أعلنت السلطات الصينية، السبت، أنّ فيروس كورونا المستجدّ أودى حتى اليوم بحياة 1519 شخصاً على الأقلّ في الصين القاريّة بعدما سجّلت مقاطعة هوبي، 139 حالة وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقالت السلطات الصحية في هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط الصين، التي ظهر الفيروس للمرة الأولى في عاصمتها ووهان في أواخر كانون الأول/ديسمبر، إنّه أصيب به 2420 شخصاً إضافياً، وهي حصيلة تعادل نصف عدد الذين أصيبوا بالفيروس في اليوم السابق.

وبذلك يتخطّى عدد إجمالي المصابين بالفيروس في الصين 66 ألف شخص.

وخارج الصين القارية سجّلت حتى اليوم حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في هونغ كونغ والأخرى في الفيليبين.

وكانت هوبي سجّلت الجمعة 116 حالة وفاة و4823 إصابة.

وهذا الأسبوع غيّرت مقاطعة هوبي النظام المعتمد لرصد الفيروس، إذ باتت تحتسب الحالات "المشخّصة سريرياً"، أي أنّ صورة شعاعية للرئتين باتت كافية لتشخيص الإصابة، في حين كانت تنتظر قبل ذلك إجراء فحص الحمض النووي للفيروس لتأكيد الإصابة به.

ويعتقد أنّ الفيروس ظهر أولاً في أواخر كانون الأول/ديسمبر 2019 في مدينة ووهان في سوق لبيع الحيوانات البرية وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في كانون الثاني/يناير.

تعداد جديد

وأعلنت السلطات الصحية في هوبي الخميس تغييرا في النظام المعتمد لرصد الوباء.

وأدت هذه الوسيلة الجديدة لرصد الإصابة بشكل اوتوماتيكي إلى زيادة عدد الوفيات والإصابات مع الإعلان عن زيادة قدرها 15 ألفا في عدد الإصابات الخميس.

وأعلنت لجنة الصحة في هوبي عن 116 حالة وفاة جديدة بينما تم تسجيل أكثر من 4800 إصابة جديدة. وتم تشخيص أكثر من 3000 من هذه الحالات "سريريا".

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الأرقام تشمل حالات تعود لأسابيع.

وبينما تكشف هذه الأرقام وضعا أخطر مما أعلن حتى الآن، إلا أنها "لا تشكل تغييرا كبيرا في مسار تفشي الوباء"، بحسب راين.

وأفادت لجنة الصحة الوطنية أن المعيار الجديد سيطبّق في هوبي فقط.

وأشارت اللجنة إلى تسجيل خمس وفيات جديدة و217 إصابة جديدة في باقي أنحاء الصين بينما تراجع عدد الإصابات الجديدة خارج هوبي لليوم العاشر على التوالي.

وكشفت كذلك عن خطأ إحصائي، مشيرة إلى أنها حذفت 108 حالات وفاة تم الإعلان عنها سابقا بهوبي بعدما سبق وتم عدّها. لكن الحصيلة في أنحاء البلاد ارتفعت إلى 1380.

وفرضت السلطات حجرا صحيا على نحو 56 مليون شخص في هوبي منذ أواخر الشهر الماضي، في محاولة غير مسبوقة لمنع انتشار الفيروس.

وشددت بعض مدن هوبي القيود هذا الأسبوع فأغلقت أحياء في إجراءات أشبه بتلك التي تتخذ في أوقات الحروب.

انتقادات أميركية

وبينما أشادت منظمة الصحة العالمية بطريقة تعاطي الصين مع الوباء، بخلاف تعتيمها على انتشار وباء "سارس" في 2002 و2003، قال مسؤول في البيت الأبيض الخميس إن على بكين أن تكون أكثر شفافية.

وأعلن لاري كودلو كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي دونالد ترامب "نشعر بالخيبة بعض الشيء لقلة شفافية الصينيين في التعاطي" مع هذا الملف.

وأسف لرفض بكين مقترحات واشنطن إرسال خبراء أميركيين إلى الصين قائلا إن "السلطات الصينية لا تسمح لنا بالذهاب إلى هناك".

وردا على سؤال حول هذا الموضوع أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ الجمعة أن بكين تعتمد "الشفافية" مع المجتمع الدولي منذ بدء تفشي الفيروس.

وأضاف أن "الصين تنتهج دائما تعاونا إيجابيا ومفتوحا مع الولايات المتحدة". وتابع أن الأجهزة الصحية في البلدين يقيمان منذ بداية الأزمة تواصلا وثيقا ويتبادلان المعلومات "بأسرع وقت".

بدورها، أعلنت مسؤولة أميركية رفيعة المستوى الجمعة أن الولايات المتحدة ستجري تحاليل للكشف عن فيروس كورونا المستجد للأشخاص الذين تحدد السلطات الصحية المحلية أنهم يعانون من أعراض تشبه الإنفلونزا، في توسيع ملموس لاستجابة الحكومة للوباء.

ومنعت دول عدة وصول القادمين من الصين، بينما علّقت شركات الطيران الرئيسية الرحلات من البلاد وإليها.

لكن البؤرة الرئيسية للوباء خارج الصين تبقى سفينة "دايموند برينسس" السياحية في اليابان قرب يوكوهاما (شرق) التي سجلت فيها أكثر من مئتي إصابة مؤكدة.

وسمحت السلطات اليابانية الجمعة بإجلاء بعض الركاب المسنين أو الذين يعانون من هشاشة صحية، بعدما كشفت الاختبارات الجديدة أنهم ليسوا مصابين بالفيروس.

ورست السفينة السياحية الأميركية "ويستردام" في كمبوديا حيث سيتمكن ركابها من النزول منها. وكانت بقيت في عرض البحر لأكثر من عشرة أيام بعد أن رفضت موانىء آسيوية السماح لها بالرسو خشية الوباء. وتقول الشركة المشغلة إنه لم يتم رصد أي إصابة على السفينة.

وفي سنغافورة، حيث سجلت 67 إصابة مؤكدة، أعلنت الكنيسة الكاثوليكية تعليق جميع القداسات لفترة غير محددة لمنع انتشار الوباء.

وعلى صعيد الرياضة، تم تأجيل بطولة للغولف في ماليزيا ومباريات كرة المضرب في شينزين بالصين.

أ ف ب