"أنا محاربة ورح أكمل للآخر" هذه كلمات تسنيم الزبون الناجية من مرض السرطان، التي نجحت في اجتياز امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) بمعدل 80% في الفرع الأدبي، بإصرار على أن تتحدى المرض الخبيث الذي نال من جسدها وهدد حياتها لفترة.
شخص الأطباء إصابة تسنيم، 18 عاما، بمرض سرطان المبيض منذ ثلاث سنوات بعد أن شخصت سابقاً بشكل خاطئ، وأخبرها الطبيب أن هناك تأخراً في اكتشاف المرض والعلاج، وأن نسبة شفائها ونجاتها لا تتعدى نسبة 40%.
خضعت تسنيم لعملية أولى في مدينة الحسين الطبية، قبل أن تجري عملية أخرى في مركز الحسين للسرطان، تبع ذلك ولمدة عامين خضوعها للعلاج الكيميائي، قبل أن تنتقل للعلاج بالإشعاع لمدة 22 يوماً، حتى زف إليها الأطباء بشرى شفائها بالكامل قبل نحو شهر.
شقيقة تسنيم، زهور، تقول: "لك أن تتخيل المرحلة التي كنا نرى فيها تسنيم عبارة عن ذكريات وكنا نودعها، الأمر كان صعبا على فتاة بعمر تسنيم، وكنا داعمين لها".
تسنيم كانت تعوّض ما يفوتها من دروس عبر متابعة منصة تفاعلية تعليمية عبر هاتفها المحمول وهي على سرير المستشفى، أو في أوقات الانتظار في مركز الحسين.
تحدثت تسنيم أيضاً عن كم التعب الذي أصابها خلال دراستها وخضوعها للعلاج وتأثرها بالمرض، قائلةً "كانت السنة الأصعب".
"أكثر من دعمني للتقدم للتوجيهي هي أمي التي قالت لي لا يوجد شيء بالدنيا ولا حتى المرض يستحق أن تتوقفي عنده، يجب أن اتحدى هذا الواقع"، بحسب الناجية من السرطان.
وترى تسنيم أن برنامج "العودة إلى المدرسة" في مركز الحسين للسرطان كان يمدها بالأمل من خلال المدرسين العاملين بالبرنامج، كما كانوا يعقدوا لها مراجعات مستمرة لتمكينها من الاستعداد واللحاق بامتحان التوجيهي.
وتمكنت تسنيم من تقديم الامتحانات من المدرسة، مؤجلة مراجعتها للطبيب لما بعد انتهاء الامتحانات.
وتقدم لامتحان التوجيهي في العام الدراسي 2017/2018 من مرضى مركز الحسين للسرطان 42 طالباً، نجح منهم 22 طالباً، بحسب معلومات حصل عليها موقع المملكة الإلكتروني من مركز الحسين.
ويمنح برنامج العودة إلى المدرسة المرضى الصغار فرصة استكمال تعليمهم خلال فترات علاجهم الطويلة، إذ يقوم معلمان منتدبان من وزارة التربية والتعليم بالإشراف على برنامج المرضى والعمل كحلقة وصل بين المرضى ومدارسهم.
تسنيم تتمنى أن تدرس في الجامعة الأردنية "لأنها قريبة من المركز (مركز الحسين للسرطان) الذي أمدني بالأمل".
"لم أتوقع أن أصل لليوم الذي أقدم فيه للدراسة في الجامعة"، تقول تسنيم التي وجدت في القراءة هواية مريحة خلال تلقي العلاج وترغب أن تعمل كمدرسة بعد التخرج.
مركز الحسين للسرطان أسس البرنامج التعليمي لطلبة التوجيهي في العام الدراسي 2016/2017، بهدف مساعدة مرضى المركز من طلبة التوجيهي على استكمال دراستهم، وذلك بتوفير الدعم اللازم للتطور الأكاديمي لتمكينهم من خوض امتحاناتهم بنجاح.
وذكر المركز لموقع المملكة الإلكتروني أن الكثير من المرضى الأطفال يضطرون للبقاء في المركز لمدة 8 أسابيع متواصلة، وعادة ما يستغرق علاجهم سنتين أو ثلاث سنوات، مما يؤدي إلى تغيبهم عن مدارسهم لفترات طويلة.
المملكة
