قال السفير الأميركي لدى عمّان هنري ووستر، الاثنين، إن الولايات المتحدة تدعم وتشجع الدول المانحة لتقديم المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وعبر ووستر عن فخره خلال زيارته مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين، باستئناف المساعدات للفلسطينيين والتي تشمل اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، قائلا إن "الدعم الأميركي للفلسطينيين من شأنه خلق الظروف المواتية لحل الدولتين".

وذكر أن "تلك المساعدة ستدعم الرعاية الصحية وجهود مكافحة كورونا والإعانة الطارئة لوكالة أونروا التي تنشط في 5 مناطق عمليات".

وعبر عن تطلعه للعمل والتعاون مع الوكالة الأممية، واعتبر أن حجم الدعم الأميركي المقدم يتوافق والمصالح الموجودة للولايات المتحدة مع الشركاء والحلفاء.

"شريان الحياة"

ورأى ووستر أن "أونروا تظل شريان الحياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين وتوفر خدمات عالية الجودة وفعالة من حيث التكلفة لمن هم في أمس الحاجة إليها"، مضيفاً "بينما نستعد لرمضان - الشهر الذي نفكر فيه في الكرم في خدمة المحتاجين - نشجع المانحين الآخرين أيضًا على دعم برامج أونروا وأنشطتها التي تقدم المساعدة الإنسانية الضرورية لتلبية احتياجات الأشخاص المستضعفين".

"ستجسد شراكة الولايات المتحدة مع أونروا دائمًا معايير عالية وتدافع عن المساءلة والكفاءة والشفافية"، وفق ووستر الذي عبر عن تطلع الولايات المتحدة إلى "هذا الجهد التعاوني لمساعدة المحتاجين. وليس لدينا شريك أفضل من الأونروا في هذا الجهد".

وبشأن إقدام الإدارة الأميركية السابقة على قطع المساعدات عن الفلسطينيين، أوضح أن "الإدارة الأميركية هي من يعود لها قرار استخدام الموارد، والإدارة السابقة اختارت عدم المساهمة، أما الإدارة الحالية اختارت المساهمة وهو ما يتوافق مع مبادئنا".

السفير الأميركي لدى عمّان هنري ووستر خلال مؤتمر صحفي في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين. (صلاح ملكاوي/ المملكة)


"الأردن شريك وحليف"

وتحدث ووستر عن عطاء جلالة الملك عبدالله الثاني وكرمه تجاه اللاجئين الفلسطينيين بشكل ليس له نظير.

وبشأن مشاركة الولايات المتحدة في المؤتمر الدولي المقبل لمانحي أونروا، قال "يجب العودة لواشنطن وهم من سيختارون المشاركة في المؤتمر والقرار لدى الإدارة في واشنطن".

وذكر ووستر أن "جميع السياسات تتوافق مع القيم الأميركية والمصالح الأميركية"، مشيرا إلى أن "الأردن شريك سياسي للولايات المتحدة وحليف والمصالح الأميركية وضعت الأردن على قائمة أعمالها وهي حريصة على مساعدة الأردن نظرا لتحمله أعباء على مدى التاريخ".

المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، قال إن "موعد المؤتمر الدولي لم يحدد بعد، ويعتمد على الوقت الأفضل وعلى مشاورات الأردن والسويد مع الدول المانحة".

وعبر المفوض العام عن امتنانه للدعم الكريم من واشنطن، قائلا إن "الإعلان الجديد جاء في وقت حرج وفي وقت الجائحة".

"المساهمة الأميركية جاءت في وقتها، إذ كانت الوكالة على حافة الانهيار ولم يكن لديها سيولة مالية لدفع رواتب الموظفين وتقديم المساعدات للاجئين وما زالت الوكالة تتوقع عجزا لديها ونحن بحاجة للمزيد من المساهمات وتحسين جودة الخدمات"، وفق لازاريني.

وعبر ووستر عن سعادته بالعودة إلى مخيم البقعة والمركز الصحي، وقال "منذ أكثر من أربع سنوات زرت الموقع ذاته لحضور حفل وضع حجر الأساس لإطلاق توسعة المركز الصحي بتمويل أميركي لأونروا، ويخدم هذا المرفق الآن أكثر من 600 مريض يوميًا، مما يحافظ على صحة الأسرة ... وعلى الرغم من مرور بضع سنوات فقط على زيارتي الأخيرة ... لم يكن الوصول إلى الرعاية الطبية أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وسيساعد استئناف المساعدة الأميركية بشكل كبير مكتب أونروا الإقليمي في الأردن على مواصلة تقديم خدماته لأكثر من 2.4 مليون لاجئ من فلسطين، وفق أونروا.

وتشمل الخدمات التعليم الجيد لحوالي 120 ألف طالب وطالبة في 169 مدرسة تابعة لأونروا، والخدمات الصحية في 25 مركزا صحيا في جميع أنحاء الأردن، وخدمات الطوارئ للاجئي فلسطين الأشد عرضة للمخاطر، بمن في ذلك حوالي 18 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا في الأردن.

وقالت مدير شؤون أونروا في الأردن مارتا لورينزو إن "فيروس كورونا وإغلاقاته وحظره شكلوا ضغطاً هائلا على الجميع في الأردن، بمن في ذلك لاجئي فلسطين، وعملت الموارد المحدودة على الحد من قدرة أونروا على زيادة خدماتها لتكون قادرة على الاستجابة بشكل كامل للاحتياجات الماسة".

وأضافت "اخترنا عرض هذا الموقع للسفير الأميركي لإظهار ملاءمة خدمات أونروا وقابليتها للتكيف، واستمرار خدمات الصحة الأولية والاستجابة الطارئة التي نقدمها خلال جائحة كورونا، بالإضافة إلى خدمات التطعيم بالتعاون مع وزارة الصحة الأردنية".

"150 مليون دولار لأونروا"

واشنطن أعلنت الأربعاء، عن اعتزامها استئناف تقديم المساعدات الاقتصادية والتنموية والإنسانية للشعب الفلسطيني عبر تقديم 235 مليون دولار منها 150 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لوكالة "أونروا" وفق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

ورحبت "أونروا"، الأربعاء، بإعلان الولايات المتحدة الأميركية استئناف تقديم مساعداتها للوكالة التي تعاني أزمة مالية.

وقال المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، الأربعاء، إن "أونروا والولايات المتحدة شريكان تاريخيان. أرحب باستئناف دعم الولايات المتحدة الأميركية للاجئين الفلسطينيين". 

ورحب الأردن، الخميس، بقرار الإدارة الأميركية استئناف تقديم الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي تواجه عجزاً مالياً كبيراً.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في تغريدة: "‏نرحب بقرار الإدارة الأميركية استئناف تقديم الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تواجه عجزا ماليا حادا.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ألغى في 2018 أكثر من 200 مليون دولار من مساعدات مخصّصة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وألغى مساعدة بقيمة 25 مليون دولار لمستشفيات فلسطينية في القدس المحتلّة.

وقررت الولايات المتحدة، في أيلول/سبتمبر 2018، إيقاف تمويلها للوكالة الأممية، وقالت إنها "غير قابلة للإصلاح"، بعد أن قدمت لأونروا 364 مليون دولار في 2017، فيما كانت تعهدت بتسديد 350 مليونا للوكالة قبل أن تخفضها إلى 60 مليونا في 2018.

المملكة