كرّم سمو الأمير الحسن بن طلال الاثنين، المهندس المعماري الأردني راسم بدران في مركز الحسين الثقافي؛ نظرا لإنجازات بدران في مجال العمارة والهندسة.
وتم التكريم ضمن احتفال نظّمته نقابة المهندسين تحت شعار "احتفاء بمبدعي الوطن ومن كانت لهم بصمة في إعلاء بنيانه".
وقال سمو الأمير الحسن إن معنى المعمار كما أفهمه هو أن نبحث عن كيفية استقامة العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الإنسان والطبيعة، مضيفا "علينا أن نحلل العلاقة بين الإنسان والمكان والبيئة وبين الإنسان والمدينة، وعلى المعماري أن يطور نفسه بحركة نهضوية على أساس من الالتزام الوطني المشترك" .
وأضاف الحسن أن أعمال بدران وأسرته تجسد فكرة الحوار بين الحضارات والمجتمعات وتحقيق التوازن بين المعتقد الثقافي وارتباطه بالمكان وبيئاته المناخية والجغرافية والتاريخية وبين المتغير الذي يمثل التطور والتقدم ببعده المادي والتقني. وأكد سموه على الحاجة لتطوير مؤسساتنا عبر رؤية مستقبلية مبنية على تعزيز المشتركات الخلاقة وتداخل الاختصاصات.
بدوره، قال نقيب المهندسين الأردنيين أحمد سمارة الزعبي إن راسم بدران مدرسة معمارية فلسفتها ارتباط الإنسان بالمكان، مضيفا أنها مدرسة تعنى بالإثراء، وتحترم الإرث التاريخي والاجتماعي، وتلبي طموحات المستقبل وتتبنى فكر الاستدامة وصولا إلى عمارة إنسانية منتمية إلى ناسها ومكانها.
وأشار إلى اللامبالاة والفوضى التي تعتري عمارة عمّان في ظل غياب الوعي العام بأهمية إبراز هوية المدينة وروحها داعيا إلى وضع إطار وطني ناظم للتنمية والتخطيط العمراني يقدم تصورا شاملا للرؤية المستقبلية للعمران ويرتكز إلى مخطط حضاري يحافظ على القيم الجمالية والمخزون التاريخي والسجل الاجتماعي، ويبرز روح المدينة وهويتها ويراعي التطلعات ويتسم بشمولية النظرة.
من جانبه قال المعماري راسم بدران إنه حاول تخطي الحدود الجغرافية والطبيعية من خلال أعماله في مختلف الدول العربية،قائلا :إن الأردن هو من أعطاني هذا المعنى؛ لأنه بلد العرب.
وقدم المعماري بدران شكره لكل من ساهم في حفل التكريم معبرا عن سعادته وفخره لتواجد سمو الأمير الحسن في الاحتفال ومشيرا إلى البعد القيمي المتعمق في المكان والزمان والدفء الذي شعر به من خلال هذا التكريم.
وتضمن الحفل عرضا تقديميا للباحثة الدكتورة عروب العابد حول دراسة تقدمت بها لأمانة عمّان الكبرى عن المدن المتوسطية.
كما تخلل الحفل عرض فيلم عن المعماري راسم بدران يؤرخ لمراحل من حياته ويستعرض إنجازاته، بالإضافة إلى أوبريت شعري. واختتم الحفل بافتتاح معرض يتضمن أهم أعمال المعماري الدكتور راسم بدران.
وولد راسم بدران في مدينة القدس في عام 1945، وتعلّم الفنون الإسلامية من خلال والده الفنان جمال بدران 1904 – 1999، الذي يعد من المؤسسين للحركة الفنية في فلسطين وقد توج مساره الفني بإعادة ترميم بعض الأعمال الفنية الأثرية التي تخص المسجد الأقصى بعد الحريق الذي اندلع به عام 1968، فقد كلّفه الملك الراحل الحسين بن طلال وبتنسيب من اليونيسكو بإعادة رسومات منبر صلاح الدين الأيوبي.
نال بدران الدبلوم في الهندسة المعمارية من جامعة دارمشتادت التقنية الألمانية في عام 1969، واعتبر من ضمن أشهـر سبعين خريـجا في نادي الجامعـة الأكاديمي المميـزين (Notable Alumni) منذ تأسيسها سنة 1870 كأول عربي يحوز على هذا التقدير الأكاديمي.
وفي عام 2001، نال شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال التصميم المعماري من جامعة العلوم والتكنولوجيا في إربد، كأول أردني يمنح هذه الدرجة من القطاع الشعبي في الأردن.
كما أنشأ في عام 1969 مكتباً للهندسة المعمارية في دارمشتادت الألمانية، ثم انتقل إلى الأردن وأسس الدائرة المعمارية في مكتب المهندس محمد عبد الرحيم جردانة في عام 1973، وبعدها أنشأ مكتبه الخاص في عمّان عام 1976، وواصل عمله كمؤسس وشريك مكتب SBK الذي تحول فيما بعد إلى شركة دار العمران كمؤسس وشريك.
حاز كتابه الذي صدر 2005 وعنوانه "The Architecture Rasem Badran, "Narratives on people & place" على الميدالية الفضية التي قدمت إلى مؤلفه الأميركي البروفسور جيمس ستيل.
وحاز بدران على جوائز عربية وعالمية عدة، أبرزها:
• جائزة عبد اللطيف الفوزان العالمية لتصميم المساجد في جدة بالسعودية.
• وسام المرحوم الملك الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى في احتفالات عيد الاستقلال لعام 2007.
• جائزة المعماري العربي في مسابقة وزراء الإسكان العرب التابعة لجامعة الدول العربية في القاهرة في عام 2001.
• جائزة المعماري الفلسطيني في عام 1997.
• جائزة الأغا خان العالمية للعمارة الإسلامية في إندونيسيا في عام 1995.
• جائزة المعماري العربي لمنظمة المدن العربية في مراكش في عام 1990.
• الميدالية البرونزية لمسابقة رسوم الأطفال العالمية في الهند (مسابقة شانكر العالمية) في عام 1957.
المملكة