قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والوزير الفلسطيني، أحمد مجدلاني، الثلاثاء، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب الخميس المقبل يأتي على أساس سياسي موضوعي، يتصل بالتهديدات الإسرائيلية والأميركية؛ بضم أراضٍ فلسطينية إلى السيادة الإسرائيلية.

مجدلاني، وهو وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، أضاف في تصريح لـ "المملكة": أن "الموقف العربي يجري التأكيد عليه دائما، سواء في القمم العربية، أو على مستوى وزراء الخارجية العرب برفض صفقة القرن والمشروع الأميركي، واليوم الشيء الأساسي المطروح أمام العرب هو اتخاذ خطوات ملموسة لدعم الموقف الفلسطيني، وليس فقط الإعلان مجددا عن رفض الخطوة الأميركية والمشروع الأميركي".

جامعة الدول العربية، أعلنت الاثنين، أنه تقرر عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، الخميس المقبل، في دورة غير عادية لمجلس الجامعة، بناء على طلب دولة فلسطين، لبحث خطوات وإجراءات يمكن للدول العربية اتخاذها حال قيام إسرائيل بتنفيذ نواياها المعلنة بضم الضفة الغربية المحتلة، أو أجزاء منها، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وعلى المستوطنات غير القانونية المقامة على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ عام 1967، خاصة ضم الأغوار، والمنطقة المصنفة "ج" من الضفة الغربية.

وسيبحث الاجتماع، مختلف سبل توفير الدعم السياسي، والقانوني، والمالي للقيادة الفلسطينية؛ حتى تتمكن من مواجهة تلك المخططات، وتمكين الحكومة الفلسطينية من مواجهة الأضرار الناجمة عن جائحة كورونا، والإجراءات الإسرائيلية العدوانية، بالإضافة إلى استيلاء إسرائيل على عائدات الضرائب الفلسطينية "المقاصة".

 

ويشدد الأردن على حل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. والأردن متمسك بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967.

وحذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، من التبعات الكارثية لأي قرار إسرائيلي بضم وادي الأردن والمستوطنات في فلسطين المحتلة. وقال، إن اتخاذ إسرائيل لهذه الخطوة اللاشرعية سيقتل حل الدولتين، ويقوض جميع فرص تحقيق السلام العادل الذي تقبله الشعوب.

مجدلاني، أضاف أن الاجتماع سيبحث الأزمة الاقتصادية الحادة التي يواجهها الاقتصاد الفلسطيني جراء جائحة كورونا، وما ترتب على ذلك، مشيرا إلى أن المطلوب من العرب الحديث بلغة سياسية واضحة مع  الإدارة الأميركية وإسرائيل، وليس إصدار بيان سياسي جديد فقط في اجتماعهم المقبل.

خسائر اقتصادية

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قال في تصريح سابق خلال استعراضه لخطة فلسطينية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، إن التقديرات الحكومية الفلسطينية لقيمة الخسائر الإجمالية للاقتصاد الفلسطيني من أزمة كورونا تبلغ 3.8 مليار دولار، ستتضرر منها مختلف القطاعات.

وفي حديثه عن الموقف الفلسطيني من الإعلان الإسرائيلي، قال مجدلاني: "الموقف الفلسطيني واضح في حال أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة سنعتبر كل الاتفاقيات معها لاغية، والعودة لما كانت عليه الأمور قبل عام 1994 (...) قرارنا في المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي الانتقال من السلطة إلى الدولة، وسنعتبر الدولة موجودة، وهي دولة تحت الاحتلال، وسنتخذ كل الإجراءات  لتثبيت هذه الدولة على الأرض .. ".

"ما تبقى من علاقات مع الإدارة الأميركية على المستوى الأمني سوف تقطع (...) العلاقات السياسية مقطوعة من تشرين ثاني/ نوفمبر 2017 "، بحسب مجدلاني.

وأضاف أن "ما سمعناه من الرئيس الأميركي ووزير خارجيته أكثر من ضوء أخضر لتنفيد مشروع الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية".

اعتراف أميركي

أعلنت الولايات المتّحدة الاثنين، أنّها مستعدّة للاعتراف بضمّ إسرائيل أجزاء كبيرة من الضفّة الغربية المحتلّة، داعية في الوقت نفسه الحكومة الإسرائيلية المقبلة إلى التفاوض مع الفلسطينيين.

وقالت متحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين "كما أوضحنا دوماً، نحن على استعداد للاعتراف بالإجراءات الإسرائيلية الرامية لبسط السيادة الإسرائيلية، وتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق من الضفة الغربية تعتبرها الرؤية جزءاً من دولة إسرائيل".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب كشف في أواخر كانون الثاني/يناير، عن خطة عرفت باسم "صفقة القرن" التي أعطى فيها الضوء الأخضر لإسرائيل لضمّ غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية التي تشكّل 30% من مساحة الضفّة الغربية، والمستوطنات المبنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة التي باتت في نظر الإدارة الأميركية جزءاً لا يتجزّأ من العاصمة الموحدة لإسرائيل.

وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية المبنية على الأراضي الفلسطينية المحتلّة التي يتجاوز عددها حالياً 200 مستوطنة غير شرعية في نظر القانون الدولي.

ولقيت خطة ترامب رفضاً باتاً من الفلسطينيين مدعومين بالقسم الأكبر من المجتمع الدولي؛ كونها تغلق الباب أمام حلّ الدولتين في الشرق الأوسط.

المملكة