بدأت المساعدات الطبية العاجلة والمستشفيات الميدانية بالوصول إلى لبنان الأربعاء، بينما هرعت دول العالم إلى عرض مساعداتها وتقديم تعازيها إثر الانفجار الذي هز بيروت الثلاثاء.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني الأربعاء، أن الانفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي ألحق أضرارا كبرى في الأحياء المجاورة في المدينة أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، وإصابة أكثر من أربعة آلاف بجروح.

ووصلت المساعدات الطبية العاجلة التي أرسلتها الكويت إلى بيروت الأربعاء.

وكان رئيس الوزراء اللبناني حسّان دياب دعا "الدول الصديقة" إلى مساعدة البلاد الرازحة أصلاً تحت وطأة أكبر أزمة اقتصاديّة تُواجهها منذ عقود، والتي فاقمتها جائحة كوفيد-19.

وجه جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تجهيز مستشفى عسكري ميداني لإرساله إلى جمهورية لبنان.

ويضم المستشفى الميداني جميع الاختصاصات والطواقم الطبية؛ للمساهمة في تقديم الخدمة الطبية والعلاجية، ومساندة الأشقاء في لبنان.

سارعت دول الخليج إلى تقديم التعازي إلى لبنان، بينما أعلنت قطر أنها سترسل مستشفيات ميدانية إلى لبنان للتخفيف من الضغط على النظام الصحي المنهك فعلا هناك.

وقامت فرق في قاعدة "العيديد" الجوية بتحميل أسرّة قابلة للطي ومولدات بالإضافة إلى معدات طبية أخرى على متن طائرة شحن قطرية، وهي واحدة من أصل أربع طائرات من المقرر أن تتجه الأربعاء إلى لبنان.

وعرض الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء، المساعدة الطبية بعد الانفجار الضخم  في برقية تعزية وجهها إلى نظيره اللبناني ميشال عون.

ومن جانبها، أعلنت السلطات الهولندية أنها أرسلت 67 عامل إغاثة إلى بيروت من بينهم أطباء ورجال شرطة ورجال إطفاء.

أما فرنسا فقالت إنها ستنقل اعتبارا من الأربعاء، عبر طائرتين عسكريتين تقلان فريقا من الأمن المدني، وعدة أطنان من المعدات الطبية ومركزا صحيا نقالا. وفي وقت لاحق أعلنت عن إرسال طائرة مساعدات ثالثة.

الشعب "المقاوم"

وسارع حلفاء لبنان التقليديون، بالإضافة إلى أعدائه لعرض المساعدة- بينما أرسلت كل من السعودية وإيران رسائل دعم إلى الشعب اللبناني.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن دعم بلاده للشعب "المقاوم" في لبنان. وكتب ظريف على تويتر "أفكارنا وصلواتنا مع شعب لبنان الكبير والمقاوم". وأضاف "كما دائما، إيران مستعدة تماما لتقديم المساعدة بكل السبل الضرورية"، داعيا لبنان إلى "البقاء قويا".

ومن جانبها، قالت السعودية إنها تتابع "ببالغ القلق والاهتمام" الوضع في لبنان.

أما  إسرائيل التي لا تزال رسميا في حالة حرب مع لبنان، فعرضت تقديم المساعدة.

وجاء في بيان مشترك لوزيرَي الدفاع والخارجيّة الإسرائيليَّين غابي أشكينازي وبيني غانتس أنّ إسرائيل توجّهت إلى لبنان "عبر جهات أمنيّة وسياسيّة دوليّة، وعرضت مساعدة إنسانية وطبية".

وأعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن "تعازيه العميقة... عقب الانفجارَين المروّعين في بيروت" واللذين قال إنّهما تسبّبا أيضاً بإصابة بعض من أفراد الأمم المتحدة.

"قنبلة ما"

في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، أنّ الانفجارين القويّين اللذين هزّا العاصمة اللبنانيّة بيروت يبدو كأنّهما "اعتداء رهيب"، مشيراً إلى أنّ خبراء عسكريّين أميركيّين أبلغوه بأنّ الأمر يتعلّق بقنبلة.  

وعرض ترامب تقديم مساعدة للبنان، قائلاً "صلواتنا موجّهة لجميع الضحايا وعائلاتهم. إنّ الولايات المتحدة مستعدّة لمساعدة لبنان".

وفي وقت سابق، عرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تقديم مساعدة أميركية للبنان، وكتب على تويتر "نحن نراقب الوضع ومستعدّون لتقديم مساعدتنا لشعب لبنان للتعافي من هذه المأساة المروّعة".

وتمنّى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد "الشفاء العاجل للمصابين"، فيما أطلق رئيس الوزراء الإماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدة جاء فيها "تعازينا لأهلنا في لبنان الحبيبة".

وأعربت مصر عن "قلق بالغ" إزاء الدمار الناجم عن الانفجار، فيما تقدّم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالتعازي، مشدداً على "أهمية سرعة استجلاء الحقيقة في شأن المسؤولية عن وقوع التفجيرات والمُتسبّبين بها"، وفق ما نقل عنه مسؤول في الأمانة العامة للجامعة.

من جهته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ "روسيا تشارك الشعب اللبناني حزنه" وفق بيان للكرملين.

وقدّم بوتين التعازي بالضحايا، متمنّياً للمصابين الشفاء العاجل.

بدوره، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الصور ومقاطع الفيديو الواردة من بيروت بأنّها "صادمة". وكتب على تويتر "كلّ أفكاري وصلواتي" مع ضحايا "هذا الحادث المروّع". وأضاف "إنّ المملكة المتّحدة مستعدّة لتقديم الدعم بأيّ طريقة ممكنة، بما في ذلك للمواطنين البريطانيّين المتضرّرين" هناك. 

أ ف ب