قررت اتحادات العاملين في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الدخول في نزاع عمل مع إدارة الوكالة ومنحها 21 يوما "كبادرة حسن نيه لإفساح المجال أمامها في الاستجابة لمطالب العاملين اعتبارا من الشهر المقبل"، فيما عبرت الوكالة عن "أسفها" لإعلان نزاع العمل الذي "يؤثر على الخدمات المقدمة للاجئين".

وقررت الاتحادات "إرسال رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتحميل إدارة الوكالة مسؤولية نزاع العمل، والإجراءات التصعيدية وحالة الاحتقان، وعدم الاستقرار في صفوف الموظفين".

وحسب البيان الصادر عن الاتحادات وصل "المملكة" نسخه عنه، سيتم التواصل مع ممثلي دوائر الشؤون الفلسطينية واللاجئين في حكومات الدول المضيفة ووزراء الخارجية فيها؛ لوضعهم في صورة التحديات التي يواجهها الموظفون واللاجئون.

ولفت البيان، إلى أن رؤساء الاتحادات في حالة انعقاد دائم وتواصل مستمر لإدارة الأزمة مع إدارة الوكالة، وللوقوف على آخر المستجدات.

وأشار البيان إلى أن المهلة المحددة لتلقي الرد النهائي من إدارة الوكالة انتهت بعد شهر من انتهاء مؤتمر عمّان، وبانتظار رد خطي الأسبوع المقبل، لكن سامي مشعشع المتحدث باسم أونروا قال لـ "المملكة" إن "نزاع العمل يقفل الباب أمام الحوار البناء ويزيد من الأزمة الوجودية التي تعصف بالوكالة وأركانها من قبل أطراف لا تنوي الخير للوكالة".

وطالب، بإلغاء الإجازة الاستثنائية بدون راتب التي تعمل عليها الإدارة في كل أزمة مالية؛ لتوفير رواتب 28 ألف موظف وتترك الموظفين في بلا رواتب، وتدفع بنصف مليون طالب وطالبة من أبناء اللاجئين إلى الشوارع، وتُعرض الدول المضيفة إلى حالة من الإرباك وعدم الاستقرار.

وقالت الاتحادات في بيانها، إنّ رواتب شهري (11 – 12 خطوط حمراء) لا يمكن تجزئتها أو تأخيرها عن موعدها، ولو ليوم واحد.

وأضافوا، أن العلاوة السنوية حق مكتسب،يجب أن تصرف قبل نهاية العام الحالي وبأثر رجعي، حيث إنّ لجوء الموظفين إلى محكمة النزاعات أو اليونات للمطالبة بها حق مشروع، ومسار يوازي إلغاء الحوار أو التصعيد، فالمحاكم وجدت لتحقيق العدالة وإعادة الحقوق لأصحابها.

وطالبت الاتحادات، بوجوب تثبيت كافة العاملين على نظام المياومة أو العقود المؤقتة في جميع الوظائف في كافة مناطق العمليات والعودة إلى نظام التثبيت على فئة (A)، ووقف إلغاء الوظائف، حيث تم إلغاء آلاف الوظائف في الفترة الماضية، وإلغاء حالة التقشف لتبقى "أونروا" راسخة لحين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.

وأكّد البيان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر بيروت حول صندوق الادخار، وتعويض نهاية الخدمة دون تأخير أو تأجيل.

مشعشع ناشد للعاملين إدراك الوضع الصعب للوكالة والتأكيد على التزام المفوض بالالتفات إلى قضايا العاملين المهمة حالما يتحسن الوضع المالي للوكالة، معتبرا أن النزاع قد يؤثر على إمكانية إنجاح هذا المؤتمر المهم الذي استمر العمل عليه لعدة أشهر.

وأشار مشعشع إلى "أسف" الوكالة لإعلان نزاع العمل من قبل الاتحاد العاملين للوكالة، مضيفا أن الاتحاد على علم كامل بالمعطيات المالية للوكالة والوضع المالي الصعب، ويدركون التحديات الوجودية والهجوم المركز على الوكالة من بعض الأطراف.

وأعلن مشعشع تسجيل "عجز مالي مركب يتخطي الـ 100 مليون دولار" في الوكالة، ووصف الوضع المالي لأونروا حاليا بأنه "وضع أكثر من مأساوي". 

واضطرت الوكالة الأممية إلى اقتراض 50 مليون دولار من ميزانية الطوارئ في مسعى لدفع رواتب الموظفين خلال الأشهر القليلة الماضية، عدا عن الاقتراض من صندوق الاقتراض المركزي للأمم المتحدة، ويجب أن تُدفع تلك المبالغ خلال هذ الشهر، ودُفعت "بالكاد"، وفق مشعشع الذي أضاف "بالكاد استطعنا توفير ما يقارب من 50 مليون دولار لدفع رواتب الشهر الحالي ... لكن هناك أزمة تتعلق بالتدفق المالي خلال الشهرين المقبلين".

المملكة