يشارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت، في قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها السعودية افتراضيا على خلفية جائحة كوفيد-19. 

وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة فرانس برس الجمعة، إنّ "الرئيس ترامب سيشارك السبت، في القمة الافتراضية لمجموعة العشرين".

وتستضيف السعودية نهاية الاسبوع أعمال قمة مجموعة العشرين لأول مرة عربيا، لكن انعقادها عبر الفيديو وعلى نطاق أصغر من العادة قد يحد من المناقشات بشأن تفشي فيروس كورونا المستجد والأزمة الاقتصادية.

وتأتي القمة التي تعقد السبت، وتستمر يومين في أعقاب انتخابات أميركية صاخبة رفض ترامب نتائجها، ووسط انتقادات لما يعتبره نشطاء استجابة غير كافية من قبل المجموعة لأسوأ ركود اقتصادي منذ عقود.

وستقتصر أعمال القمة التي عادة ما تشكّل فرصة للحوارات الثنائية بين قادة العالم، على جلسات مختصرة عبر الإنترنت حول القضايا العالمية الأكثر إلحاحا، من التغير المناخي إلى تزايد معدلات عدم المساواة.

وطالب مسؤولون السعودية ودول مجموعة العشرين الأخرى قبيل انعقاد قمتها الافتراضية السبت، تقديم 4.5 مليارات دولار لسد عجز مالي في صندوق لقاحات تقوده منظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وجاءت الدعوة في رسالة وقّعتها رئيسة الوزراء النرويجية ايرنا سولبرغ ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس ورئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين.

واطلعت وكالة فرانس برس الجمعة، على الرسالة التي تحمل تاريخ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وشدّد الموقّعون على أنّ "التزام قادة مجموعة العشرين (...) بالاستثمار في سد العجز البالغ 4.5 مليارات دولار سينقّذ الأرواح (...) ويوفّر استراتيجية للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية والبشرية العالمية".

وأضافت الرسالة الموجّهة إلى رئيس القمة الحالية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، "من خلال هذا التمويل (...) ستوفّر مجموعة العشرين الأسس لإنهاء الوباء". 

وأنشأت منظمة الصحة العالمية الصندوق وهو عبارة عن آلية لتعاون دولي، بهدف ضمان عدم احتكار الدول المتقدمة للأدوية واختبارات الكشف واللقاحات التي تُنتَج لاحقا ضد فيروس كورونا. 

ولم يصدر أي تعليق فوري على الرسالة من قبل منظمي مجموعة العشرين في الرياض.

من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحافة في نيويورك إن "الانجازات الأخيرة حول اللقاحات ضد كوفيد-19 تمنح الأمل" لكن يجب أن "تصل إلى كل العالم" أي "أن يجري التعامل مع اللقاحات كمنفعة عامة" وتكون "متوفرة للجميع".

وأضاف أن "تلك هي الطريقة الوحيدة لوقف الجائحة". واستثمرت 10 مليارات دولار منذ سبعة أشهر في تطوير اللقاحات والتشخصيات والعلاجات "لكن يوجد نقص بـ28 مليار، بينها 4,2 مليار يجب جمعها قبل نهاية العام".

وتابع أن "هذه التمويلات أساسية لتصنيع وإيصال وتوفير اللقاحات ضد كوفيد-19" و"دول مجموعة العشرين لديها الامكانيات" للتمويل.

وفي أيلول/سبتمبر، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنّ هذه الآلية المسماة "أكت-اكسيليريتور" لم تتلق سوى 3 من 38 مليار دولار لازمة لشراء ملياري جرعة من اللقاحات و245 مليون دواء و500 مليون اختبار كشف بحلول نهاية عام 2021.

وتقترب شركات الأدوية الكبرى من التوصل إلى لقاحات ضد الفيروس، وسط ارتفاع في أعداد الإصابات ما دفع ببعض الدول إلى إعادة فرض قيود على التنقل.

وتسبّب فيروس كورونا المستجد بوفاة أكثر من مليون و350 ألف شخص في العالم وبإصابة حوالى 56 مليون شخص تعافى منهم 35 مليونا على الأقل، وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي منذ بداية ظهور قبل نحو عام.

ويتوقّع صندوق النقد الدولي أن ينكمش النمو العالمي بنسبة 4.4% هذا العام.

والخميس حذّرت المديرة العامة للصندوق كريستالينا جورجيفا من أنّه "في حين بات الحل الطبي للأزمة يلوح في الأفق" مع لقاحات بلغت مراحلها الأخيرة، يبقى الانتعاش الاقتصادي "عرضة لانتكاسات".

وتابعت "فقط من خلال معالجة الوباء عالميا يمكن استعادة الحيوية الاقتصادية وتجنّب كارثة".

أ ف ب