افتتح الإثيوبي سيليمون باريغا ذهبيات مسابقات ألعاب القوى في أولمبياد طوكيو بفوز صادم على المرشّح الأوغندي جوشوا شيبتيغي، حامل الرقم القياسي العالمي في سباق 10 آلاف متر، فيما استهلت عداءة السرعة الجامايكية شيلي-آن فرايزر-برايس تصفياتها بنجاح نحو ثلاثية تاريخية.

وسجل باريغا (21 عاماً)، وصيف مونديال الدوحة 2019 في سباق 5 آلاف متر، زمناً قدره 27:43.22 دقيقة، متقدماً على شيبتيغي (27:43.63 د) ومواطن الأخير جاكوب كيبليمو (27:43.88 د).

في ظل درجة حرارة مرتفعة بلغت 30 مئوية، وأمام مدرجات خالية برغم سعة 68 ألف متفرج تفادياً لتفشي فيروس كورونا، بقي الأوغندي ستيفن كيسا متصدّراً حتى 6 آلاف متر يرافقه الكيني ولدون لانغات، قبل أن ينسحب الأول ويكمل الثاني لعب دور فارض الإيقاع.

وفي ظلّ غياب صخب الجماهير، وحدها توجيهات وتشجيع المدربين وهمهمة الصحفيين، والموسيقى المتقطعة بين منافسة وأخرى تضفي أجواء متواضعة على المكان.

ومع خروجهم من المضمار، التصفيق الوحيد الذي يرافق العدائين هو من المتطوعين من عناصر الجيش بعد تعقيم أياديهم وارتداء الأقنعة الواقية.

إلا أن الأميركية آثينغ مو المرشحة للمنافسة في سباق 800 متر، قلّلت من أهمية غياب الجماهير، إذ قالت في حديث لفرانس برس "لم أشارك في ألعاب أولمبية سابقًا؛ لذا لا أعرف كيف ستكون أجواء الاستاد في حال كان ممتلئًا. لكن شاركت في لقاءات غابت عنها الجماهير لذا الأمر مشابه بالنسبة لي".

وفي حين شاطرها الأسترالي لاعب الوثب العالي براندون ستارك الرأي، لم تكن حال القطري عبد الرحمن سامبا المنافس في 400 متر حواجز مماثلة، معتبرًا أن غياب الجماهير "صعب جدًا جدًا. أفتقد الجماهير حقًا".

قبل ألفي متر على خط الوصول، دخل المرشحون على خط المنافسة، فتصدّر شيبتيغي مع الكيني رونيكس كيبروتو، ثم مواطن الأخير رودجرز كويموي.

وفي اللفة الأخيرة، انقض باريغا بإيقاع لم يسمح لشيبتيغي اللحاق به في الأمتار الأخيرة.

وكان شيبتيغي مرشحاً قوياً للفوز، فبعد حلوله سادساً في ريو 2016، نال فضية مونديال 2017 وذهبية 2019، ثم حطم الرقم العالمي في 5 آلاف و10 آلاف م على الطرق والمضمار.

وكان ثلاثة عدائين سيطروا على سباق و10 آلاف متر في النسخ الست الأخيرة، عبر الإثيوبيين هايلي جبرسيلاسي في 1996 و2000 وكينينسا بيكيلي في 2004 و2008 والبريطاني مو فرح في 2012 و2016، علماً بأن الأخير فشل في حجز بطاقة التأهل إلى طوكيو.

وبعمر 21 عاما و191 يوماً، أصبح باريغا أصغر إثيوبي يحرز ذهبية لبلاده. في المقابل، صعد رياضيان من أوغندا للمرة الأولى على منصة التتويج.

فرايزر-برايس على الموعد

واجتازت الجامايكية فرايزر-برايس الباحثة عن كتابة صفحة جديدة في تاريخ الألعاب، بسهولة الدور الأول من سباق 100 متر.

تأمل فرايزر-برايس في الـ34 من العمر في أن تصبح أول عداءة تفوز بمسابقة فردية في ألعاب القوى في الأولمبياد ثلاث مرات، بعد إحرازها ذهبية 100 متر في بكين 2008، ولندن 2012، قبل أن تفقدها لصالح مواطنتها إيلين تومسون في ريو 2016.

واجتازت الدور الأول مسجلة 10.84 ثوانٍ منهية السباق في المركز الأول في مجموعتها،علمًا أنها حققت هذا العام ثاني أسرع وقت في التاريخ مع 10.63 ثوانٍ.

وقالت الجامايكية "جميع العداءات يقدمن مستويات عالية ويتنافسن. إذا لاحظتم في التصفيات، سُجلت أوقات سريعة. هذا أمر جيد بالنسبة للإناث في سباقات السرعة. إنه أمر طال انتظاره".

وتابعت "كنت أدرك أني في فورمة جيدة ولكن لم أتوقع أبدًا أن أحقق 10.6 في هذا الوقت المبكر من السنة. توقعت أن يحدث في وقت لاحق".

من جهتها، تأهلت تومسون حاملة لقب 100 متر و200 متر في ريو من التصفيات في حرارة بلغت 34 درجة مئوية. فيما لم تواجه البريطانية دينا آشر-سميث بطلة العالم في 200 متر وحاملة فضية 100 متر في الدوحة أي صعوبة.

ويقام نصف نهائي ونهائي سباق 100 متر السيدات مساء السبت.

لا عوائق في الحواجز

سيكون سباق 400 م حواجز من الأكثر ترقبًا في الألعاب بقيادة النرويجي كارستن فارهولم بطل العالم مرّتين وغريمه الأميركي راي بنجامين.

حطم فارهولم هذا الشهر الرقم القياسي العالمي الصامد منذ أولمبياد برشلونة 1992 بتحقيقه 46.70 ثانية، وفاز بتصفياته اليوم بسهولة بتسجيله 48.65 ثانية، فيما لم يواجه بنجامين حامل فضية بطولة العالم الأخيرة في الدوحة 2019 أي صعوبة أيضًا.

كما تأهل سامبا والبرازيلي أليسون دوس سانتوس المتوقع أن ينافسان على مركز على منصة التتويج.

قال فارهولم "كان من الرائع أن نخرج إلى المضمار. إنه شيء تتطلع إليه منذ فترة طويلة. أنا هنا منذ أسبوعين تقريبًا، بدأت أشعر بالملل لذا كان من الجيد أن نأتي".

هذا وبدأ الأميركي جوفون هاريسون مسعاه ليصبح أول رياضي يفوز بميداليتين في الوثب العالي والوثب الطويل للرجال في نفس الألعاب منذ ستوكهولم 1912 بنجاح بعد تأهله في الوثب العالي.

وعلّق "لم يحقق أحد هذا الإنجاز منذ فترة؛ لذا أنا متحمس لأكون من يقوم بذلك".

وفي الوثب العالي، تأهل بطل العالم القطري معتز برشم إلى الدور النهائي، على غرار المغربي سفيان البقالي في 3 آلاف متر موانع.

أ ف ب