بين فريق العمل الأردني، الذي أشرف على تصميم أول قمر صناعي أردني، أن إنجازهم يحقق منفعة علمية وبحثية للأردن، ويوفر للطلبة خبرات جديدة في علم الفضاء والأقمار الصناعية، إذ "لا يوجد تخصص مستقل لعلم الفضاء في الأردن"، بحسب قولهم.

وكان ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أعلن في 3 ديسمبر إطلاق أول قمر صناعي أردني مصغر (JY1-Sat) من ولاية كاليفورنيا الأميركية، عبر حسابه الموثق على منصة أنستغرام.

المهندس حمزة عيسى الذي تخرج في الجامعة الأردنية بتخصص الهندسة الكهربائية، وشارك بتصميم القمر الصناعي، قال لموقع قناة المملكة الإلكتروني إن فائدة القمر الصناعي "بحثية علمية"، لتعزيز خبرات الطلبة الأردنيين، وفتح آفاق جديدة أمامهم للعمل والتعلم.

القمر الصناعي المصغر (JY1-Sat) انطلق من ولاية كاليفورنيا الأميركية بوزن 1.33 كغم، وبأبعاد ثلاثة 10 سم، كما أنه محاط بالخارج بألواح شمسية للتزود بالطاقة، كما تبلغ مدة خدمته عامين.

وساهم المهندس عيسى ببناء الأنظمة المتعلقة بالقمر "بناءً على دراسته ،وما تلقاه من نصائح أكاديمية من المشرفين على المشروع".

"شعرت بسعادة كبيرة، وفخر بعد إعلان إطلاق القمر الصناعي الأردني بنجاح"، يقول المهندس عيسى.

ويهدف إطلاق القمر، بحسب بيان لمؤسسة ولي العهد التي أشرفت على المشروع، إلى تحقيق غايات تعليمية وبحثية، والترويج السياحي للأردن عبر بث الصور عن الأماكن السياحية والتراثية، والاتصال اللاسلكي مع المحطات الأرضية حول العالم.

وعن إمكانية مشاهدة القمر قال عيسى "من يتوافر لديه الجانب التقني المطلوب ،يمكنه مشاهدة الصورة وسماع الرسالة الصوتية".

ويأمل عيسى أن لا يتوقف المشروع عند هذه الفكرة، وإنما "استمراره وبناء أقمار صناعية بحجم أكبر تحوي ميزات أكثر، مثل الصور الجوية وغيرها".

وأشار إلى أنه بعد مشاركته بتصميم القمر، حصل على وظيفة جديدة في أبو ظبي مع شركة متخصصة بعلم الفضاء والأقمار الصناعية. 

القمر الصناعي صممه فريق أردني مكون من 19 طالباً و 5 أكاديميين واستشاريين،و يحمل اسم نداء الراديو الخاص بجلالة الملك الحسين رحمة الله(JY1) ، بحسب مؤسسة ولي العهد.

نائب عميد كلية الهندسة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور رائد مصلح قال إن إطلاق القمر الصناعي "مبادرة مهمة من ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، كونها التجربة الأردنية الأولى في هذا المجال".

وبين مصلح في حديثه لموقع المملكة الإلكتروني أن هذه المبادرة "خلقت تنافسا بين الطلبة للمشاركة في تصميم القمر الصناعي،ووفرت للطلبة الخبرة وللأساتذة الفرصة لخدمة الوطن ونقل المعرفة وتبادلها مع الطلبة".

وأضاف "يمكننا في الأردن إنجاز كل شيء، لكن نحتاج لمواصلة الجهد والتعب لتحقيق الهدف".

ولفت مصلح إلى أن مشروع إطلاق القمر الصناعي "لم يكن سهلا"، بسبب "عدم وجود تخصص مستقل في علوم الفضاء في الأردن".

وأشار إلى أن الهدف من تلك المبادرات "تعزيز خبرة الأردنيين داخل وطنهم"، مبينا أن الطلبة "يحتاجون من يتبنى خبرتهم؛ لأنهم أصحبوا خبراء وبحاجة لتوفير فرص عمل لهم وتنمية مواهبهم".

وسيقوم فريق عمل المشروع، خلال فترة قريبة، بإطلاق تطبيق للهواتف المحمولة، يمكن من متابعة القمر الصناعي الأردني المصغّر والتواصل معه، وفقاً لمؤسسة ولي العهد.

وبدأ مشروع القمر الصناعي الأردني بعد ابتعاث مؤسسة ولي العهد طلاباً إلى برنامج تدريبي في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، التي تستقبل كل عام طلاباً في دورات لـ5 أشهر، للتعلم على آلية عمل "الكيوبسات"، أو القمر الصناعي المصغر بحسب أحد خبراء "ناسا".

وسيكون القمر الصناعي الأردني متاحاً للاستقبال من قبل جميع المستقبلات الأرضية في العالم.

المملكة