قال مدير السدود في سلطة وادي الأردن هشام الحيصة الثلاثاء، إن سد زرقاء ماعين كان فارغاً من المياه في الفترة بين 3 أغسطس إلى 25 أكتوبر 2018، فيما قدر مختص جيولوجي كمية المياه التي انحدرت في سيول البحر الميت في 25 أكتوبر بنحو 860 ألف متر مكعب. 

وأضاف الحيصة خلال جولة نظمتها وزارة المياه لصحفيين في موقع السد الثلاثاء، "سد زرقاء ماعين أنشئ في 2015 وتم تسلمه في أكتوبر 2017، إلا أنه كان فارغاً من المياه وقت وقوع حادثة البحر الميت"، مبيناً أن نوع السد "ركامي بوجه خرساني".

وأوضح أن السد خزن خلال المنخفض الجوي الأخير "نحو 300 ألف متر مكعب من المياه"، فيما تقدر القدرة التخزينية للسد بحسب الحيصة بنحو نصف مليون متر مكعب، فيما نفى وجود بوابات للسد، بل "أنبوب تصريف يبلغ قطره 50 سنتمتراً".

وحول أسباب تشكل السيول الجارفة التي حدثت وقت المنخفض في 25 أكتوبر، والتي أدت إلى وقوع 21 ضحية أغلبهم أطفال، قال الحيصة إن المنطقة شهدت معدل هطول مطري "عال".

"بالحسابات التي أجريناها، تشكل سيل من المياه أسفل حمامات ماعين يصل ارتفاعه 10 مترات، والفيضان المائي وصل إلى ألف متر في الثانية"، وفقاً للحيصة.

وأضاف،"وادي زرقاء ماعين تبلغ مساحته 86 كيلو متراً، وأسفل الوادي يوجد حوض اسمه الحوض الصباب، ومساحته 272 كليو متراً مربعاً، وقد شهد الحوض تدفقا عاليا من المياه من الوادي".

وأشار الحيصة إلى أن الهدف من إنشاء السد، هو "حماية المناطق الزراعية والمنشآت السياحية أسفل وادي زرقاء ماعين من خطر الفيضانات، بالإضافة لإسالة المياه في فصل الصيف".

وحول وجود تسربات في السد، شرح الحيصة أنه عند بدء تخزين المياه داخل السد في أكتوبر 2017 وحتى يناير 2018، "ظهر تسرب في السد بشكل أكثر من الطبيعي"، الأمر الذي دعا وزارة المياه إلى استشارة اللجنة الوطنية للسدود واللجنة العالمية للسدود والشركة المصممة.

نتائج الفحوصات أظهرت هبوط جزء من بلاطة السد في الثاني من يناير 2018، وفقاً للحيصة، الذي أكد أن الهبوط "عولج في أغسطس 2018".

نقيب الجيولوجيين السابق بهجت العدوان قال إن كميات المياه التي سقطت خلال المنخفض الأخير في وادي زرقاء ماعين، تقدر بنحو 860 ألف متر مكعب.

وأضاف العدوان لموقع قناة المملكة الإلكتروني، أنه وخلال جولة ميدانية، ضمت 4 أشخاص بينهم خبير مياه، في موقع حادثة السيول التي أودت بحياة 21 شخصاً، بينهم أطفال، في 25 أكتوبر، تبين أن المنطقة شهدت انجرافات طينية ومائية "ضخمة".

"بالإضافة لكميات المياه التي هطلت ظهراً وأدت إلى الكارثة، قال لنا قائمون على فندق قريب إن كميات مشابهة هطلت الساعة الواحدة ليلاً يوم الخميس"، بحسب العدوان، مشيراً إلى أن كمية الهطول المطري "الرعدي" بلغت 10 ملم.

وأوضح العدوان أنه ومن خلال الكشف الميداني "لم يتبين وجود صدوع أو تشققات أو تسريبات مياه من سد زرقاء ماعين".

وبين العدوان، أن المنطقة "منحدرة جداً"، ما ساهم في تسريع كميات المياه التي جرفت صخوراً لمسافة 14 كيلو متراً متعرجاً من حدود السد إلى ساحل البحر الميت.



صلاح ملكاوي ساهم في إعداد هذا التقرير.  

المملكة