"رحلة الموت" هكذا وصف متابعون المأساة التي عاشتها أكثر من 40 عائلة أردنية الخميس الماضي بعد أن انتهت رحلة مدرسية إلى منطقة البحر الميت بوفاة 21 شخصاً غالبيتهم من الأطفال.

والد الطفلة نبأ (عراقية الجنسية) توفيت عن عمر 11 عاماً، يروي بحزن لموقع قناة المملكة عندما طلبت منه أصغر أولاده مرافقة صديقاتها في المدرسة إلى الرحلة.

يضيف "لم تبلغني ابنتي أن الرحلة ستكون وجهتها إلى البحر الميت، وإلا لما كنت سمحت لها بالمشاركة فأنا لا أسمح حتى لأشقائها الذين يكبرونها سنا بالمشاركة بهذه الرحلات".

"علمنا بالحادثة من وسائل الإعلام، وتوجهنا إلى البحر الميت حيث عثرنا على جثة ابنتي في أحد مستشفيات المنطقة"، يضيف والد نبأ.

كانت هذه واحدة من قصص تروى عن أطفال فقدوا بسبب سيول داهمتهم خلال رحلة إلى البحر الميت، ثم عاد بعضهم لذويهم على قيد الحياة في حين لقي آخرون حتفهم.

مسؤول خلية الأزمات بمناطق غرب العراق ومجلس الوزراء العراقي بلاسم القعود كان في زيارة إلى الأردن وحضر إلى منطقة البحر الميت الخميس بعد وقوع الحادثة، قال إن "3 طلاب عراقيين توفوا وأصيب 3 آخرون".

وأضاف "أن الوضع كان مأساوياً وسط توتر ذوي الأطفال وبكاء من توفي أبناؤهم".

تقول قريبة إحدى المعلمات اللواتي لقين حتفهن في سيول البحر الميت إثر منخفض جوي أثر على الأردن الخميس، إن "لديها ابناً لم يكمل بعد 7 أشهر".

لم تستطع أن تكمل حديثها، اختارت أن تتوقف عن رواية تفاصيل إضافية والاكتفاء بأن بيت العزاء أقيم في الكرك.

تبلغ هذه المعلمة من العمر 27 عاماً.

مستخدمون لمنصة فيسبوك وسموها بـ "رحلة الموت"، وقال ماهر صاحب حساب غير موثق على فيسبوك "فاجعة رحلة الموت.. كنت أخاف عليك البرد واليوم ستنام في ثلاجة".

وأضافت ريما من مستخدمي فيسبوك أيضا ولديها حساب غير موثق "يالله اقبلهم من الشهداء واربط على قلب أم حزينة جهزت أغراض الرحلة ولم تتوقع أنها رحلة الموت"، في حين قال أحمد "اللهم ارحم شهداء البحر الميت.. #رحلة الموت".

قالت وزارة التربية والتعليم "إن اللوم يقع على المدرسة الخاصة التي أطلقت الرحلة، وخالفت التعليمات".

لم يتسن الحصول على رد من إدارة المدرسة، في حين قال مصدر طبي داخل إحدى المستشفيات الخاصة أن مديرة المدرسة في حالة صحية حرجة وتتلقى العلاج، بعد وفاة ابنتها التي تعمل مسؤولة للأنشطة في المدرسة.

وتتبع المدرسة إلى منطقة لواء الجامعة في العاصمة عمّان.

وقالت مديرة مديرية التربية في لواء الجامعة فاطمة أبو حصوة لموقع قناة المملكة "إن المدرسة توجهت بطلب رحلة إلى منطقة الأزرق وليس إلى البحر الميت".

عدد المشاركين في الرحلة 30 طالبا وطالبة واثنان من المرافقين وفق كتاب وصل إلى المديرية، كما تقول أبو حصوة.

لكن وبحسب أبو حصوة فإن الأعداد الفعلية التي شاركت في الرحلة بلغت 37 طالبا وطالبة و7 مرافقين.

"لم نكن نعلم بحالة الطقس"، تفيد أبو حصوة، وهو ما صرح به أيضاً وزير التربية والتعليم عزمي محافظة في رده على قناة المملكة.

محافظة أضاف في تصريح آخر للموقع الإلكتروني بأنه " ليس على الوزارة منع الرحلات المدرسية لكن على المدرسة أن تقدر إن كانت الظروف الجوية تسمح بخروج الرحلة أم لا".

في وقت لاحق أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارا بوقف الرحلات المدرسية من 27 أكتوبر وحتى إشعار آخر.

دائرة الأرصاد الجوية نشرت في 22 أكتوبر 2018 خبراً قالت فيه إن منخفضاً جوياً وأمطاراً ستؤثر على البلاد يوم الخميس الموافق 25 أكتوبر.

وأصدرت مديرية الدفاع المدني تحذيراً صباح الخميس طلبت فيه تجنب المناطق القريبة من السيول.

وعلقت وزارة الأشغال على انهيار جسر في البحر الميت بالقول إنه "لا علاقة للجسر المنهار بالحادثة"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية.

وأوضحت أن " لا علاقة للجسر الرئيس الواقع على طريق عمّان البحر الميت- العقبة-زارة، بحادثة طلبة الرحلة المدرسية، إذ إن حادثة البحر الميت وقعت داخل وادي زرقاء ماعين باتجاه ماعين، وعلى بعد 2 كم من الجسر الذي لم يتعرض لأي انهيارات، وما زال قائما وتسير عليه المركبات كالمعتاد".

جلالة الملك عبد الله الثاني قال إن "ما حدث مأساة كبيرة آلمتنا جميعاً كأردنيين"، وطلب تقريراً يحدد مسؤولية الحادث بدقة، ولاحقاً "قرر رئيس الوزراء عمر الرزاز تشكيل لجنة للوقوف على حيثيّات حادثة البحر الميت، برئاسة نائب رئيس الوزراء رجائي المعشر".

بعد 3 أيام أعلنت مديرية الدفاع المدني مساء السبت عن انتهاء عمليات البحث عن مفقودين في سيول البحر الميت.

المملكة