وفد البرلمان الاتحادي في جمهورية جزر القمر عيسى اممادي إلى دعم الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة قضية العرب والمسلمين، مؤكدا أننا لا نمل أن نقول للعالم إننا نريد السلام ونحترم ونريد الخير للجميع لكن ليس ذلك على حساب فلسطين والقدس.

وأضاف اممادي، أن القدس بالنسبة لنا إيمان وعقيدة قومية وعروبة ووطنية مكتوب في عروقنا ودمائنا، وهي العاصمة الأبدية الدائمة لدولة فلسطين وفيها ثالث المساجد المقدسة.

 

برلمانيون عرب خلال الاجتماع.8/2/2020.المملكة 

 

وتاليا كلمة رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى سابقيه من الأنبياء والمرسلين.

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة رؤساء البرلمانات والمجالس العربية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد؛

يطيب لي الترحيب بكم في بلدكم الثاني المملكة الأردنية الهاشمية، متمنيا لكم حسن الإقامة، فأنتم الأهل الذين نستند إليهم عند الملمات والشدائد، وأنتم ستظلون الدعم لكل نُصرة، وأنتم الفزعة عند كل كرب، وأنتم في مقدمة القضايا ممثلين لشعبنا العربي الممتد عزا من التاريخ، ووصل مهابة مع الحاضر.

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛

نجتمع اليوم وعلى طاولتنا قضية أصابت كرامة أمتنا، عبر أزيد من سبعة عقود، وفلسطين قضية استعصت العدالة أن تطال إنصافها، فكانت فلسطين وجعا يمتد، وكربا يشتد، فدخلت أزمة القضية في منعرجات خانقة، ليظل الشعب الفلسطيني رهين المحابس بين اختلال موازين العدالة، وصراع موازين القوى، وتراجع تأثير مؤسسات العمل الجماعي المشترك عربيا وأمميا.

وإذ نجتمع تحت عنوان قمتنا الطارئة لمناقشة تداعيات الخطة الأميركية المسماة بصفقة القرن، فإننا نضع على طاولة الحوار تشخيصًا لواقعنا العربي اليوم بعد سنوات الاضطراب والقلق في دول تعرفونها، فاتفق الجميع على التغيير لكنهم اختلفوا على هويته وحدوده، في إسقاط لوعي الشعوب ومساس بجوهر الاستقرار ومفهوم الأمن القومي.

وواقعنا اليوم أمام هذه الحالة يتطلب منا أن نعيد ترسيم حدود الأولويات وننطلق مع شعوبنا نحو الانتقال الحقيقي في الفعل كي نتمكن من صناعة مستقبل نورثه لأجيال، وليُكتب تاريخ محاولاتنا بإنصاف وعدل ووعي.

ولعلنا في هذا المقام أيضًا علينا إدراك المخاطر التي تواجه مجتمعاتنا، أمام تراجع التنمية كمفهوم شامل ومستدام، وتقدم أرقام الفقر والبطالة كأزمة وتحديات، وانقسام مجتمعاتنا على الفكرة والمبدأ، بعد تحجيم مفهوم التعددية وقبول الآخر أمام تعظيم سهولة الفوضى والتخريب عبر حروب الوكلاء على أرضنا العربية.

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛

تمر القضية الفلسطينية في أصعب مراحلها، بعد أن استمرأ الباطل وطغى، وذهب الاحتلال محتميا بالانحياز الأمريكي ليعلن تسوية ظالمة لقضية عادلة، ويتطاول المحتل في مصادرة الأرض والتاريخ والكرامة، ما يتطلب منا أن نبحث في اتخاذ مواقف أبعد من تلك التي تكتفي بالخطابات والشعارات.

إن جبهة الرفض العربي، عليها أن تنهض من واقع الفرقة لفضاء الإجماع، فنحن بأمس الحاجة لعنوان يحشد الصفوف، ولا أجد قضية توحدنا مثل فلسطين القضية، والقدس رمزية، ورفع الظلم عن أهلنا بالدم والمال والهمة، مساراً للأحرار ودرباً لكتابة التاريخ وصناعة المستقبل.

وفي ذلك لن يكون هناك فرص لأي حل لا يقبله الفلسطينيون، ولا حل قابل للحياة دون إعلان قيام دولة فلسطين على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، مع التمسك بقرارات الشرعية الدولية الناصة على حق العودة والتعويض للاجئين، وتجميد مشاريع السرطان الاستيطاني، والتمسك بالمقدسات الإسلامية والمسيحية مرجعية عربية، وبوصاية هاشمية، لتظل فلسطين حاضنة الزمان والموقف، والشاهدة على الحق.

وإذ نعتبر اجتماعنا هذا هو خطوة نحو تكامل الجهود العربية في بناء موقف مشترك، نطالب باسم الشعوب التي نمثلها، بوقف مسرحية السلام المزعوم والمدعوم من وسيط لم يعد نزيها، منحازاً في دعمه لإسرائيل كدولة احتلال، فمنحه شرعية حرام؛ على أراضي الجولان المحتل، وها هو يعدها بالسيادة على غور الأردن لاغياً حدا أصيلا من حدود دولة فلسطين التاريخية.

لقد نسفت صفقة القرن الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعة الدولية، وصادرت حقوق الفلسطينيين، فلا عاصمة في القدس ولا عودة للاجئين، ولا أرض متصلة الضمير والبناء، فهي صفقة خاسرة لمن كتبها وتبناها أو وجد فيها بعض الحق وبعض الكرامة.

وهنا؛ لا يفوتنا أهمية تثبيت جهود السلطة الوطنية الفلسطينية للتمسك برفضها المشرف، لكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية على الأرض، وتصديها للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يبحث عن فرص تصفية القضية الفلسطينية بعد عبثهم بثوابتها الراسخة، رامين خلف ظهورهم تاريخ شعب مع النضال والصبر والقيود، داعياً في هذا المقام، إلى توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام، فما تفرقهم إلا خدمة مجانية للمحتل.

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛

نذكر بفخرٍ واعتزاز الجهد المخلص الصلب الثابت، والذي يجسده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بلاءاته الثلاث التي مازال صداها يتردد في العالم، رافضاً لمشاريع مصادرة القدس والتوطين والوطن البديل، الأمر الذي مهد لموقف أردني استباقي يرفض صفقة القرن، خدمة لشعب فلسطين ودعماً لصمود أهلها.

إن موقف جلالة الملك ثابتاً على جبهة دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية كوريث لرسالة تاريخية وشرعية، يبعث في نفوسنا على الصمود ومواجهة كل التسويات الهادفة لمصادرة الحق الفلسطيني.

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛

لابد من تثبيت أركان القرار العربي، الصادر عن مؤسسات مرجعية في العمل المشترك والأهداف المتضامنة، عبر قرارات القمم العربية، ومرجعيات اجتماعاتنا في دوراتها السابقة، والانطلاق نحو البحث في التأثير على الدول والحكومات، لنصرة الحق الفلسطيني، من خلال خطوات فاعلة نتفق عليها، ونشرع في تنفيذها اليوم قبل أي وقت آخر.

وأخيراً لا أصادر الفكرة ولن احتكرها، تاركًا لاجتماعنا أن نقف على بنود مشتركة تنظم عملنا للفترة المقبلة، وفق ما نرى فيه جميعًا مصلحة فلسطين أرضًا وشعبًا ومقدسات. مجددًا الترحيب بكم متمنيًا طيب الإقامة بين اهلكم في الأردن.

المملكة+ بترا